وتنص الوثيقة السياسية للمجلس على "استكمال تنفيذ اتفاق الطائف ببنوده كافة"، واستعادة سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، وخصوصاً حصر حق استعمال العنف بالمؤسسات الأمنية الرسمية، واللامركزية الإدارية الموسعة. ويطالب المنضوون بالمجلس "حزب الله" بالعودة إلى لبنان بشروط لبنان، أي بشروط القانون والدستور اللبناني، وتسليم سلاحه للدولة وفقاً للدستور والقرارين 1559 و1701، وكذلك تسليم من دبر ونفذ اغتيال قامات وطنية ومواطنين أبرياء في مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ويرفض المنتسبون للمجلس أي سلاح غير شرعي، ويتمسكون بحصره في المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية. كما يرفضون أي سلاح آخر تحت أي عنوان كان.
لإنقاذ لبنان
وأكد سعيد في خلوة إطلاق المجلس، أن رَفعَ الاحتلال، أكان سافراً أو مقنعاً، هو المدخل الأساس لمعالجة النتائج وتصحيح البوصلة الداخلية والخارجية، وقال: نؤمنُ بأن المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان ليس منبراً أو مِنصة للتزاحُم على حصة من الحصص، ولا بطبيعة الحال مِنبراً انتخابياً عشية هذا الاستحقاق الجوهري. إنه محطة للمراكمة في مسيرة طويلة، غايتُها تحقيق السيادة والاستقلال الناجزَين.
ويقول فتفت لـ"المدن"، وهو أول رئيس للمكتب السياسي لهذا المجلس، إن تكوين هذا المجلس هو حركة سياسية، وهي ليست عبارة عن تجمّع أحزاب، إنما شخصيات مؤمنة بهذه الفكرة تلتقي على تأطيرها سياسياً، ولن يكون هناك أي هدف انتخابي لهذا المجلس، ولن يترشح أي شخص باسم المجلس، بل فقط الهدف هو تثبيت الركائز الأساسية لإنقاذ لبنان من الإحتلال الإيراني الذي يمثله حزب الله، وخصوصاً عندما تقول إيران إنها تسيطر على 4 عواصم عربية ولديها 6 جيوش، فهي التي تعترف باحتلالها، ناهيك عن تعطيل المؤسسات، والذي يعبر عنه لبنانيون ملتزمون بتلبية المصالح الإيرانية.
ويضيف فتفت، إن المنطلقات الأساسية التي كانت الدافع لإطلاق المجلس هي الالتزام بالدستور وحصر السلاح بيد الشرعية الرسمية، بالإضافة إلى الالتزام بالشرعية العربية، وبالقرارات الدولية الأساسية لا سيما 1559 و1701.
ولدى سؤاله عن توقيت هذا الإطلاق يجيب: "لأن الشعار أصبح مقبولاً والناس تقتنع بهذا الإحتلال، لأن السلاح غير الشرعي لم يعد له علاقة بالمقاومة، ويتدخل في التفاصيل الداخلية والخارجية، ونحن نريد من الناس أن تتخذ موقفاً من هذا الشعار". ويعتبر فتفت أن المذكرة التي قدمها الرؤساء الخمسة لأمين عام الأمم المتحدة خلال زيارته لبيروت، تظهر بروز بوادر لجبهة وطنية تتجاوز الإطار الطائفي والمناطقي. وهذا أيضاً الهدف الأساسي من إطلاق هذه الحركة السياسية الجديدة، والأفكار تتجاوز المناطقية والحدود الطائفية لتصبح وطنية.
ففي لبنان منذ العام 1943 لم يتحقق أي إنجاز سياسي إلا عندما تم تجاوز الأطر الطائفية وتحقيق الوحدة الوطنية. وإعادة الدولة في لبنان، لا يمكن أن يتحقق من دون تسليم السلاح للدولة، وعودة حزب الله إلى ممارسة العمل السياسي بشروط الدولة اللبنانية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها