واعتبر رئيسي أن "حزب الله بات نموذجاً ورمزاً للمقاومة والصمود في المنطقة بأسرها، وقد أعطى درساً تاريخياً للشعوب الحرة في منطقتنا وفي العالم أجمع". مضيفاً "هذه هي الحقيقة التي علمنا إياها إمامنا الراحل الخميني ويؤكد عليها الإمام الخامنئي. فبالمقاومة والصمود يمكن مواجهة العدو ودحره وإحباط مؤامراته". وأردف "لقد سمعتم من المتحدث باسم البيت الأبيض إعترافه بأن الضغوط القصوى على إيران ليس فقط لم تحقق أهداف أميركا، بل تسببت بفضيحة للإدارة الأميركية. وهذا الأمر لم يكن ممكناً أن يحدث سوى بالمقاومة والصمود القصوى للشعب الإيراني".
ثقافة المقاومة
واعتبر رئيسي أن "ما أوقف الكيان الصهيوني وجعله عاجزاً هي روح المقاومة والصمود عالية لدى الشعب اللبناني، وهذه الروح موجودة اليوم ومتجلية لدى السنة والشيعة والمسيحيين وجميع الطوائف اللبنانية، وقد باتت رمزاً للمقاومة ضد الأعداء". مضيفاً "هذا الأمر يؤدي إلى أن يكون عملكم في المضمار الثقافي أكثر صعوبة وحساسية. وينبغي عليكم الاستعانة بالله من أجل المحافظة على روح المقاومة وتعزيزها لدى الشعب اللبناني".
وفي ما خص العلاقات بين البلدين، أمل الرئيس الإيراني أن "يؤدي تواصل الوزير المرتضى مع إيران والتعاون مع وزير الثقافة والإرشاد الاسلامي الدكتور محمد مهدي إسماعيلي إلى تعزيز أواصر العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين". كما قال: "ليس لدى إيران أي قيود ومحدودية بالنسبة لتعزيز العلاقات الثقافية مع لبنان". وتمنى زيادة التواصل بيْن البلدين وتعميق العلاقات بينهما، كما اقترح تعزيز التعاون الثقافي وتعزيز الفعاليات الثقافية وتوسيعها بين البلدين.
دعوة لزيارة لبنان
وحمّل الرئيس الايراني الوزير المرتضى سلامه وتحياته لجميع المسؤولين في لبنان، وإلى السيد حسن نصر الله. ورداً على نقل الوزير المرتضى له دعوة الرئيس ميشال عون لزيارة لبنان، أعلن الرئيس الايراني بأنه "سوف يقوم بهذه الزيارة في الوقت المناسب، وأنه يرغب بذلك بكل تأكيد لتعزيز العلاقات بين البلدين".
وختم رئيسي: "علاقاتنا مع لبنان هي ليست مع بلد مسلم فقط، بل مع بلد مقاوم ونملك صلة عميقة ومحبة قلبية تربط بين الشعبين الواعيين، وتزداد يوماً بعد يوم". كما كرر التأكيد بأنه "ينبغي تكرار الزيارات وزيادتها بين مسؤولي البلدين لتبادل الخبرات وتعزيز وتوطيد العلاقات الثقافية بين البلدين". ودعا إلى "إقامة أسبوع ثقافي لبناني في إيران"، معتبراً "أن ما يجمع بين لبنان وإيران أنهما دولتان مقتدرتان ومظلومتان في آن، ونسأل الباري تعالى أن يوفقنا جميعاً من أجل المحافظة على هذا الاقتدار والإيمان لدى الشعب الإيراني والشعب اللبناني".
السحر والساحر
بدوره شكر المرتضى الرئيس الايراني على استقباله وحسن وفادته، وأكد له "أن لبنان والشعب اللبناني أصبحا مفطورين على تحويل الأزمات إلى فرص وقلب السحر على الساحر، وأن لبنان الذي اجهض مشروع الشرق الأوسط الجديد وأجهض محاولات إشعال الفتن بين مكوناته، كما أجهض مشروع تسليم المنطقة إلى التكفيريين، سوف ينتصر أيضاً على الحصار الذي يطبق عليه راهناً، والذي يهدف إلى تحريض الشعب على المقاومة خدمة للعدو الإسرائيلي، وإن الانتخابات سوف تثبت فشل هذه المحاولة بدورها، إذ أن الشعب اللبناني بغالبيته سوف يولي المقاومة وحلفاءها ثقته من جديد لتمضي قدماً في حماية الكيان والإسهام في بناء الدولة على نحو يليق بتضحيات اللبنانيين".
واعتبر أن "المعركة الأساس هي معركة بث الوعي لخطورة العدو ومحاذير التطبيع معه ولأهمية حفظ التنوع والثبات على مبدأ العيش معاً. وهذه المعركة تتطلب تضافر الجهود والتعاون بين كل الدول التي تتشارك الثبات على قيم الأخلاق والحرية والسيادة ورفض الظلم، وأن العلاقات الثقافية بين لبنان وإيران تسير في خط التعزيز والتمتين، وأن لبنان سيلبي بكل سرور الدعوة إلى إجراء اسبوع ثقافي لبناني في إيران".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها