الثلاثاء 2022/01/11

آخر تحديث: 14:12 (بيروت)

لقاءات عون الحوارية تنحصر بالحلفاء اللدودين

الثلاثاء 2022/01/11
لقاءات عون الحوارية تنحصر بالحلفاء اللدودين
رعد: نحن أسياد البلد، نحن المواطنون اللبنانيون (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
استعاض رئيس الجمهورية ميشال عون عن تحديد موعد هذا الأسبوع لطاولة الحوار الوطني، بلقاءات ثنائية مع رؤساء الأحزاب والكتل. لم تلب كل الدعوات التي وجهها عون، لا للحوار الجماعي ولا الثنائي. مع ذلك، فضّل استكمال مشاوراته التي بدأها صباح الثلاثاء ويستكملها الأربعاء في لقاءات، أهمها مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

مصير طاولة الحوار
يريد عون استمزاج آراء رؤساء الكتل النيابية، لمعرفة مواقفها من الأزمات القائمة، لا سيما تعطيل عمل مجلس الوزراء، ومعرفة إذا ما كانت غالبية الشخصيات مستعدة للمشاركة في الحوار، بعد رفض رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، اعتبر أنه لا يمكن المشاركة في حوار يقاطعه عدد من الأفرقاء، كما شدد على أن الحوار الأساسي يجب أن يكون على طاولة مجلس الوزراء، بعد تفعيله وإقرار خطة التعافي المالي.

وعليه، لم يحسم عون إذا كان سيستمر بتوجيه الدعوة لطاولة الحوار، في ظل هذه المواقف المعارضة لانعقاده، خصوصاً أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والذي لبى دعوة عون للقاء ثنائي، أكد أنه لن يشارك في الحوار، لأنه لا يريد المشاركة من أجل أخذ الصورة وحسب. وبالتالي، أصبح من الصعب على عون أن يدعو لحوار مبتور ويظهّر فيه أكثر مقاطعة القوى السياسية له في الأشهر المتبقية من ولايته، فيما هو كان يريد ذلك عنصر دعم له ولعهده، وفاتحة مفاوضات سياسية لما بعد إنتهاء ولايته. وتقول مصادر بعبدا، إن عون يجري تقويماً ليتخذ على أساسه القرار النهائي بشأن الدعوة للحوار من عدمها.

رعد والهاوية
أول اللقاءات عقدها عون مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"، النائب محمد رعد، الذي قال بعد اللقاء: "موقفنا كان مؤيداً لدعوة الحوار وموافقاً على مشاركتنا في هذا الحوار الوطني المقترح. وأكدنا أن البلد في زمن الشدة والضيق هو أحوج إلى عدم الانقطاع من الحوار". أضاف: "ندعو شركاءنا في الوطن إلى التحلي بالعقل والحكمة، والتخلي عن المزايدات، والتفكير بأن هذا البلد هو بلدنا، وبأننا معنيون في عدم أخذه إلى الهاوية، وبأن ما يبنيه بعد الهاوية هو نحن وليس غيرنا. وكل غيرنا سيبقى خارج البلد، ونحن أسياد البلد، نحن المواطنون اللبنانيون".

إرسلان وديموقراطية الأكثرية 
بعدها،  التقى عون، رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان الذي اعتبر أنه "بهذا الاستمرار السوداوي الذي يحصل في البلد نهدد أمن البلد الاجتماعي، والحوار يجب أن يكون دائماً معقوداً، وغير مبرر لأحد رفض مبدأ الحوار. يمكن أن نجلس كل يوم وكل ساعة وقد نختلف على بعض النقاط، ونمشي بديموقراطية الأكثرية. ولا يجوز تعطيل هذا الحوار لأننا قد نذهب إلى مزيد من الانهيارات". وأعلن  تأييد دعوة الرئيس إلى الحوار، "وسنشارك فيه، وأتمنى أن نترك المواقف السياسية خارج إطار ​طاولة الحوار،​ ولنجلس لنتحدث بالواقع المالي والاقتصادي، وإضعاف المؤسسات الدستورية ينعكس سلباً علينا جميعاً، وأدى لعدم ثقة المواطن بالدولة". ودعا رئيس الحزب الديمقراطي "للحوار الإيجابي للخروج من المآزق التي يقع فيها الوطن"، وأضاف: "لا أبرر لأي شخصية لبنانية أن تنطلق من أي موقف وأن تستقيل من دورها الفعال بضرورة تفعيل ​الحوار الوطني​ المستدام. والميثاقية في لبنان تحتم مبدأ الحوار بالنسبة الى اللبنانيين". وبالنسبة إلى احتمال تحالفه مع رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ في ​الانتخابات النيابية​، قال "بدأنا الاستعدادات ولم نرسم كل الخريطة". وتابع: "هذا النظام يوزع المسؤوليات بشكل فوضوي، علينا أن نتحاور لإغلاق ثغرات عديدة لأن الدستور لا يغلقها للأسف".

فرنجية: لا مشاركة
من ثم استقبل عون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي قال بعد اللقاء "إننا جاهزون في أي يوم يستدعينا الرئيس عون، ولا مشكلة شخصية معه. وبالعكس نلتقي معه استراتيجيًّا". وأعلن: "لا نؤيد حواراً للصورة، وأي قرار يأخذه الفريق الذي سيجتمع، والذي سيكون فريقنا، سنوافق عليه ولن نحضر إلى الحوار من أجل الصورة. أي أنّنا لن نشارك". وأضاف: "حزب الله لا يعمل إلا للخير بيننا وبين التيار الوطني الحرّ" و"بدكن تشوفوا إذا باسيل بيقبل بالتحالف مع الفاسدين، لأنه يعتبرنا كذلك". وتابع فرنجية: "لو أتيت إلى القصر لأعبّد طريقي إلى رئاسة الجمهورية كنت براضي الرئيس عون وبعمل غير هيك".

وتشير مصادر بعبدا إلى أن عون لا يحاول أن ينقذ الأشهر المتبقية من العهد بطاولة الحوار، إنما يريد إنقاذ البلد من خلال هذا الحوار، ويرفض القول إنه تعويم لعهده. وطرح عون على الحاضرين مسألة تعطيل السلطتين التنفيذية والقضائية، وإرسلان أجابه أن اجتماع مجلس الوزراء ضروري، فيما قال رعد لعون إن لدى حزب الله ملاحظات بشأن عمل مجلس الوزراء و"نتمنى أن تذلل العقبات أمام انعقاده".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها