ومن جهة أخرى، يناقش الكونغرس الأميركي اليوم الجمعة اقتراح قانون يطالب الاتحاد الأوروبي بتصنيف حزب الله بشقيه العسكري والسياسي كتنظيم إرهابي. تأتي هذه التطورات على وقع التوتر المستمر بين لبنان وإسرائيل على خلفية ملف ترسيم الحدود، ومن الواضح أن كل هذه الإجراءات ستكون عناصر ضغط على الموقف اللبناني.
رسالة بايدن
وقد أخطر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الكونغرس بتمديد حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بلبنان، مشيراً إلى استمرار أنشطة مثل نقل الأسلحة من إيران. وقال بايدن، في رسالته إلى الكونغرس، إن الأسلحة التي يجري نقلها باستمرار من إيران إلى حزب الله في لبنان، تشمل أنظمة متطورة بشكل متزايد.
ونبه الرئيس الأميركي إلى أن تلك الأفعال تقوض السيادة اللبنانية، كما تساهم في زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط. وأضاف بايدن، أن تلك الأنشطة تشكل تهديداً غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وحالة الطوارئ الوطنية عبارة عن حق يمنحه الكونغرس للسلطة التنفيذية في الولايات المتحدة الأميركية، وفي مقدمتها الرئيس، للتعامل مع الأزمات الطارئة بسرعة. وبموجب حالة الطوارئ، يحق لرئيس الولايات المتحدة أن يتجنب قيوداً وحدوداً على قراراته المتعلقة بالتعامل مع الأزمات.
يشار إلى أن واشنطن تفرض حالة الطوارئ الوطنية بما يتعلق بلبنان منذ العام 2005.
إجراءات وقوانين
وفي السياق، أكّد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النوّاب الأميركي مايكل ماكول Michael McCaul، عبر الصفحة الرسمية لمجلس النوّاب الأميركي للشؤون الخارجية على موقع "تويتر"، أنّ نقل إيران للمسيّرات المتطورة إلى وكلاء إرهابيين وفاعلين خبيثين في لبنان واليمن يقوّض الأمن الوطني للولايات المتّحدة ويزعزع استقرار الشرق الأوسط. وأضاف أنّ قانونه لـ"وقف الطائرات الإيرانية المسيّرة" سيمنع انتشار الطائرات من دون طيار الإيرانية الخطيرة.
من جانب آخر سيُطرح على التصويت مشروع قانون في مجلس النوّاب الأميركي يوم الجمعة، يطالب الاتّحاد الأوروبي بتصنيف تنظيم حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي "منظمة إرهابية". مشروع القانون هذا، الذي طرحه النائب الجمهوري عن ولاية ميشيغان بيتر ماير، يسعى إلى توسيع نطاق العقوبات التي كانت تطال حصراً الجناح العسكري المسلّح، لتشمل أيضاً جناحه السياسي ومؤسّساته المدنية.
وفي وقت تأخر من ليل الجمعة، أقرّت لجنة الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مشروع قانون يطالب الرئيس جو بايدن بمواجهة تهريب المخدرات من سوريا. وأوضحت أنّ "النظام السوري يرعى تهريب المخدرات من سوريا".
مصير مساعدات الجيش
في سياق آخر وبما يتعلق بالمساعدات الأمنية الأميركية للقوات المسلحة اللبنانية، نشرت "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وهي مؤسسة أميركية فكرية تركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، وتكرس عملها لتشجيع التعددية "والدفاع عن القيم الديمقراطية ومحاربة العقائد المتطرفة التي تغذي الإرهاب".. تقريراً يدعو الكونغرس الأميركي إلى إعادة تقييم مساعدته العسكرية الخارجية السنوية للبنان (120 مليون دولار في عام 2021) وإعادة النظر في كيفية دعم الولايات المتحدة بشكلٍ أفضل للدولة التي وصفتها بأنها محاصرة من قبل حزب الله.
ووجد التقرير الذي أعده الخبير البارز في "مكافحة التمرد"، ديفيد كيلكولن، أن مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني كانت غير فعالة في مواجهة هيمنة حزب الله في البلاد. متوجهاً إلى الكونغرس بالقول "لقد حان الوقت لإجراء تمحيصٍ دقيق لمّا إذا كانت 15 عاماً من الدعم الكبير قد مكنّت القوات المسلحة اللبنانية من العمل كثقلٍ مؤسسي موازن لحزب الله".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها