الخميس 2022/05/12

آخر تحديث: 23:56 (بيروت)

عبيدة تكريتي: مرشح طرابلس الشاب يخوض معركة الدولة المدنية

الخميس 2022/05/12
عبيدة تكريتي: مرشح طرابلس الشاب يخوض معركة الدولة المدنية
يترشح عبيدة تكريتي على لائحة "قادرين" غير المكتملة (المدن)
increase حجم الخط decrease

وسط عدد كبير من اللوائح "التغييرية" المنبثقة عن المجتمع المدني في لبنان، برزت لوائح "قادرين" على امتداد مختلف الدوائر، التي تعود لمجموعة "مواطنون ومواطنات في دولة" وأمينها العام الوزير السابق شربل نحاس.  

ويواجه نحاس كحال حركته، سيلًا من الانتقادات على طبيعة معركتهم، إذ يتهمهم كثيرون بضبابية مواقفهم ببعض القضايا السياسية، وفي طليعتها الموقف من حزب الله، وبعدم الانفتاح على بقية القوى المدنية، وهو ما تجلى بتشكيل معظم لوائحهم من دون التحالف مع أحد، وبوجوه شابة وأكاديمية ومنخرطة بالشأن العام، لكنها تخوض الاستحقاق الانتخابي لأول مرة، من دون أن يكون لها تجربة سابقة بالحياة البرلمانية والتمثيلية.  

وبصرف النظر عن المواقف من معركة نحاس وأهداف حركته، برزت على لوائحه شخصيات شابة تميزت بخطابها تحت شعار "قادرين نخلي الأزمة فرصة". ومن بين هؤلاء، عبيدة تكريتي (31 عامًا)، ناشط مدني وسياسي، حاز نهاية العام 2019 على شهادة الماستر في "السياسات العامة والشؤون الدولية" من الجامعة الأميركية في بيروت. وهو قارئ نهم وله اهتمام واسع بـ"علم النفس السياسة"، تعلّم وعمل في الخارج قبل أن يعود إلى طرابلس، إيمانًا منه بضرورة المساهمة في نهضتها ورفع وعيها السياسي.  

ولعل أكثر ما برز فيه تكريتي، كانت جلسات النقاش التي تفرد بها في خيمته خلال انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 في ساحة النور، وأطلق عليها اسم "ساحة ومساحة"، فحقق رقمًا قياسيًا ناهز 250 حلقة حوارية منتظمة، ناقشت حينها مستقبل الثورة وتحدياتها على مستوى طرابلس ولبنان، وقضايا قانونية وحقوقية واجتماعية وتعليمية واقتصادية. كما استضاف عشرات الخبراء في الشأن السياسي والاقتصادي والقانوني يبحثونها مع الحاضرين من طرابلس وضواحيها، ودار الحوار بصورةٍ تشاركية، من دون أن يأخذ طابع "المحاضرة" التقليدية. (راجع "المدن").  

كيف يخوض عبيدة تكريتي الاستحقاق الانتخابي لأول مرة؟  
يترشح عبيدة تكريتي في طرابلس على لائحة "قادرين" غير المكتملة، وهي تضم إلى جانبه كل من: مصطفى زريقة، مصباح رجب، شفيق حسون (عن المقعد السني)، منير دوماني (المقعد الاورثوذكسي) ونضال عبد الرحمن (المقعد السني).  

وفي حديث لـ"المدن"، يشير تكريتي إلى أن عدم تحالفهم في دائرة الشمال الثانية مع أي من القوى المنبثقة عن المجتمع المدني، سببه فشل مساعي المفاوضات قبيل تشكيل اللوائح، "التي كنا فيها من أكثر الميسرين، لكن تدخل المال الانتخابي من منصات تمويل لتشكيل بعض اللوائح، وجدناها مشبوهة الأهداف، خصوصًا أن لائحة انتفض للسيادة والعدالة التي تفاوضنا معها، وضع داعموها فيتوات على أسماء كثيرة معروفة وكفوءة، علمًا أننا سعينا في طرابلس لإنجاح مشروع أول لائحة معارضة موحدة، وكنا جاهزين لها".  

وقال إن "عمق الخلاف كان على المشروع السياسي، إذ لا نريد خوض المعركة في لوائح تحاكي خطاب 14 آذار التقليدي من دون رؤية وبرنامج واضحين، ونحن لم نضع فيتوات على الأشخاص، بل على المشروع".  

ويرفض تكريتي اتهام حركتهم بالهرب من السياسة إلى الاقتصاد، "بل إنهما مسألتان لا تنفصلان بالنسبة لنا، ورؤيتنا واضحة لجهة بناء الدولة المدنية والشرعية وطريقة صوغ علاقات لبنان مع محيطه الإقليمي بما يقتضي مصلحة اللبنانيين أولًا".  

رؤية طرابلس  
يعتبر عبيدة تكريتي أن السلطة الحالية والنظام الطائفي والتحاصصي لا يجد مكانًا لطرابلس، بل حوّل المدينة إلى أشبه بسجن معزول، تحت عنوان السلم الأهلي، لقمع أهلها، وأن هذا الترهيب المتمادي منذ عقود، ترافق مع وعود بالترغيب من قبل قياداتها ورموزها عبر وعودٍ فارغة لم تتحقق بل عززت الزبائنية السياسية.  

ويذكر أنه في 2002، برزت مشاريع عدة، من بينها مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، التي أضحت كمطمر ردموا الأرض لأجلها بملايين الدولارات، في حين أن معرض رشيد كرامي الذي أنشئ نهاية الستينات، يسعون راهنًا إلى تحويله لمجرد متحف معطل ومشلول.  

ويعتقد تكريتي أن طرابلس هي رأس حربة لبناء الدولة المدنية والتي تحمي المجتمع وتصونه. وقال إن الانهيار الفعلي في كل لبنان وطرابلس ضمنًا، هو انهيار مجتمعي، وهو ما يعزز حالة الانحلال والتفكك المستشرية. وأضاف إن أولوية اللبنانيين راهنًا وطرابلس، هو توفير السكن وتغطية صحية شامل، وتعزيز شبكة التعليم المجاني وغيرها، بكل ما يرتبط بمصالح المواطنين مباشرة.    

ويشير تكريتي إلى أن مشروعهم في طرابلس طويل الأمد لا يتوقف عند الاستحقاق الانتخابي، بل "نسعى إلى تعزيز ثقافة التفاعل الإيجابي داخل المدينة ومحيطها، وأن يفتش كل فرد عن دور فعالٍ له، بدءًا من الحي الذي يعيش فيه، وعدم القبول بالمسلمات التي تكبل حاضر طرابلس ومستقبلها".  

ويعتقد أن تفعيل دور طرابلس على الخريطة السياسية اللبنانية، يكون عبر مجموعات مدنية لا تقبل بأداء دور مطلبي فحسب، وإنما السعي للعب دور سياسي، وصناعة رؤية سياسية ليست حكرًا على مناطق وطبقات وفئات معينة.  

وقال: "لا بد أن نحارب فكرة التعاطي مع طرابلس كجزيرة معزولة، وأن نكسر كل ما يعبر عن هذا المفهوم، لأن طرابلس ليس مساحة للانفصال، وإنما للاتصال بكل ما حولها، بعد أن أدركنا ضريبة الانفصال الطبقي والمناطقي والثقافي والطائفي والتعليمي".  

ما حظوظ لوائحهم بالخرق؟  
يجيب تكريتي إلى أنهم يتطلعون على مستوى لبنان وليس على مستوى دوائر صغرى أو النزاع على عدد من المقاعد. و"هدفنا أن يتمكن مرشحو قادرين من حصد نحو 2 أو 3% من الأصوات على صعيد لبنان، وهو ما تعجز الكثير من القوى على تحقيقه نتيجة انغماسها بمناطقيتها وخطابها الطائفي والسياسي التقليدي".  

ويعبّر تكريتي عن فخره لجهة عدم الانخراط بالدعاية الإعلانية المنتشرة في مختلف المحافظات، "لأنها جزء من مسرحية الريع الاقتصادي في موسم الانتخابات، ومعظم القوى الناشئة حديثًا انخرطت بهذه اللعبة أدوات السلطة ذاتها، في ظل غياب المشروع المتكامل بمخاطبة الناس وعدم ملامسة واقعهم ومطالبهم على المديين المتوسط والبعيد".  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها