- غياب أي خطة متكاملة للتعافي، وبالتالي أتى مشروع القانون ليكرس نهج السنوات الماضية باعتبار الموازنة أداة محاسبية بحتة، لا كأداة اساسية في تحديد الخيارات الاقتصادية الكبرى للدولة، خصوصاً في ظل أدق مرحلة من تاريخ لبنان.
- ضرب الأجور بالليرة اللبنانية وتكبيل القدرة الشرائية للشريحة الكبرى من اللبنانيين، عبر فرض مطرد للضرائب والرسوم، بدل الغوص بإعادة النظر بالسياسة الضريبية والتوجه نحو الضرائب المباشرة التصاعدية التي تساعد عملية الإنتاج على حساب الريع، والبحث عن موارد جديدة مثل الضرائب والرسوم على استثمار الأملاك البحرية والنهرية، أو ضبط المعابر الحدودية لتحسين الجباية.
- ضرب مقومات العيش لموظفي القطاع العام والأسلاك العسكرية عبر إنكار حقهم وحق المتقاعدين بإعادة جدولة رواتبهم، والاكتفاء فقط ببعض المنح الآنية على طريقة مساعدة المتسولين. علماً ان كتلة الأجور في القطاع العام بحاجة إلى إعادة هيكلة بحيث تتوزع بعدالة على الموظفين والمستخدمين بمختلف فئاتهم.
- التغاضي عن أية أفعال جدية لإعادة النظر بالنفقات، وخصوصاً من ناحية وقف الهدر المتمادي، بل ذهبت الموازنة لوقف اعتمادات النفقات الاستثمارية، بالرغم من الحاجة الماسة لإعادة تفعيل الخدمات العامة، وفق رؤية وطنية على المديين المتوسط والطويل تحدد وجهة الاستثمارات، لاسيما في مجال الطاقة والاتصالات والنقل العام، كما تضع خطة للإنماء الاجتماعي.
- أما أخطر ما جاء في مشروع الموازنة، فهو استسهال خرق الدستور والقوانين وانتهاك مبدأ فصل السلطات، عبر محاولة إعطاء صلاحيات استثنائية للوزراء أو للحكومة، واستعمال الموازنة للقفز فوق العملية التشريعية والرقابية، كمحاولة منح صلاحيات فوق العادة لتحديد أسعار متعددة للصرف او التفريق ما بين الودائع المصرفية أو إضفاء سياسات قطاعية يجب أن تقر في قوانين منفصلة".
ضرب مقومات العيش
واعتبرت "الشرعة" أن المسؤولين يستمرون في "النهج المتمثل بضرب المقومات المعيشية للبنانيين وإضاعة الوقت وعدم استغلال الفرص للخروج من هذه الدوامة. ومن هنا يأتي ضرورة صياغة مشروع اقتصادي جديد يشكل رافعة للبنان المزدهر الذي نريد. مشروع يهدف إلى:
- تعزيز مبدأ المحاسبة عبر المضي في المسار القانوني الدولي لاسترجاع الأموال المحولة إلى الخارج من قبل النافذين ما بعد 17 تشرين 2019 والأموال المنهوبة جراء الفساد المالي والسياسي، كما استرجاع الأرباح الغير مشروعة التي تحققت من الهندسات المالية والفوائد الخيالية التي ضخمت زيفاً الودائع بدولارات قيدية وليست حقيقية. وخاصة بين سنتي 2014 و2019، والتي اتسمت فترتها بتراكم العجز في ميزان المدفوعات.
- تحديد المسؤوليات عن الخسائر ثم توزيعها بشكل عادل لثلاثة أطراف المصارف، الدولة، المودعين، كما إعادة هيكلة القطاع المصرفي كي يشكل قاطرة للنمو والاستثمار والانتاج وداعماً للاقتصاد الحقيقي على عكس المضاربات السائدة في الماضي.
- تفعيل القطاعات المنتجة لخلق فرص للعمل اللائق وتحسين الأوضاع المعيشية للسكان واعتماد استراتيجية وطنية للحماية الاجتماعية، وإعادة بناء النظامين الصحي والتربوي اللذين يشكلان ميزة تفاضلية طالما تميز بها لبنان في المنطقة".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها