الأحد 2022/01/16

آخر تحديث: 17:10 (بيروت)

"ائتلاف التغيير والثورة" العكاري: وثيقة وخلافات على التمويل وتشتت

الأحد 2022/01/16
"ائتلاف التغيير والثورة" العكاري: وثيقة وخلافات على التمويل وتشتت
أثار دعم منصة "نحو وطن" لهذا الائتلاف حفيظة مجموعات ثورية عديدة في عكار (إئتلاف التغيير)
increase حجم الخط decrease
وسط تناقضات وخلافات شديدة بين "ثوار عكار"، شهدت هذه المحافظة الشمالية الأحد 16 كانون الأول، إطلاق "إئتلاف التغيير والثورة في عكار"، استعدادًا للانتخابات النيابية في احتفال ضم نحو 500 شخصاً.

ويضم هذا الائتلاف 5 مجموعات وهي: اللقاء المدني للتغيير، الحراك المدني العكاري، حملة عكار لعيونك توحدنا، حزب 10453، وحراك المتقاعدين.

وثيقة لاستعادة الدولة
وفي وثيقته الانتخابية، يشير الائتلاف إلى أنه يسعى "لاستعادة الدولة المخطوفة بالسلاح والفساد والطائفية، والأساس الصلب للإصلاح السياسي". 

وحدد الائتلاف ما يرفضه بالآتي: "إن إنخراطنا في العملية الانتخابية، والعمل السياسي عموماً، يتمان تحت شعارات رفض الدولة – المزرعة، ونظام المحاصصة الطائفي – الغنائمي والزبائنية، والذي قام على بدع حلّت مكان الدستور المعلق الممنوع من التنفيذ منذ الأيام الأولى لسيطرة النظام السوري. كما نرفض منحى الذهاب إلى دولة بوليسية، من خلال تحويل الأجهزة الأمنية والعسكرية أدوات قمعٍ للمواطنين وحماية للمتسلطين. وننخرط في العملية الانتخابية تحت عنوان عريض هو رفض استتباع لبنان لمحاور إقليمية، محور الممانعة بقيادة النظام الإيراني، أو لأي محاورإقليمية أو دولية".

وحدد  الائتلاف ما يسعى إليه، بنقاط عدة من بينها: "دولة ديموقراطية حديثة، تستند إلى الدستور كما عدلته وثيقة الوفاق الوطني – إتفاق الطائف، وبسط سيادة الدولة على كل تراب البلد بقواها الشرعية دون شريك، وتملك قرار الحرب والسلم ولا تنازعها به أي جهة، وتستند في سياستها الخارجية إلى دستورها والمواثيق والقرارات الدولية التي تضمن حدودها وسيادتها". وهذا إضافة إلى "جمهورية برلمانية تحترم الفصل بين السلطات وتعاونها، وترفض بشدة بدع الأثلاث المعطلة، وتحترم التنوع والحريات، وترفض النظام الإقتصادي المشوه القائم على الريع والزبائنية والفساد، والذي فتح الأبواب أمام تسلط كارتل مصرفي خطير".

ورغم تداول إشاعات أن منصة "نحو وطن" ستكون داعمة ماديًا لهذا الائتلاف، أثار حفيظة مجموعات ثورية عديدة في عكار، أشار أحد أعضاء الائتلاف لـ "المدن" إلى أنهم ما زالوا في المرحلة الأولية لبلورة تحركاتهم، ولم يحددوا بعد الجهات التي سيتلقون منها الدعم لخوض المعركة الانتخابية. 

تشتيت أصوات؟ 
وكما هو معلوم، فإن عكار ذات الغالبية السنية، هي من بين أكثر المناطق التي تعيش ضياعًا انتخابيًا كبيرًا، بسبب عدم بلورة القوى السياسية لوائحها في المحافظة. والأهم بسبب عدم تحديد تيار المستقبل موقفه من الانتخابات. (راجع المدن: انتخابات عكار الخطة "باء" جاهزة إن غاب تيار المستقبل).

وفي الساعات الأخيرة، برزت خلافات كثيرة بين قوى المجتمع المدني وثوار 17 تشرين في عكار، إذ بدأت تتوالى البيانات المضادة للائتلاف، والدعوات لمقاطعته. وعلمت "المدن" من مصادر عدة، أن بعض الشخصيات الناشطة في عكار منذ حراك 17 تشرين الأول 2019، وجدت في الائتلاف اسقاطًا على المحافظة الشمالية، وأن عناوينه لم تلامس واقع عكار ولا مطالبها، بل تكرر المكرر. وشكا البعض من مصادر تمويله، وضمه لشخصيات ومتقاعدين عسكريين لا يحظون بترحيب واسع في عكار. 

وتشير المعطيات أيضًا إلى أن بعض الثوار الفاعلين في عكار، طلبوا من الائتلاف التريث لمناقشة عنوانيه. لكن أعضاءه رفضوا النقاش وطلبوا منهم الاكتفاء بتصوير فيديو قصير يتحدثون فيه عن أنفسهم ونشاطهم. 

في المقابل، يخشى كثيرون من أن تؤدي هذه الخلافات المتعاظمة بين القوى المدنية والثورية إلى تشتيت الأصوات، وسط عجزها الواضح في كل لبنان عن التوافق على عناوين موحدة وعلى هوية المرشحين، ما يصب تلقائيًا بمصلحة العائلات والأحزاب التقليدية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها