الجمعة 2022/02/11

آخر تحديث: 11:48 (بيروت)

"شرعة الإنقاذ": الموازنة تحمي المافيا وتسحق اللبنانيين

الجمعة 2022/02/11
"شرعة الإنقاذ": الموازنة تحمي المافيا وتسحق اللبنانيين
مشروع الموازنة يستسهل خرق الدستور والقوانين وانتهاك مبدأ فصل السلطات (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
انتقدت "شرعة الإنقاذ" خطة التعافي التي طرحتها الحكومة ومشروع الموازنة العامة، كما جاء في بيان صدر عنها اليوم الجمعة في 11 شباط.

وجاء في البيان: "تتكشف يوما بعد يوم، نوايا المنظومة الحاكمة بتحميل خسائر الأزمة الاقتصادية والمالية إلى عامة المواطنين اللبنانيين، دفاعاً عن مصالح الحلقة الضيقة من تحالف المافيا والميليشيا. ويأتي ذلك عبر الامتناع عن القيام بأي خطوة إصلاحية تساهم في انتشال البلد من الأزمة. فمنع إقرار قانون الكابيتول كونترول والاكتفاء بتدابير من حاكم مصرف لبنان، جاء ليسمح لبعض المحظيين من رجال السياسة والأعمال بتحويل أموالهم إلى الخارج، في حين حجزت المصارف على أموال اللبنانيين من دون أي مسوغ قانوني. وما رفض خطة التعافي التي طرحتها حكومة حسان دياب على علاتها من دون الإتيان بخطة بديلة وعرضها على الحوار الوطني، إلا لمنع أي محاولة للمس برأس مال المصارف التي غامرت بأموال المودعين وأساءت استخدامها لتحقق أرباحاً كبيرة. ثم جاءت التعاميم التي صدرت عن مصرف لبنان بشكل استنسابي على مدى السنتين الماضيتين لتتسبب بزيادة مطردة في الكتلة النقدية (أي طبع العملة بمعنى أبسط) فاقمت الانكماش والتضخم، وصولاً إلى الفصل الأخير والمتمثل بإعداد مشروع قانون موازنة الـ 2022". 

مخاطر المشروع
وأضاف البيان أن "خطورة هذا المشروع تكمن في:

- غياب أي خطة متكاملة للتعافي، وبالتالي أتى مشروع القانون ليكرس نهج السنوات الماضية باعتبار الموازنة أداة محاسبية بحتة، لا كأداة اساسية في تحديد الخيارات الاقتصادية الكبرى للدولة، خصوصاً في ظل أدق مرحلة من تاريخ لبنان.

- ضرب الأجور بالليرة اللبنانية وتكبيل القدرة الشرائية للشريحة الكبرى من اللبنانيين، عبر فرض مطرد للضرائب والرسوم، بدل الغوص بإعادة النظر بالسياسة الضريبية والتوجه نحو الضرائب المباشرة التصاعدية التي تساعد عملية الإنتاج على حساب الريع، والبحث عن موارد جديدة مثل الضرائب والرسوم على استثمار الأملاك البحرية والنهرية، أو ضبط المعابر الحدودية لتحسين الجباية.

- ضرب مقومات العيش لموظفي القطاع العام والأسلاك العسكرية عبر إنكار حقهم وحق المتقاعدين بإعادة جدولة رواتبهم، والاكتفاء فقط ببعض المنح الآنية على طريقة مساعدة المتسولين. علماً ان كتلة الأجور في القطاع العام بحاجة إلى إعادة هيكلة بحيث تتوزع بعدالة على الموظفين والمستخدمين بمختلف فئاتهم. 

- التغاضي عن أية أفعال جدية لإعادة النظر بالنفقات، وخصوصاً من ناحية وقف الهدر المتمادي، بل ذهبت الموازنة لوقف اعتمادات النفقات الاستثمارية، بالرغم من الحاجة الماسة لإعادة تفعيل الخدمات العامة، وفق رؤية وطنية على المديين المتوسط والطويل تحدد وجهة الاستثمارات، لاسيما في مجال الطاقة والاتصالات والنقل العام، كما تضع خطة للإنماء الاجتماعي.

- أما أخطر ما جاء في مشروع الموازنة، فهو استسهال خرق الدستور والقوانين وانتهاك مبدأ فصل السلطات، عبر محاولة إعطاء صلاحيات استثنائية للوزراء أو للحكومة، واستعمال الموازنة للقفز فوق العملية التشريعية والرقابية، كمحاولة منح صلاحيات فوق العادة لتحديد أسعار متعددة للصرف او التفريق ما بين الودائع المصرفية أو إضفاء سياسات قطاعية يجب أن تقر في قوانين منفصلة".

ضرب مقومات العيش
واعتبرت "الشرعة" أن المسؤولين يستمرون في "النهج المتمثل بضرب المقومات المعيشية للبنانيين وإضاعة الوقت وعدم استغلال الفرص للخروج من هذه الدوامة. ومن هنا يأتي ضرورة صياغة مشروع اقتصادي جديد يشكل رافعة للبنان المزدهر الذي نريد. مشروع يهدف إلى:

- تعزيز مبدأ المحاسبة عبر المضي في المسار القانوني الدولي لاسترجاع الأموال المحولة إلى الخارج من قبل النافذين ما بعد 17 تشرين 2019 والأموال المنهوبة جراء الفساد المالي والسياسي، كما استرجاع الأرباح الغير مشروعة التي تحققت من الهندسات المالية والفوائد الخيالية التي ضخمت زيفاً الودائع بدولارات قيدية وليست حقيقية. وخاصة بين سنتي 2014 و2019، والتي اتسمت فترتها بتراكم العجز في ميزان المدفوعات.

- تحديد المسؤوليات عن الخسائر ثم توزيعها بشكل عادل لثلاثة أطراف المصارف، الدولة، المودعين، كما إعادة هيكلة القطاع المصرفي كي يشكل قاطرة للنمو والاستثمار والانتاج وداعماً للاقتصاد الحقيقي على عكس المضاربات السائدة في الماضي.

- تفعيل القطاعات المنتجة لخلق فرص للعمل اللائق وتحسين الأوضاع المعيشية للسكان واعتماد استراتيجية وطنية للحماية الاجتماعية، وإعادة بناء النظامين الصحي والتربوي اللذين يشكلان ميزة تفاضلية طالما تميز بها لبنان في المنطقة". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها