الأحد 2022/05/15

آخر تحديث: 20:18 (بيروت)

بيروت أمّ المفاجآت الانتخابية: المقاطعة فشلت.. ولا صدامات

الأحد 2022/05/15
بيروت أمّ المفاجآت الانتخابية: المقاطعة فشلت.. ولا صدامات
نسبة المشاركة في بيروت الثانية اقتربت من 50 بالمئة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

مع انتهاء اليوم الانتخابي الطويل، والذي بدأ من الساعة سابعة صباحاً،  شهدت بيروت نهاراً لم تعكس فيه التوقعات بالمقاطعة. منذ الساعات الأولى، توافد أهالي بيروت إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.

كثافة المقترعين
حتى بعد ظهر اليوم، شهدت مراكز الاقتراع في بيروت، ولا سيما الدائرة الثانية منها، زحمة ناخبين. إذ لم تبدُ أصداء المقاطعة في الأرجاء واضحة.  ومع تقدّم الساعات، وبالحديث مع بعض المقترعين، قال رامي رمضان (35 عاماً) وهو ناخب في دائرة بيروت الثانية، أنه رفض المقاطعة هذا العام، رغم انه لم يقترع سوى مرة واحدة من قبل. وتابع بالقول إنه لا يمكن إحداث التغيير من المنزل، فالاقتراع ضروري للحصول على التغيير، أقلّه في المرحلة الأولية.

وفي مدرسة المقاصد- كلية البنات في الباشورة، وسط طابور طويل من المقترعات، شدّدت الناخبة إيمان بدر على أنّها لم تخضع للمقاطعة وفاءً لأحد، ولن تساهم في تسليم العاصمة بيروت إلى الثنائي الشيعي، حسب قولها.

أمّا مع تقدّم ساعات النهار، وتحديداً بعد الرابعة عصراً، فانخفضت الزحمة في مراكز الاقتراع، خصوصاً في رأس النبع وطريق الجديدة، وكذلك في البربير، علماً أن بعض الغرف ما زالت تستقبل الناخبين وبكثافة، أمّا خارج مركز الاقتراع فبدت الأجواء أقل حضوراً من ساعات الصباح الباكر.

الصناديق امتلأت
في مدرستي عمر بن الخطاب في طريق الجديدة، وثانوية رأس النبع للبنات، في رأس النبع، ناشد رؤساء الأقلام بضرورة إحضار صناديق إضافية، بسبب وصولها إلى سعتها القصوى، وذلك بسبب كثافة المقترعين. وهذا ما لم يكن متوقّعاً.

وفي حديث مع "المدن"، قال أحد رؤساء الأقلام إنهم أوصلوا خبراً لوزراة الداخلية بامتلاء الصناديق منذ أكثر من ساعة، لكن لا حياة لمن تنادي. أمّا عن كيفية وضع الأصوات داخل الصناديق، فأشار إلى أنهم يحاولون ضغطها "بالقوة"، وذلك باستخدام عصا خشبية، أو بالقلم.

لا بدّ من الإشارة إلى أنه حتى الساعة الخامسة، لم تُجلب أي صناديق إضافية، علماً أن أحد الضباط المسؤولين عن إيصال الخبر لوزارة الداخلية أكّد لـ"المدن" أن الوزارة علمت بذلك، ووعدت بإرسال الصناديق، ولا يعلم سبب التأخير.

الهدوء النسبي
كان ملفتاً في بيروت، بدائرتيها الأولى والثانية، الهدوء التي تمتّعت به العملية الاقتراعية، مقارنة مع باقي المناطق اللبنانية، التي شهدت مشاكل عنف وشجارات بالإضافة إلى تعطّل عملية الاقتراع. أمّا العاصمة فلم تشهد أي نوع من المشاكل. وكذلك في مراكز الاقتراع. إذ لم تحدث أي مشاكل أو نعرات بين المندوبين والمقترعين، وحتى بين رؤساء الأقلام. وكانت العملية تسير بطريقة سلسلة داخل أقلام الاقتراع وخارجها.

انخفاض النسبة
رغم كثافة التوجه إلى مراكز الانتخاب، إلاّ أن الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية أشارت إلى انخفاض في النسبة، إذ بلغت نسبة الاقتراع حتى الساعة الخامسة مساءً 30 بالمئة. وهذا ما اعتبره البعض منافياً للواقع من حيث كثرة الإقبال.

بعد التواصل مع أحد مندوبي "بيروت التغيير"، صرّح لـ"المدن" أن الأجواء تشير إلى أن نسبة الاقتراع مرتفعة، وقد تتجاوز في معظم أقلام الاقتراع 40 بالمئة. وفي حين أعلنت إحدى وسائل الإعلام أن عدد المقترعين في بيروت الثانية تجاوز 110 آلاف، لا تزال الأرقام منخفضة لدى وزارة الداخلية.

وأشارت الأرقام الأخيرة إلى أن النسبة في بيروت الثانية اقتربت من 50 بالمئة، حيث بلغ عدد المقترعين حتى الساعة 142 ألفاً.

المندوبون بالواسطة
منذ الصباح الباكر، ارتفعت أصوات مندوبي "بيروت التغيير"، قائلين إن وزارة الداخلية لم تصدر لهم التصاريح، وهي تمتنع عن ذلك، في حين لوحظ تواجد مندوبين لحملة "بيروت بدها قلب" التي يترأسها فؤاد المخرزومي، وكذلك لائحة "بيروت تواجه" التي يترأسها نبيل بدر، والمتحالفة مع الجماعة الإسلامية.

فكان الحضور لتلك اللائحتين، داخل أقلام الاقتراع ملفتاً، فشكّلوا تجمّعات في الداخل، بينما اضطرت "بيروت التغيير" إلى تكليف مندوب واحد داخل قلم الاقتراع.

وأكد أحد العاملين في الماكينة الانتخابية التابعة للمرشّح عن لائحة بيروت التغيير وضاح الصادق أنهم حصلوا على تصاريح بنسبة 20 بالمئة فقط، وتعتبر ذلك نسبة متدنية مقارنة مع ما حصلت عليه باقي اللوائح. ولم يكن هناك أي تجاوب من وزارة الداخلية حيال الأمر.

الثنائي حاضر
لوحظ تواجد كثيف لمخيّمات الثنائي (حزب الله وحركة أمل) في مناطق بيروت، إذ لم يكن التواجد فقط بالقرب من مراكز الاقتراع، إنما على طول الأرصفة، خصوصاً في منطقتي زقاق البلاط ورأس النبع، إضافة إلى الأعلام المنتشرة بكثافة على طول الطرقات.

وفي مراكز الاقتراع الخاصة بهم، كان الحضور ملفتاً، فسارعوا إلى المراكز من ساعات الصباح الباكر وحتى الساعات الأخيرة. ولا بد من الذكر إلى أنه لم تقع أي مشاكل أو صدامات مع الأطراف السياسية الأخرى، وذلك مقارنة مع باقي الدوائر الانتخابية.

بيروت الأولى
بالانتقال إلى دائرة بيروت الأولى حيث المعركة محتدمة بين لائحة المعارضة "لوطني" من جهة، والكتائب اللبنانية والتيار الوطني الحرّ، بالاضافة إلى القوات اللبنانية، كانت الأجواء هادئة للغاية.ف لم تشهد مراكز الاقتراع الكثير من توافد المقترعين.

ورغم وجود الخيم الحزبية وغير الحزبية، إلاّ أن الأجواء الانتخابية كانت بعيدة عن هذه الدائرة كما أن نسبة الاقتراع فيها لم تتجاوز 30 بالمئة.

وزارة الداخلية
شهدت الوزارة ضغطاً هائلاً في غرفة العمليات، التي تتابع العملية الانتخابية في كافة المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى إصدار نسب الاقتراع في مختلف المناطق اللبنانية.

لكن لوحظ البطء في التعاطي مع العملية، فبدلاً من أن تصدر النسب كلّ ساعة كما كان متوقّعاً، أصبحت تصدر كل ساعتين أو ساعتين إلا ربع. وحتى اللحظة (حوالى الساعة الثامنة) لم تصدر النتائج الأخيرة؛ فآخرها كان عند الخامسة مساءً، ومقارنة مع الماكينات الانتخابية الحزبية وغير الحزبية، قد تكون هي أكثر دقة.

إذاً، وبعد طول انتظار، حصلت الانتخابات النيابية في موعدها رغم الهمسات في الصالونات السياسية أنها لن تحصل. ويبقى الآن انتظار ولادة مجلس نيابي جديد، يليها حكومة جديدة، وأخيراً، رئاسة جمهورية مفصلية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها