الأحد 2022/05/15

آخر تحديث: 19:29 (بيروت)

الجنوب: فدائية "معاً نحو التغيير" وشراسة الثنائي الشيعي

الأحد 2022/05/15
الجنوب: فدائية "معاً نحو التغيير" وشراسة الثنائي الشيعي
الحشد والتحشيد لحزب الله وحركة أمل (حسن شعبان)
increase حجم الخط decrease
نهار انتخابي طويل، بدأ قبل توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع، في دوائر الجنوب. فكانت كل التحضيرات العملانية منجزة، بالنسبة لماكينة الثنائي الشيعي، وتحديداً ماكينة حزب الله، التي أغرقت أقلام الاقتراع في الداخل والخارج، بطوفان بشري، تعمم بالأصفر والأخضر، ذكورًا وإناثًا. بدوا أشبه بجبهة حرب طاحنة، رغم التفاوت الهائل بين قدراتهم وقدرة المنافسين في لوائح المعارضة، لاسيما لائحة "معا نحو التغيير"، في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية، بنت جبيل، حاصبيا - مرجعيون) التي كانت تعمل "على قدّ الحال"، وفقاً للإمكانات البشرية اللوجستية المتواضعة جداً.

يوجد في قضائي بنت جبيل والنبطية مقاعد ستة للشيعة، مناصفة بين المنطقتين. ترشح لها 15 شخصًا: النائب محمد رعد، النائب هاني قبيسي، المرشح ناصر جابر، النائب أيوب حميد، النائب حسن فضل الله، والمرشح أشرف بيضون ( لائحة الأمل والوفاء)، وسيم غندور، علي وهبي، وفيق ريحان، علي مراد، خليل ديب، وحسن عادل بزي لائحة (معًا نحو التغيير) ومحمود شعيب وعباس شرف الدين وحسين الشاعر (صوت الجنوب).

تنوع أنصار يتضاءل
بلدة أنصار، التي يبدأ منها قضاء النبطية من ناحية الساحل، هي واحدة من أكبر بلدات المنطقة. تضم في لوائحها أكثر من ستة آلاف ناخب. وهذه البلدة، فيها خليط سياسي مميز، يبدأ تاريخيًا من الحزب الشيوعي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي، وصولا إلى حركة أمل وحزب الله. والبلدة حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى معتقل كبير للمقاومين عام 1982. أما المنافسة فيها اليوم فتقتصر على وجود مكاتب انتخابية متجاورة، ترفرف حولها أعلام حزب الله وحركة أمل، ولافتات قليلة لـ"معا نحو التغيير" وقليل من الأعلام الحمراء.

عند مدخل مركز الاقتراع في ثانوية البلدة الرسمية، اقتربت من امرأة مسنة أنيقة، تجلس على كرسي للراحة، بعد الانتهاء من الاقتراع، وغمست أصبعها بالحبر. سألتها، من انتخبت؟ فردت بهدوء: الأمر يعنيني وحدي. لقد صوتت للذين اقتنع بهم وأرى فيهم أهلاً للنيابة.

طارق جفال، مسؤول الحزب الشيوعي في البلدة، يذكر أن لائحة الشيوعي، حازت أكثر من 600 صوت عام 2018، بينها نحو 450 تفضيلياً للمرشح علي الحاج علي. وأضاف: نبذل جهوداً كبيرة في هذه الانتخابات، لحصد الأصوات لصالح لائحة "معا نحو التغيير"، التي يوجد فيها أعضاء من الحزب ومستقلون.

وعبر علي فياض، أحد أفراد الماكينة الانتخابية في حركة أمل عن ارتياحه لسير العملية الانتخابية في أنصار. وقال: "هناك تنافس ديمقراطي، وبعد الانتخابات تعود الأمور إلى طبيعتها، فنحن أبناء بلدة واحدة".

كفر رمان والنبطية وبونات البنزين
في الطريق من أنصار إلى مدينة النبطية، تجتاز الدوير وحاروف. تصادفك سيارات يرفع ركابها رايات حزب الله وحركة أمل. سيارات أخرى تصطف عند محطة وقود لتعبئة البنزين. حصل أصحابها على بونات بنزين من ماكينتي الثنائي الشيعي، تتراوح الكمية بين 25 و45 ليتراً للقادمين من خارج الجنوب للإدلاء بأصواتهم. وقد حجزت المحطة هذه وغيرها من المحطات لأصحاب البونات فقط.

المشهد من نصب حسن كامل الصباح في النبطية، إلى دوار كفرمان، هادىء جداً. على مقربة من مركز الاقتراع في بلدة كفرمان حراك انتخابي، حيت يزيد ناخبوها عن 6 آلاف. وهنا جمهرة كبيرة لمندوبي اللوائح، لا سيما حزب الله وحركة أمل، وبنسبة أقل للائحة "معاًً نحو التغيير"، التي تحظى بتأييد في هذه البلدة، التي تستقطب تجيير أكثر من 800 صوت، غالبيتها من الحزب الشيوعي. ولا يتكرر مشهد أنصار وكفرمان كثيراً، على امتداد بلدات وقرى النبطية، لناحية القوة التجييرية، للائحة المعارضة، من دون أن يلغي ذلك نفوذها في بلدات أخرى، مثل زوطر الشرقية، ولو بحجم أقل.

كان الشعور المسيطر في النبطية، هو الحشد والتحشيد لحزب الله وحركة أمل. وهذا لم يكن على هذه الدرجة في انتخابات العام 2018. فقد رفع سقف الخطاب السياسي كل من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه برّي. والأخير أدلى بصوته في بلدته تبنين، لتأكيد أهمية هذا الاستحقاق، إلى جانب الحوافز وترغيب الناخبين، وتخويفهم من الخطر الصهيوني وأدواته. وفي بلدة النبطية الفوقا، قرية المرشح وسيم غندور في لائحة المعارضة، همست إحدى قريباته قائلة: كل صوت تحصلون عليه، هو بمثابة ألف صوت. وكل صوت يعطى لكم هو صوت فدائي في ظل هذا الشحن والتخوين.

البلدات المسيحية
بنت جبيل، مدينة التحرير، كانت على غير عادتها بالنسبة لقوى المعارضة. فلم تسجل فيها حركة لافتة لماكينتها الانتخابية، برغم وجود ثلاثة مرشحين في القضاء. وهم ابن شقرا المرشح المزارع خليل ديب، والدكتور علي مراد، ابن عيترون، والمحامي حسن بزي ابن بنت جبيل، الذي لم يهدأ في حراكه الانتخابي.

أما في عيترون الملتصقة ببنت جبيل وعيناتا، فأجواؤها أكثر حيوية للائحة التغيير، وقابلها نشاطية ضخمة لماكينات الثنائي على الأرض، تمثلت في إحضار الكثير من الناخبين باسطول سياراتهم. وبين بنت جبيل ورميش، إحدى أكبر البلدات المسيحية في المنطقة (6500 ناخب)، بلدتان مسيحيتان أخريان: عين أبل ودبل. ففي رميش التي يعتمد غالبية أهلها على زراعة التبغ، سعت القوات اللبنانية إلى مقاطعة الانتخابات بشكل قوي. لكنها لم تنجح كثيراً. التيار العوني المتحالف مع حزب الله، كان كثرة من أنصاره مترددين في التصويت للائحة أمل وحزب الله على خلفية الخصومة مع أمل.

وقال م. الحاج لـ"المدن": على الأرجح أن غالبية من أدلوا بأصواتهم، كانت وجهتهم لائحة المعارضة، التي غاب مندوبوها بشكل كبير عن أقلام الاقتراع، فيما مندوبو أمل وحزب الله حاضرون بقوة. وختم قائلاً: لا يزال أمامنا ثلاث ساعات، ربما يتبدل المشهد الانتخابي .

وفي نهاية النهار امتلأت صناديق الاقتراع، وستفرز الأصوات، التي ستحدد نسبة الاقتراع وحصة المعارضين من التصويت، والفوارق في الصوت التفضيلي بين حزب الله وحركة أمل في كل بلدة وقرية.
يذكر، أن نسبة التصويت في دائرة صور-الزهراني الثانية، وصلت إلى 44.26 بالمئة. وصوّت 91 ألف مقترع من أصل 206880 ناخب. كما بلغت نسبة التصويت في النبطية 55 بالمئة. وفي الدائرة الكبرى التي تضم النبطية وبنت جبيل وحاصبيل ومرجعيون كانت النسبة 47 بالمئة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها