المخطط كان هو محاولة كسب الخوري وأصواته الخاصة (تقدر بنحو 4 آلاف صوت) من خلال جعله المرشح الأساسي للتيار، بغية ضمان حاصلين انتخابيين في الدائرة من دون منغصات. لكن أبي رميا هدد من مغبة هذه الألاعيب الحزبية. وعليه، أبلغت قيادة التيار في جبيل أبي رميا أنه مرشح التيار الأساسي وأن الأصوات التفضيلية ستذهب له. فلا مصلحة بالذهاب إلى الانتخابات بانقسامات، ويجب توحيد الصف والحشد للمعركة. على أن يتم إرضاء الخوري لاحقاً، كما تؤكد مصادر مطلعة.
الإمساك بالشارع
لكن الخوري، كما يقول في مجالسه، يرفض الترشح على لائحة التيار إلا منفرداً، لعدم تكرار تجربة العام 2018 وكسب أبي رميا على حسابه. وشكا من أن أبي رميا عمد إلى تغييبه عن المشهد الانتخابي "الجبيلي" مستخدماً قوته داخل الحزب، على حسابه هو حليف التيار.
حسابات بعض قيادات التيار مختلفة مع حسابات أبي رميا "الذي يمسك الشارع": المناصرون له في التيار كثر وخصوصاً الجيل الشاب. فـ"سيمون يعرف أعضاء التيار بالاسم، ويتواصل معهم حتى بشكل فردي على واتساب، وخصوصاً الشباب، ويشاركهم الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية"، وهذا ما جعله يتفوق على منافسيه في الانتخابات الداخلية، تقول المصادر. ورغم الحصار الذي حاول البعض فرضه عليه، ولم يوزع له المازوت المدعوم، أسوة بباقي مرشحي التيار، تمكن أبي رميا من كسر الحصار الباسيلي عليه.
معضلة التيار
لكن معضلة التيار تكمن بأن عدم السير بأبي رميا يزيد الشقاق الحزبي من ناحية، والسير بترشيحه يؤدي إلى خسارة أصوات الخوري وعجز التيار عن الحصول على مقعدين على مستوى كسروان-جبيل.
ووفق المصادر، أبلغ الخوري المعنيين أنه إما يكون المرشح الوحيد أو يذهب للترشح مع نعمة افرام. وحتى لو تعهدت له بعض قيادات جبيل بعدم التصويت تفضيلياً لأبي رميا وتجيير الأصوات له لقاء البقاء على اللائحة، يرفض الخوري الأمر. فهو مدرك لمدى قوة أبي رميا على مستوى الحزب ومدى ضعف القيادات المنافسة له. فمشكلة أبي رميا بالنسبة لخوري أنه قوي على مستوى التيار وحصل على أغلبية الأصوات، رغم تكتل أربعة اقطاب ضده، مثل زياد هاشم وطارق صادق وناجي حايك ووديع عقل. وحتى لو هدد هؤلاء أبي رميا بالتصويت للائحة وليس تفضيلاً له، في حال كان مرشح التيار الوحيد، لا يمكن صرف هذه التهديدات في ظل قوة أبي رميا، تقول المصادر.
التضحية بجبيل لصالح البستاني
ووفق المطلعين على مشكلات التيار في جبيل، هذه المعضلة ستؤدي إلى خسارة التيار جزءاً كبيراً من الأصوات، ما يهدد نيابة أبي رميا في حال شكل افرام لائحة قوية في الدائرة. أي بمعنى آخر، التيار بلا أبي رميا يخسر حزبياً وانتخابياً، وبترشيحه يخسر حليفاً وأصواتاً ويتهدد بالحصول على مقعد نيابي ثان. فحتى لو تحالف التيار مع حزب الله، الذي يؤمن حاصله الخاص (من جبيل وكسروان) للمرشح الشيعي، ستكون نيابة أبي رميا مهددة في جبيل، لصالح فوز مرشحة التيار الوزيرة السابقة ندى البستاني في كسروان.
وتوضح المصادر أن إدراك القيادات الموالية لباسيل بأن التيار لن يستطيع تأمين حاصل ثانٍ في الدائرة وسيدفع إلى عدم التصويت التفضيلي في جبيل لأبي رميا والتصويت للائحة، وتصبح حصة ربح التيار محصورة في كسروان لإنجاح مرشحة باسيل، ندى البستاني.
حاول البعض استبعاد أبي رميا من المعادلة، لكن الصراعات الداخلية جنبته كأس باسيل المر. ورغم ذلك، ستلاحقه أجنحة باسيل على الأصوات التفضيلية مع اقتراب الانتخابات، خصوصاً في حال لم يستطع التيار شد العصب لتأمين حاصلين. حينها سيكون الخيار بالتضحية به في جبيل لصالح فوز البستاني في كسروان، ويتضعضع التيار أكثر وأكثر في هذه الدوامة من الصراعات المزمنة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها