وفد "توتال" في بيروت
في المقابل، باشر وفد من شركة "توتال" الفرنسية، لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين فور وصوله إلى بيروت صباح الثلاثاء. ويضم الوفد رئيس مجلس الإدارة المدير العام رومان لامارتينيار، مدير الشركة ومدير التنقيب عن النفط والإنتاج لوران فيفيه، ومدير شمال افريقيا جان جايلي. وبدأ الوفد جولته من السراي الحكومي، إذ التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بحضور وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض.
وكان ميقاتي قد التقى نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، الذي كان قد زار قصر بعبدا وسلَّم الرئيس عون نسخة عن صيغة الاتفاق التي تسلمها من الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان واسرائيل. ولم يشارك بوصعب في الاجتماع مع توتال. نائب رئيس مجلس النواب سلّم أيضاً نسخة من الصيغة للرئيس نبيه برّي.
وامل ميقاتي"ان يصل ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الى نهاياته في وقت قريب، بعدما نجحت الجهود التي قام بها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في التوصل الى مسودة اتفاق تحفظ الحقوق اللبنانية. وقال ميقاتي: ان الموقف اللبناني الموحّد في هذا الملف وتشبث لبنان بحقوقه ومطالبه افضى الى هذه النتيجة الايجابية، وكلنا امل ان تبلغ الامور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية". وشكر ميقاتي الادارة الاميركية على الجهد الذي قامت به في ما تم التوصل اليه، وبشكل خاص السيد اموس هوكشتاين الذي قاد عملية التفاوض بدقة وحرفية وصبر. كما توجه بالشكر الى فرنسا التي ساهمت بشكل مباشر في الوصول الى ما تم التفاهم علبه وتذليل العقبات التي طرأت خلال المفاوضات غير المباشرة".
وبعد اللقاء قال بو صعب:" الملاحظات التي طالب بها لبنان أُخذ بها في المسودة النهائية والنقاش حول المسودة والتعديلات التي طرأت عليها انتهينا منها". ورأى بوصعب أن "الموقف الموحد اعطى لبنان قوة والجميع يعرف ان لبنان ليس ضعيفا خاصة في هذه المفاوضات التي تعني سيادتنا والحفاظ على حقوقنا"، لافتا الى "اننا وصلنا الى الصيغة النهائية بفضل قوة موقف لبنان وهذه الصيغة تدرس من قبل الرؤساء وسيكون هناك موقف موحد للبنان". وشدد بوصعب على ان "لا نقاش او تعديلات اضافية حول المسودة الاميركية وهي في صيغتها النهائية".
مطلع السنة الجديدة
وبعد الاجتماع مع توتال قال فياض: "العمل جدي وهذا الملف إيجابي جداً للبنان، ليسمح لنا بالانتقال إلى مكان آخر، ويصبح على طريق الدول النفطية. والتزام "توتال" يدلنا على هذا الأمر. ونعد بمستقبل أفضل لتخطي الأزمة الاقتصادية". أضاف: "نحن كوزارة طاقة معنيون بالتنقيب، وتوتال ستحضر الخطة، وسنتأكد أنها أكثر خطة سريعة. وسنحضر الأمور اللوجستية، وستبدأ الأعمال فوراً وبالتزامن مع ترسيم الحدود البحرية".
في المقابل، تقول مصادر متابعة إن لبنان قد تبلغ من الفرنسيين إن الشركة ستعمل على استحضار البواخر والآليات اللازمة سريعاً، للمباشرة بالعمل الذي يفترض أن يبدأ في مطلع السنة الجديدة.
تزامنت زيارة وفد توتال إلى بيروت مع تسليم الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للمسودة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود للمسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين. ومعروف أن واشنطن وباريس ساهمتا في الدفع باتجاه الوصول إلى اتفاق لترسيم الحدود على قاعدتين أساسيتين، الأولى الحاجة الماسة للاستقرار في المنطقة الجنوبية، والثانية حاجة أوروبا للغاز، ومباشرة اسرائيل استخراجه من حقل كاريش.
كما تأتي الزيارة بعد لقاءات عديدة عقدت في باريس بين مسؤولين من وزارة الطاقة الإسرائيلية ومسؤولين من شركة توتال، للاتفاق على صيغة لبدء عمل الشركة في الجانب اللبناني من الحدود وتحديداً التنقيب في البلوك رقم 9 وضمنه حقل قانا. ويرفض لبنان أي شراكة بهذا الحقل مع الجانب الإسرائيلي. كما يرفض دفع أي تعويضات يطالب بها الإسرائيليون، فيما يعتبر لبنان أن هذا الأمر يعني الإسرائيليين والشركة الفرنسية، على أن لا يكون هناك اقتطاع لأي نسبة من حصة لبنان من عائدات هذا الحقل.
وزارة الخارجية الإيطالية قالت بدورها إن "اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ستكون له من انعكاسات مهمة على الاستقرار والازدهار الإقليميين"، حسبما ذكرت وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء. وقالت في بيانٍ: "إيطاليا ترحب بجهود الأطراف المعنيين ووساطة الولايات المتحدة، وتأمل انجاز الاتفاق الذي تم الإعلان عنه للتو في أقرب".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها