الأربعاء 2022/04/13

آخر تحديث: 15:56 (بيروت)

بيروت: اعتكاف الحريريين.. وكوادر "المستقبل" بخدمة لوائح متضاربة

الأربعاء 2022/04/13
بيروت: اعتكاف الحريريين.. وكوادر "المستقبل" بخدمة لوائح متضاربة
50 في المئة من الحريريين سيصومون عن المشاركة في الانتخابات (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
تشهد الساحة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية هندسة جديدة تؤدّي إلى بناء هيكلية مغايرة لما اعتاد عليه الناخبون في السنوات الماضية، عندما كانت الدائرة ساحة تيار المستقبل.

فمع عزوف سعد الحريري وفريقه السياسي عن الانتخابات النيابية، يحاول البعض قطف ثمار هذا التراجع. ولكن يبقى التعويل على جمهور هذا التيار الذي كان يصوت للمستقبل، لاستكمال مشروع مؤسّسه رفيق الحريري. اليوم ومع التغيّرات الجذرية، وقع شقاق وتشرذم بين "الحريريين" أو جمهور تيار المستقبل، في ما يتعلّق بالاقتراع للوائح المطروحة.

توزع كوادر المستقبل
لدى الحديث عن تيار المستقبل لا بدّ من الفصل بين جمهوره وطاقمه السياسي. وهذا ما يشدّد عليه المحلل السياسي والخبير الانتخابي ربيع دندشلي لـ"المدن"، مشيرًا إلى أنّ الشخصيات السياسية ما زالت تعمل ولكن في لوائح مختلفة. ويؤكّد محلّل سياسي مقرّب من تيار المستقبل أن أسماء كانت تحتل مواقع مهمّة في التيار أصبحت تعمل في لوائح عدة أهمّها: لائحة رجل الأعمال أحمد هاشمية التي يدعمها الحريري بشكل مبطّن. لائحة نبيل بدر التي تحظى بدعم من هاشمية والجماعة الاسلامية. لائحة فؤاد المخزومي الساعي إلى زعامة بيروت الثانية. واللائحة التي يترأسها الوزير السابق الدكتور خالد قبّاني المدعومة من فؤاد السنيورة. إضافة إلى بعض الذين يعملون مع ماكينة أحمد الحريري، أمين عام تيار المستقبل. لذا، استمرّ الأعضاء في الاستثمار بالعمل الانتخابي، لكن بعيدًا عن الماكينة الأساسية.

ومن الشخصيات التي تعمل مع هاشمية على سبيل المثال، هناك العميد المتقاعد محمود الجمل الذي يعتبر ركنًا أساسياً في تيار المستقبل، مع الإشارة إلى أنّ معظم الشخصيات تحاول الحفاظ على سريّة عملها مع اللوائح الأخرى لاعتبارات سياسية.

صيام جمهوره
أمّا جمهور المستقبل، فيتمتّع بخاصيّة أخرى مخالفة لطاقمه السياسي. في حديث مع "المدن"، قال الخبير الانتخابي مروان الأيوبي إنّ ما يقارب 50 في المئة من الحريريين سيصومون عن المشاركة في الانتخابات المقبلة.

ويتابع الأيوبي أن الطبقة الوسطى قد لا تنتخب أيضًا بسبب غياب "خيمة سياسية وازنة" وكذلك يتوقع أن تفعل الفئة "المهمّشة اقتصادياً واجتماعياً" في التيار، إلا في حال إغرائها بالمال الانتخابي. وهذا ما يعوّل عليه كلّ من فؤاد مخزومي ونبيل بدر.

توزيع الأصوات
الشرخ الحاصل في صفوف تيار المستقبل بين أحمد هاشمية من جهة وأحمد الحريري من الجهة المقابلة، أدّى الى تشتّت الأصوات الانتخابية. ويعتقد دندشلي بامتناع جزء من الحريريين عن المشاركة في الاستحقاق المقبل، فيما يعمل شطر آخر على توزيع الأصوات.

سيدلي البعض، برأي دندشلي، بصوته للائحة هاشمية المدعومة من سعد الحريري. أمّا الجزء الآخر فسيذهب مع خيار نبيل بدر المتحالف مع هاشمية. ويدور حديث عن التحالف مع الجماعة الإسلامية. ورغم قلّة احتمال اللجوء إلى لائحة مخزومي، يبقى ذلك خياراً مطروحاً، ويمكن لمخزومي استثمار خصام هاشمية والحريري والاستفادة منه، لصب أصوات في مصلحته.

لا يجب التغاضي أيضاً عن لوائح المجتمع المدني المستقلّة. لكن المشكلة في بيروت الثانية وبيروت بشكل عام، تتمثّل بعدم توحيد لائحة تحاكي مشروعاً واحداً وواضحاً. وفي نهاية المطاف، يوضّح دندشلي أن عدم اختيار جمهور المستقبل لوائح ما يعرف بـ8 آذار، كجمعية المشاريع (الأحباش)، أو الثنائي الشيعي يعتبر أمراً محسوماً.

في ما يخص لائحة "سوا لبنان" المدعومة من بهاء الحريري، يوضّح أحد المقرّبين من الماكينة الانتخابية لهذه الحملة أنّها تستند إلى الترويج لمشروع رفيق الحريري. أي أنها ستركّز مع انطلاق حملتها على العواطف المتعلّقة بـ"قضية الشهيد" وضرورة الاستمرارية.  

غياب الدوافع
يتفّق كلّ من دندشلي والأيوبي على أنّ تراجع جمهور المستقبل عن التصويت سببه الأساسي غياب الدوافع الأساسية. ويستطرد الأيوبي شارحاً أنّ من الضروري الإشارة إلى دافعين أساسيّين. الأول يتعلّق بوجود زعيم للحزب أو للطائفة، والغالبية كانت وما زالت تنتخب وفقاً لهذا المبدأ. لكن مع غياب الحريري عن المشهد، انكسر الدافع الأول والأساسي.

الدّافع الثاني يتمثّل بعدم بوجود رافعة شعبية في لائحة واحدة موحّدة. فالانسحاب أدّى إلى تشكيل ما لا يقلّ عن 8 لوائح في بيروت، فتتشرذم الأصوات وتضيع بين اللوائح.

وبرأي دندشلي، إنّ الأزمة الاقتصادية فرضت على اللبنانيين سببًا إضافيًا لعدم مشاركة الحريريين في الانتخابات. فالواقع المالي يفرض نفسه. إذ لن يكلّف الناخبون أنفسهم مبلغ بدل نقل للتوجّه إلى مراكز الاقتراع، خصوصاً مع غياب الماكينة الانتخابية.

غياب الماكينات الانتخابية، يعني أيضاً غياب أي عمل لوجسيتي. وبالتّالي من كان ينقل الأفراد عبر حافلات وحتى بتذاكر طائرة، يكاد يغيب اليوم.

الأحمدان ضد السنيورة
صحيحٌ أن شرخًا وقع بين أحمد هاشمية المدعوم من سعد الحريري وأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري (الأحمدان)، الاّ أن مصلحة واحدة تجمعهما: الوقوف بوجه لائحة السنيورة. وصحيح أن ليس من قوة فعّالة للسنيورة انتخابياً في المناطق الانتخابية الأخرى، وهذا ما عرقل تشكيل اللوائح، الاّ أن الأحمدين يخشيان حضوره في بيروت بسبب خطابه عالي النبرة ضد حزب الله.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها