ميقاتي: معالجة ديبلوماسية
في هذا السياق، صدر عن مكتب رئيس الحكومة بيان جاء فيه: "تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي نتائج الاتصالات الديبلوماسية الجارية بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية، وما هو متوقع على صعيد مهمة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين. وجدد ميقاتي التأكيد أن الدولة اللبنانية تتابع معطيات هذا الملف السيادي بامتياز، والذي تجري معالجته بالطرق الديبلوماسية للخروج بنتائج ايجابية، وتحرّك المفاوضات غير المباشرة مجددا". كما شدد على "أهمية إبعاد هذا الملف عن السجالات الداخلية والحسابات السياسية، كونه يخص جميع اللبنانيين، ويحفظ حقوق لبنان في مياهه وثرواته الطبيعية واستقراره".
الأمم المتحدة
من ناحيتها أكدت الأمم المتحدة أنها تشجع لبنان وإسرائيل على حل أي خلافات بينهما عبر المفاوضات. وأوضحت أنها أخذت علماً بوصول سفينة تخزين وتفريغ عائمة أمس الأول الأحد إلى حقل كاريش للغاز الطبيعي، الذي يبعد حوالي 80 كيلومتراً عن السواحل الإسرائيلية، وذلك لبدء إنتاج الغاز لصالح إسرائيل في منطقة بحرية متنازع عليها مع لبنان.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن الناطق الرسمي ستيفان دوجاريك قوله: "نتابع الوضع عن كثب، ويوانا فيرونِتسكا، المنسقة الخاصة للبنان، على اتصال مع مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى في ما يتعلق بهذه المسألة".
وتابع: "يجدر التأكيد على أننا نشجع كلاً من إسرائيل ولبنان على حل أي خلافات عبر الحوار والمفاوضات". وأكد دوجاريك أنه عندما تم إطلاق اتفاق الإطار بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية، الذي أعلن عنه في تشرين الأول/أكتوبر 2020، قال الأمين العام أنطونيو جوتيريش في ذلك الحين إن الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بالكامل بدعم العملية، كما طلبت الأطراف وفي حدود قدرتنا وتفويضنا". وانطلقت محادثات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في 2020. وجرى عقد عدة جولات بوساطة الولايات المتحدة واستضافة الأمم المتحدة، إلا أن العملية متعثرة منذ فترة.
قرار موحد
وزير العمل مصطفى بيرم أعلن أن "حزب الله كلف مسؤولاً متابعة ملف الحدود البحرية والعمل جار ليلاً نهاراً بشأنه، ولكن الأساس هو ترك الأمر للدولة للوصول إلى قرار وطني موحد بشأن ملف الحدود. أما رئيس الوفد العسكري المفاوض العميد بسام ياسين فقال: "إن إسرائيل لم تبدأ عملية الحفر والتنقيب الآن بل بدأت بالحفر والتنقيب منذ العام 2013. وبوصول هذه الباخرة بدأت عملية استخراخ الغاز من كاريش، وهذه مشكلة كبيرة، ومن اللحظة التي تبدأ فيها عملية الاستخراج، يصبح حقل كاريش خارج المعادلة، وبالتالي يسقط لبنان أهم ورقة بملفه التفاوضي". وتشير المعلومات إلى أن حزب الله كلف النائب السابق نواف الموسوي بمتابعة ملف ترسيم الحدود، والتواصل مع القوى السياسية للوصول إلى موقف موحد.
الخيارات المتاحة
وحول الحديث عن "أيام صعبة" تنتظر لبنان وهل نحن أمام مواجهة عسكرية مع إسرائيل؟ رأى ياسين أن "جميع الخيارات متاحة بما فيها الخيار العسكري للحفاظ على حقوق لبنان وحماية ثرواته. سيكون هناك أيام صعبة وضغط كبير في لبنان من أجل توقيع المرسوم، وإيداع الأمم المتحدة هذه الإحداثيات، وبالنتيجة كل الخيارات متاحة أمام لبنان".
وعن احتمال دخول "حزب الله" على الخط بقوة السلاح، كرر ياسين أنّ "كل الخيارات متاحة. كل حريص على لبنان مطلوب منه أن يكون جاهزا للدفاع عنه. سلاح المقاومة هو من ضمن الأسلحة التي يستخدمها لبنان للدفاع عن أرضه وحقوقه، نقطة عالسطر".
وأشار، ردًا على قول وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه سيتم حل الخلاف بشأن الغاز عبر الديبلوماسية بوساطة أميركية، إلى "أننا جربنا الوساطة الأميركية ولم تكن إلا ترداداً للموقف الإسرائيلي. فلنقم الآن بتعديل المرسوم، وتأتي الوساطة وفق معطيات جديدة، للبنان خط قانوني جدي وقوي ولتأتي الوساطة الأميركية على ضوء التغيّر الجديد حتى يأخذ لبنان حقه في الترسيم".
النائب عن حزب "القوات اللبنانية" غياث يزبك اعتبر ان "عملية التشاطر التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي على الأمم المتحدة والوسيط الأميركي آموس هوكشتاين انقلبت بطريقة غير مباشرة إلى عملية تواطؤ على مصلحة الدولة اللبنانية وشعبها". وأضاف أن "التّحرك الإسرائيلي الأخير ليس مفاجئاً، إلا بالنسبة للدولة اللبنانية التي لم تقم بواجباتها ولم تعدلّ المرسوم 6433 لتوثيق الخط 29 لدى الأمم المتحدة لردع إسرائيل عن القيام بعملية التنقيب فيه".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها