في كل لقاء من هذه اللقاءات كان يحضر ما لا يقل عن ثلاثين شاباً وصبية. منهم من وقف بوجه الأهل ومنهم من تمكن من إقناع أهله بضرورة التصويت للتغيير، وحسموا خيارهم بالتصويت له. ففيما يرى فيه الجيل الشاب الوجه المدني والحداثي لعاصمتهم، يرى أهلهم أنه أهل للتجربة، بعد خيباتهم المتكررة.
استعادة تجربة بيروت مدينتي
هذا التعاطف الذي بدأ منذ أسبوعين معه، من جيل يرغب بالتغيير، ووصلته مئات الرسائل عبر مجموعات "واتساب"، فضلاً عن عشرات الرسائل من مواطنين لبنانيين مغتربين قرروا دعمه والتصويت له، وطلبوا منه قبول التبرع المالي لحملته، وليس مجرد تأكيد التواصل مع أهلهم في لبنان للتصويت له، ظهرت كل مؤشراته في انتخابات المغتربين يوم الأحد تحديداً. وقد كانت الانتخابات في دبي بمثابة نقطة تحول، إذ تطوعت مجموعة من الشبان أسست له ماكينة انتخابية من دون علمه.
يشعر منيمنة أن الأجواء مؤاتيه لموجة التغيير التي حصلت في العام 2016. حينها كان سكان العاصمة تواقون لدعم تلك التجربة. ورغم اختلاف الانتخابات البلدية عن النيابية، العامل الأساسي الذي يعطي انتخابات العاصمة الطابع المحلي وليس النيابي، هو عزوف الرئيس الحريري عن الترشح. ما دفع المترددين إلى الاقتناع بشخص منينمة، أكثر من شخصيات باقي اللوائح، خصوصاً في ظل الصراعات التي يشهدها الشارع السنّي على "تركة" المستقبل. وساهم في ذلك خطاب منميمنة الواضح سواء بما يتعلق بالسيادة أو القضايا الاجتماعية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية، فضلاً عن الخطاب المدني غير الطائفي، وبروزه تواءم مع وجوه الجيل الشاب المناهض لقوى السلطة إلى جانب أقرانه في كل لبنان.
وهذا أدى إلى التفاعل العفوي من الجيل الشاب، شبيه بالتفاعل الذي حصل في العام 2016 مع "بيروت مدينتي". ورغم أن الظروف الحالية والانهيار المالي والضياع الذي حصل خلال تشكيل لوائح المعارضة أدى إلى عدم تشكيل فريق عمل شبيه بالعام 2016، الذي كان وراء ظهور "بيروت مدينتي" كحالة وطنية، فإن التفاعل معه من الجيل الشاب الذي يتطوع من تلقاء نفسه لدعمه ودعم اللائحة، كبير وشبيه بذاك الذي حصل في العام 2016. حينها ساهم عشرات الشبان حتى من خارج بيروت، في خلق تلك الحالة، التي أدت إلى "الثورة المدنية" في العاصمة. واليوم يبدو أن صناديق الاقتراع في العاصمة ستكون شبيهة بالعام 2016، خصوصاً إذا بقي الشارع السنّي في ضياعه الحالي بين اللوائح المتعددة التي يتصارع عليها "المستقبليون".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها