newsأسرار المدن

نصرالله :لبنان حقق ما يريده في ملف الترسيم

المدن - لبنانالسبت 2022/10/29
manar-09771000016588168115.jpeg
شدد نصرالله على محورية دور الرئيس نبيه بري في المفاوضات (موقع المنار)
حجم الخط
مشاركة عبر

انحصرت اطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بملف ترسيم الحدود وتفصيلاته، فتأجل كلامه وتقويمه لعهد الرئيس ميشال عون، إذ قال نصر الله بعد طول وقت إنه سيؤجل الحديث عن نهاية عهد عون ومرحلته بسبب الإطالة. قدّم نصر الله خرائط تشير إلى البلوكات النفطية، وتفصّل الخط 23 الذي اعتمدته الدولة اللبنانية شارحاً مسار التفاوض على عملية الترسيم منذ بدايته إلى نهايته. واعتبر ان الحاجة العملية للترسيم تظهرت بعد أن منع العدو  الشركات التي جاءت للبدء بالمسح، كما أنه كان سيقوم بمنع الشركات من المسح والتنقيب في البلوكات الأخرى لأنه يعتبر أن هذه المنطقة تابعة له، خصوصاً أن العدو قد رسّم حدوده عند الخط رقم 1 وهو يأخذ مساحة ضخمة من المساحة اللبنانية؛ بالتالي فإن منع تسلط العدو على هذه المنطقة، هو الذي دفع لإنجاز الترسيم، خصوصاً أنه كان هناك منع أميركي لهذه الشركات من العمل، وربما كان ذلك نوع من الضغط على لبنان للتنازل عن الحدود والموافقة على الخط الإسرائيلي أو الخط الذي اقترحه الأميركيون وهو خط هوف.

تركيز على دور بري 
وأشار نصر الله إلى أنه حصل تفاهم ضمني بين الرؤساء على صعيد الدولة اللبنانية أن يتولى متابعة هذا الملف الرئيس نبيه بري معتبراً أن الخيار كان اللجوء إلى الأمم المتحدة لرعاية المفاوضات التي اعتبرت أن الولايات المتحدة هي الأكثر فعالية في هذا الملف. لافتا إلى أن الموقف اللبناني الرسمي كان رافضاً كلياً لخط هوف. وركز نصر الله على دور الرئيس نبيه بري الذي لم يقدم أي تنازل. كما أشاد بموقف رئيس الجمهورية ميشال عون التفاوضي، رافضاً الدخول في الحديث عن الخط 29 واعتباره خط تفاوضي، مجدداً موافقة الحزب على ما اعتمدته الدولة اللبنانية، ومساحته 860 كلم مربع كما يتبناه البعض في لبنان، فيما البعض الآخر يتبنى مساحة 879 كلم مربع معتبراً أن حزب الله تبنى المساحة الثانية.

الأساس بالنسبة إلى نصر الله كان دمج موقف حزب الله بموقف الدولة بمنع استخراج اسرائيل للغاز من كاريش قبل الوصول إلى اتفاق يستجيب لمطالب الدولة اللبنانية. واعتبر أن هذا الموقف وتحريك المسيرات كان داعماً ومكملاً لموقف الدولة اللبنانية، وأنه بناء على هذا التهديد أصبح هناك مناخ جديد بالكامل، لأن الموقف اللبناني الموحد والتهديد من قبل المقاومة وضع إسرائيل تحت ضغط شديد. فالإستمرار بالعمل كان سيؤدي إلى حرب أو أن يلغي العمل في كاريش بدون استمرار التفاوض مع لبنان وهذا كان خيار صعباً جداً اقتصادياً وامنياً وكان سيكون اذلالاً بلا حدود، فاختار الذهاب إلى التفاوض والوصول إلى اتفاق، لا سيما أن الأميركيين أصبحوا تحت الضغط  خصوصاً في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وهم لا يتحملون حرباً ثانية في المنطقة.
وشدد إلى ان التفاوض كان صعباً جداً وهناك ضغوط تعرض لها المفاوضون اللبنانيون، وكان هناك محاولات أميركية لجرّ لبنان إلى معادلة التطبيع من خلال طرح المقايضة والتبادل، أو من خلال الحصول على نقاط لبنانية حساسة، وكشف أن المفاوضات وصلت في مراحل عديدة إلى الإنسداد ووضعنا أنفسنا في أجواء الحرب، وكانت المقاومة تتجهز لحرب حقيقية ولكن بعدها تم التوصل إلى الإتفاق بفضل صلابة المفاوض اللبناني.

أما في النتائج فاعتبر نصرالله أنها كبيرة جداً وممتازة وأن لبنان حقق كل ما يريده وهذا انتصار كبير، وأن لبنان من موقع القوة حصل على حقل قانا كاملاً، وفي الإتفاق واضح أن لا إلتزام من لبنان تجاه العدو بأي تعويض بدلاً عن الجزء الجنوبي من حقل قانا، أما الموضوع بين اسرائيل والشركات فهذا أمر بينهم ولا يعني اللبنانيين. أما الجزء الأهم من الإنجاز هو رفع المنع عن الشركات لممارسة العمل. وكذلك ينسحب الإنجاز على الترسيم مع قبرص الذي سيكون على اساس الخط 23 مما سيوسع المنطقة الإقتصادية الخالصة للبنان.

كسر الحصار الأميركي

ولفت نصر الله إلى أن أهم ما حصل هو بداية كسر الحصار الاميركي على لبنان خصوصاً بالنسبة إلى مواقف المسؤولين الأميركيين حول أهمية هذا الغاز. وجدد نصر الله القول إنه لم يكن هناك أي ضمانات أمنية، ولو حصل ذلك لكانت حكومة لابيد أعلنت عن هذا الإنجاز، معتبراً أن ما جرى يؤكد معادلة توازن الردع. واعتبر نصرالله ان المنطقة التي تم تأجيل البت بها، وهي منطقة خط الطفافات، مساحتها 2.272 كلم مربع ولم يتم البت بها بسبب الخلاف حول النقطة البرية. ولكن بغض النظر عن هذه المساحة فإن لبنان قد حرر مساحة 857 كلم مربع من أصل 860، أو 876 من أصل 879 كلم. واعتبر أنه لا يجب إغفال دور أي جهة في لبنان وعدم حصر الإنجاز بأي شخص:" فإذا حصل الإنجاز في عهد الرئيس عون لا يجب عدم حفظ حق الجميع، كذلك دور المقاومة وارسال المسيرات بالإضافة إلى الدعم الشعبي هو الذي أسهم في ذلك." كما أشاد بموقف التيار الوطني الحرّ الذي تبنى موقف المقاومة أيضاً.

 إشادة بعون
وفيما فضّل نصر الله تأجيل كلامه عن انتهاء ولاية عون باعتبار أن كلمته طالت كثيراً إلا أنه أشاد فيه وبصلابة موقفه وحكمته وبتبنيه لمواقف المقاومة. واصفاً تصرفاته في السياسة والمواقف التي أتخذها كانت على قدر المطلوب لتحقيق النتيجة. وختم نصرالله بأن الضمانة الحقيقية لتحصيل الحقوق هو التضامن بين المقاومة والشعب والموقف الرسمي، مشدداً على دور المقاومة في حفظ هذه المعادلة.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث