الأحد 2022/05/15

آخر تحديث: 21:32 (بيروت)

بعبدا-عاليه: العونيون يستقوون بحزب الله والتغييريون يتامى

الأحد 2022/05/15
بعبدا-عاليه: العونيون يستقوون بحزب الله والتغييريون يتامى
فجأة بدأت تصل العشائر الكبيرة للاقتراع في منطقة الشويفات (جورج فرح)
increase حجم الخط decrease
في ساعات الفجر الأولى، انتشرت عناصر للجيش اللبناني على أطراف الطرق في الضاحية الجنوبية. الشوارع هادئة وخالية من السكان، بعد اتجاه عدد كبير من الشيعة نحو جنوب لبنان للمشاركة في الانتخابات ودعم لوائح الثنائي الشيعي. فلم يبق فيها سوى ناخبي دائرة بعبدا.

أعداد هائلة
أمام مراكز اقتراع في حارة حريك، انتشر العاملون في الماكينة الانتخابية التابعة لحزب الله، وضمت أكثر من 70 مندوباً توزعوا في 8 خيم، وإلى جانبهم توزع العاملون في ماكينة أمل الانتخابية. فعملوا على تنظيم السير بمساعدة عناصر البلدية، واستقبال ناخبيهم ومساعدتهم. ووضعوا أمام خيمهم في وسط الشارع صوراً لمرشحيهما علي عمار وفادي علامة، ولم نلحظ أي صورة أخرى لأي مرشح معارض في الدائرة نفسها.

تأخر فتح أقلام الاقتراع في بعض مراكز هذه الدائرة لأسباب عدة، ولم نشهد كثافة انتشار الجيش اللبناني مقارنة ببيروت. وذلك بسبب توزع عناصر حزب الله بكثافة للمحافظة على أمن المنطقة. وفي زوايا الطرق، انتشرعشرات الشبان بزيهم العسكري وسلاحهم. في الساعات الأولى شهدت المراكز حركة هادئة وخفيفة، ألا أنها بدأت ترتفع بعد ساعات، فأتى الناخبون بباصات كبيرة علقت على شبابيكها أعلام حزب الله وصور سليماني ونصرلله.

الولاء بالدم الأزرق
الأعلام على السيارات، تميز كل ناخب واختياره بسهولة. ولم ينته الأمر هنا، فقد تقصدت النساء ارتداء قمصان صفر أو وضعن شالات حزب الله وشعاره حول أعناقهن أو وضعن مناديل باللون نفسه. أما الرجال فقد لبسوا قمصاناً سوداء ووضعوا قبعات صفر. واللافت تلك العلاقة الحميمة بين معظم  الناخبين والمندوبين، إذ كانوا يتبادلون السلام بحرارة. وكان المندوبون يرحبون بكل ناخب بطريقة مميزة، ثم يأخذونه إلى خيمة مخصصة ليشرحون له طريقة الاقتراع. وعند الانتهاء، يخرج الناخب ويتجه نحوهم رافعاً سبابته الملطخة بالدم الأزرق ويلتقط الصور.

اعتداءات وهمس
وحسب مندوبي لائحة "بعبدا التغيير"، فقد تعرضوا لمضايقات عديدة خلال الانتخابات من عناصر الثنائي الشيعي. فقد تعرضت خيمتهم للتكسير واختفاء الكراسي فجر اليوم. لذا جلسوا على أرصفة الشارع. وبسبب الضغوط، لم يجرؤ أي ناخب معارض على الاقتراب من خيمتهم والتواصل معهم. واكتفى الناخبون المعارضون بالمرور من أمام خيمة المعارضة هامسين للمندوبين: "انتخبنا اللائحة".

وخلال زيارة مرشح هذه اللائحة واصف الحركة منطقة المريجة، تعرض لمضايقات وهتافات مضادة واتهامات بالعمالة. وعند الخامسة عصراً توجه للاقتراع، وخوفاً من التعرض له، انتشر الجيش أمام مدخل ثانوية الغبيري الثانية، فيما توزع شبان كثر لحركة أمل وحملوا أعلامهم وأعلام حزب الله وانتظروا خروجه من المدرسة، ولكنهم بسبب ضغط كبارٍ من عناصر الثنائي، لم يتعرضوا له.

انتهاك السرية الانتخابية
رصدت "المدن" خلال زيارتها غرف الاقتراع عدداً من التجاوزات والمخالفات. فقامت إحدى مندوبات الثنائي الشيعي بمساعدة ناخبة واختيار الصوت التفضيلي عنها وراء الصندوق. أما رؤساء الأقلام فقد سمحوا لأكثر من شخص بالوقوف وراء صندوق الاقتراع، بحجة أن الناخب مسن أو أميّ. كما أنهم لم يذّكروا الناخب بضرورة وضع إصبعه في الحبر الأزرق. وفي أحد مراكز الاقتراع قام رئيس قلم بمساعدة ناخب على الانتخاب، ثم قام يتبادل النظرات مع مندوبٍ تابع لحزب الله قائلاً بصوت خفي: "مشي الحال". ولم تحترم السرية الانتخابية أبداً بسبب اطلاع رؤساء الأقلام على اختيار الناخبين. وفي منطقة الكحالة قام عنصر عسكري بمساعدة الناخبين على اختيار الصوت التفضيلي أثناء عملية الاقتراع وبصوت مرتفع، كما سمحت بعض المراكز في الغبيري بإدخال أعلام للأحزاب إلى غرفة الاقتراع.

سحل شاب أمام بلدية حارة حريك
على طول شارع بلدية الغبيري، وضعت خيم للماكينات الانتخابية، وسمح للقوات اللبنانية بوضع خيمة صغيرة إلى جانب الطريق. وأثناء وصول رئيس الجمهورية للاقتراع في حارة حريك، قام ناخب بشتمه أمام الناس. فجرى سحله فورًا أمام بلدية حارة حريك وضربه ورميه في سيارة خاصة. ولم يعرف عنه شيئاً بعدها. وتداول بعض الحاضرين أخباراً عنه، فقالوا بأنه يدعى ميشال، وهو منتسب لحزب القوات اللبنانية، وما قام به هو عمل مدبر. ولكن لم تثبت أي معلومة حتى الساعة. وبعد أقل من نصف ساعة عادت الأجواء طبيعية، فيما شهد المركز زحمة خانقة في الطابقين أدت إلى انسحاب بعض الناخبين والعودة إلى بيوتهم.

فئات شابة تدعم التغيير
أما في الشويفات، فقد انقسم الناخبون بين الأمير طلال أرسلان والحزب الاشتراكي. فمن طريق الحدث حتى الشويفات، رفعت شعارات تمدح الأمير أرسلان: "الشويفات ما بتخون"، "بالدم منبصملك". وصدحت أناشيد عالية وأغان ثورية، فيما توجه مناصرو الحزب الاشتراكي نحو مراكز اقتراع مرتدين ثياباً حمراء، تيمناً بعلم الحزب. وحملوا صور كمال جنبلاط. وقد لاقت لائحة المعارضة إقبالاً واسعاً حيث اتجهت فئات شبابية كثيرة إلى تشجيع هذه الحملة واتجهت بعض العائلات إلى التخلي عن تمسكها برموز السلطة والتوجه نحو الوجوه الجديدة. كما بدأت مجموعة من الشبان بإقناع الناخبين باختيار مارك ضو المرشح المعارض في لائحة "توحدنا للتغيير". وفي مركز للاقتراع في حي القبة، كانت الحركة هادئة وفجأة بدأت تصل العشائر الكبيرة التي تضم أكثر من 40 شخصاً للاقتراع، وتبين لاحقاً أنها جماعات من عرب خلدة أتت للإدلاء بأصواتها التفضيلية لأرسلان.

تنافس قواتي عوني
وحصل تنافس بين التيار العوني والقوات اللبنانية. فالناخبون من التيار قاموا بتغطية سياراتهم كلها باللون البرتقالي وتجولوا في شوارع الحدث وحارة حريك، وبعضهم رفع صوت خطاب رئيس الجمهورية عالياً في السيارات، ووزعوا حلويات ومشروبات طاقة في حارة حريك. أما مناصرو القوات اللبنانية فاكتفوا بإلباس أطفالهم ثياباً بيضاء ورفعوا شعارات لسمير جعجع ووضعوا خيماً صغيرة في بعض المناطق، علماً أن هذه المراكز لم تتوفر في كل مناطق الدائرة، بسبب حساسية المنطقة. ومن باب دعم لائحة التيار العوني، قام الثنائي الشيعي قبل يومين برفع أعلام التيار في بعض شوارع حارة حريك. واللافت أنها المرة الأولى التي يرفع أعلام التيار في تلك الشوارع. ومنعت القوات اللبنانية من وضع خيمة لها.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها