الثلاثاء 2022/05/10

آخر تحديث: 16:34 (بيروت)

إبراهيم منيمنة على عتبة "انقلاب" مدني شبابي بانتخابات العاصمة

الثلاثاء 2022/05/10
إبراهيم منيمنة على عتبة "انقلاب" مدني شبابي بانتخابات العاصمة
يرى فيه الجيل الشاب الوجه المدني والحداثي لعاصمتهم (المدن)
increase حجم الخط decrease
لم يقتنع طيف بيروتي واسع بقرار الرئيس سعد الحريري عدم المشاركة في الانتخابات، مثلما هو الحال في المدن "السنّية"، حيث لتيار المستقبل حضور كبير فيها. وبخلاف ما يشاع عن احتلال حزب الله صناديق العاصمة يوم الأحد المقبل، في حال لم يشد العصب السنّي، الجيل الشاب الذي ظهر على شاشات التلفزة في دول الاغتراب، شاهراً التصويت للتغيير وللمهندس إبراهيم منيمنة، تحديداً في بيروت، دل على أن الشارع الانتخابي في مكان، وقرارات المقاطعة أو الامتناع عن التصويت في مكان آخر.

الاقتراع للتغيير
مؤشرات الدعم الواسع لقوى التغيير، بدأت تطل يوم الجمعة الفائت خلال اقتراع المغتربين في الدول العربية، حيث شارك جزء من أهالي بيروت، في هذا الاستحقاق. وكانت الغالبية العظمى، تشهر اقتراعها لـ"قوى التغيير"، أو الإفصاح عن رغبتها بالتغيير والتصويت للبديل، وكان اسم إبراهيم منيمنة الأكثر شيوعاً بين ناخبي العاصمة، وخصوصاً في دبي.

ضياع الشارع السنّي بعد عزوف الرئيس الحريري، ومحاولات شد العصب كان له تأثير معاكس عند جيل شاب واسع في المدينة. فمنذ أكثر من أسبوعين بدأ اسم منيمنة يبرز مجدداً مثلما حصل في انتخابات البلدية في العام 2016. حينها كان عمل "بيروت مدينتي" منظماً، من خلال فريق عمل شبابي كبير، امتد لأكثر من شهرين، أحدث يوم الاقتراع "تسونامي" في العاصمة، حصلت فيه لائحة "بيروت مدينتي" على أربعين بالمئة من الأصوات.

من مختلف البيئات
أما حالياً، فمؤشرات صعود إسم منيمنة، كما حصل في انتخابات المغتربين، بدأت منذ أكثر من أسبوعين. عشرات الشباب والصبايا في بيروت تواصلوا معه على وسائل التواصل الاجتماعي طالبين اللقاء للتعرف عليه. ولبى أكثر من عشرة لقاءات، مع هذا الجيل الشاب من مختلف البيئات المدنية والمحافظة. معظم أهلهم ينتمون لمختلف الأحزاب، بما فيها الثنائي الشيعي. وبعضهم كان صريحاً معه: "نريد أن نجربك، لأننا نريد التغيير، ونرفض خيارات أهلنا". 

في كل لقاء من هذه اللقاءات كان يحضر ما لا يقل عن ثلاثين شاباً وصبية. منهم من وقف بوجه الأهل ومنهم من تمكن من إقناع أهله بضرورة التصويت للتغيير، وحسموا خيارهم بالتصويت له. ففيما يرى فيه الجيل الشاب الوجه المدني والحداثي لعاصمتهم، يرى أهلهم أنه أهل للتجربة، بعد خيباتهم المتكررة.

استعادة تجربة بيروت مدينتي
هذا التعاطف الذي بدأ منذ أسبوعين معه، من جيل يرغب بالتغيير، ووصلته مئات الرسائل عبر مجموعات "واتساب"، فضلاً عن عشرات الرسائل من مواطنين لبنانيين مغتربين قرروا دعمه والتصويت له، وطلبوا منه قبول التبرع المالي لحملته، وليس مجرد تأكيد التواصل مع أهلهم في لبنان للتصويت له، ظهرت كل مؤشراته في انتخابات المغتربين يوم الأحد تحديداً. وقد كانت الانتخابات في دبي بمثابة نقطة تحول، إذ تطوعت مجموعة من الشبان أسست له ماكينة انتخابية من دون علمه.

يشعر منيمنة أن الأجواء مؤاتيه لموجة التغيير التي حصلت في العام 2016. حينها كان سكان العاصمة تواقون لدعم تلك التجربة. ورغم اختلاف الانتخابات البلدية عن النيابية، العامل الأساسي الذي يعطي انتخابات العاصمة الطابع المحلي وليس النيابي، هو عزوف الرئيس الحريري عن الترشح. ما دفع المترددين إلى الاقتناع بشخص منينمة، أكثر من شخصيات باقي اللوائح، خصوصاً في ظل الصراعات التي يشهدها الشارع السنّي على "تركة" المستقبل. وساهم في ذلك خطاب منميمنة الواضح سواء بما يتعلق بالسيادة أو القضايا الاجتماعية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية، فضلاً عن الخطاب المدني غير الطائفي، وبروزه تواءم مع وجوه الجيل الشاب المناهض لقوى السلطة إلى جانب أقرانه في كل لبنان. 

وهذا أدى إلى التفاعل العفوي من الجيل الشاب، شبيه بالتفاعل الذي حصل في العام 2016 مع "بيروت مدينتي". ورغم أن الظروف الحالية والانهيار المالي والضياع الذي حصل خلال تشكيل لوائح المعارضة أدى إلى عدم تشكيل فريق عمل شبيه بالعام 2016، الذي كان وراء ظهور "بيروت مدينتي" كحالة وطنية، فإن التفاعل معه من الجيل الشاب الذي يتطوع من تلقاء نفسه لدعمه ودعم اللائحة، كبير وشبيه بذاك الذي حصل في العام 2016. حينها ساهم عشرات الشبان حتى من خارج بيروت، في خلق تلك الحالة، التي أدت إلى "الثورة المدنية" في العاصمة. واليوم يبدو أن صناديق الاقتراع في العاصمة ستكون شبيهة بالعام 2016، خصوصاً إذا بقي الشارع السنّي في ضياعه الحالي بين اللوائح المتعددة التي يتصارع عليها "المستقبليون". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها