الثلاثاء 2022/05/10

آخر تحديث: 13:43 (بيروت)

جبيل-كسروان: العشيرة المقدادية المنقسمة على لوائح المعارضة

الثلاثاء 2022/05/10
جبيل-كسروان: العشيرة المقدادية المنقسمة على لوائح المعارضة
يخوض حزب الله معركة "استرداد الحضور الشيعي التاريخي في المنطقة" (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
بعيدًا من الحرب الكلامية وإثبات الحضور الشيعي في قضاء كسروان جبيل (راجع المدن)، أطلقت الماكينات الانتخابية محركاتها من الساحل الكسرواني إلى الجرود الجُبيلية. والعدة الانتخابية حضرت من السياحة الساحلية، إلى المهرجانات المتنقلة لأحزاب السلطة، وقوة المال الانتخابي، وصولًا إلى المعركة الشيعية العشائرية في الجرود.

حرب اللوائح
المرتبة الأولى للمعركة الكسروانية هي تموضوع الأحجام الذي يخوضه التيار العوني وتحالفه المباشر مع حزب الله. ويعمد التيار إلى دعم إيصال مرشحي باسيل في القضاء: الوزيرة السابقة ندى البستاني، والنائب سيمون أبي رميا في جبيل، ومرشح الثنائية الشيعية في جبيل رائد بّرو.

في المرتبة الثانية، يأتي عنوان الزعامة الكسروانية الذي يرفعه ضمنيًا النائب المستقيل نعمة إفرام. وهو يخوض المعركة متأكدًا بأنه يستطيع تأمين حاصلين في القضاء، ووحده يتحكم بتفاصيل لائحته. لكنه يستقطب وجهًا شبابيًا من عائلة المقداد في بلدة لاسا الجردية، لا يملك أي حيثية في "الوسط الشيعي الجُبيلي وفي بلدته لاسا تحديدًا"، وفق ما ينقل ممثلوه في البلدة.

العشيرة تواجه حزب الله
في المرتبة الثالثة تحضر "الانتفاضة العشائرية المقدادية"، حيث تتصدر لاسا مشهدًا انتخابيًا لافتًا، ويتوزع ثلاثة مرشحين من آل المقداد، على لوائح انتخابية حزبية وعائلية، وقوى معارضة لافتة.

المشهد الانتخابي في لاسا، مُستعر على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتصدره إلكترونيًا مناصرو حزب الله في الضخ الإعلاني والتجييشي. وهذا يفسح المجال في البلدة لمنافسة "أولاد العم" التي لا تختصر بآل المقداد فقط، بل هي معركة يخوضها أبناء البلدة بأسماء عائلات وازنة فيها وفي الجوار العشائري والمسيحي في المنطقة: عائلات سيف الدين، العيتاوي، زعيتر، القرقفي، حيدر أحمد، الخوري، وغيرها.

في ساحة لاسا، سحب حزب الله صور مرشح الثنائي في البلدة منعًا لأي استفزاز حزبي، فاسحًا المجال للعرس الديمقراطي العائلي والعشائري في البلدة. وهذا ما تؤكده اللجنة التنظيمية لحزب الله في لاسا. فوفقًا للشاب أيمن المقداد: "خيارنا هو صوت المقاومة في المنطقة، واسترداد الحضور الشيعي التاريخي في المنطقة". ويُجمع مناصرو حزب الله على أن المعركة هي لكسر الخوف الشيعي الذي طغى على المنطقة في أيام حواجز الحرب الأهلية، وفي الحقبة التاريخية لمتصرفية جبل لبنان. ويؤكدون أن تحالف الثنائي مع التيار العوني، يرفع حظوظ المرشح رائد برو، على عكس نتائج انتخابات 2018.

وتقول مصادر حزب الله لـ"المدن" إن معركة المقعد الشيعي، لا تزال ضبابية حتى الساعة، نظرًا لخصوصية المنطقة المتنوعة. ولعدم حسم الأصوات العائلية الشيعية من ساحل عمشيت إلى الجرود. فحزب الله يلمس تململ وعتب العائلات على الحرمان في الجرود، على عكس المشهد الإنمائي في الساحل الكسرواني. وتلفت المصادر إلى أن الحاصل الانتخابي للائحة التيار العوني مؤمن. ومعركة كسر الحواصل في المقعد الشيعي، يحسمها خطاب أمين عام حزب الله المرتقب الثلاثاء 10 أيار، والمخصص لجبيل وكسروان، إضافة إلى الجولات التي لا تهدأ للمرشح برو، القادم من خلفية إنمائية وبلدية في المنطقة.

معارضو الثنائي في المنطقة يواجهونه بخطابات تحريضية، واتهامات، حاملين مشروع نزع سلاح المقاومة، وبرامج مُستقلة مصبوغة بتحالفات حزبية. وهذا ما ترفضه أجواء المرشح أحمد هاني المقداد (لائحة قلب لبنان المستقل برئاسة النائب فريد الخازن). فيقول المرشح المقداد لـ"المدن" إنه في لائحة لها وجودها التاريخي في المنطقة، كآل الخازان وروكز. والمعارضة الشيعية قائمة على الاختلاف السياسي مع حزب الله، مع التأكيد على دور المقاومة التاريخي في الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي والخطر التكفيري الذي يهدد الوجود المسيحي قبل الشيعي في المنطقة. وهذا ما يشير إليه ابن بلدة الغابات جورج قرقفي: "آن الآوان لوقف الخطابات التحريضية التي تضرب العيش المشترك المتنوع في البلدات الجبيلية، وفزاعة الإحتلال الإيراني سلاح إعلامي لا ئؤثر في صناديق الإقتراع".

تشرذم المعارضة
في المرتبة الرابعة في المعركة الكسروانية، هناك فشل ائتلاف قوى 17 تشرين والمستقلين (لائحة نحن التغيير) من جهة، ولائحة ومواطنون وموطنات في دولة من جهة ثانية، في توحيد الصفوف. وقد شكلوا لوائح غير مكتملة. وهذه فرصة للطرفين للقول إن قوى المعارضة تواجه أيضًا بالمعارضة الداخلية. فيلفت المرشح طلال المقداد لـ"المدن" إلى أن الهدف من تشكيل لائحة معًا للتغيير هو نقل صوت الشباب المستقل الذي انبثق من تحركات 17 تشرين. إضافة إلى تاريخ العائلات الجبيلية الحاضنة للتنوع، بالفعل لا بالأقوال. ويرفض المقداد مقولة أنه يتبنى خطاب نزع سلاح المقاومة. مشيرًا إلى أن مفهوم المقاومة يجب أن يكون وطنيًا يشمل الطوائف كافة للدفاع عن لبنان.

بالرغم من التعتيم الإعلامي على لائحة مواطنون مواطنات في دولة في قضاء كسروان وجبيل، شهدت بلدة البربارة لقاءً حواريًا لافتًا الأحد 8 أيار لمرشحي "ممفد"، فحضر اللقاء كبار السن في البلدة قبل الشباب. ويلفت أنطوان زغيب ابن البلدة في دردشة مع "المدن"، إلى أن تأييد كبار السن الخطاب التغييري، إقرار بعجز أحزاب السلطة والعائلات الوزانة في كسروان جبيل، وفرصة لمنح لشباب منبرًا، وأن لن يُترجم في انتخابات 15 أيار. ويقاطعه جاره جورج الخوري قائلًا: "ولادنا فلوا، جينا نسمع خطاب ممكن يرجعهم للبلد".

الخدمات والمال الانتخابي
ويلفت الشاب إيلي عساف إلى أن لقاء البربارة للائحة مواطنون، يكرس الحضور الشبابي في منطقة جبيل. فخطاب المعارضة هو خطاب عابر للمناطق والطوائف، ويكسر حواجز التخويف من الآخر، ويسعى إلى استبدال خطابات الأحزاب والعائلات، بخطابات الدولة المدنية التي تسعي إلى العمل التشريعي البرلماني الذي شوهته الأحزاب الخدماتية، التي يفترض أن تكون محصورة بالعمل البلدي، وليس في التقديمات الانتخابية.

في المحصلة، أيام فاصلة في معركة كسور الحاصل الانتخابي في قضاء كسروان وجبيل، وهي رهن الخطابات الحزبية التي تتوالى في الأيام المقبلة. وقد تقلب قوة المال السياسي موازين صناديق الاقتراع في ربع الساعة الأخيرة، التي يشهدها القضاء في 48 ساعة قبل 15 أيار.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها