تأتي عودة الحريري في وقت تنامت فيه التحليلات والسيناريوهات حول احتمال اتخاذه قراره العزوف عن الترشح للانتخابات النيابية، فيما لم تُحسم بعد مسألة مشاركة تيار المستقبل من عدمها، أم أنه سيترك حرية الخيار لنوابه ومسؤولي تياره.
هذه الاستحقاقات كلها ستكون حاضرة في نقاشات ومداولات الحريري مع كتلة المستقبل، والمكتب السياسي في التيار، ومع الكوادر، كذلك مع شخصيات سياسية متعددة. إذ تشير المعلومات إلى أن الحريري سيتشاور مع الرئيس نبيه برّي ووليد جنبلاط وغيرهما، حول المرحلة المقبلة، وسيضعهما في صورة قراره حول الانتخابات النيابية. من جهة أخرى أيضاً، يُنتظر لقاء سيعقد بين الحريري ورؤساء الحكومة السابقين، للبحث في ملفات انتخابية وعناوين سياسية أخرى.
وبدأ الحريري لقاءاته بزيارة السراي الحكومي للقاء الرئيس نجيب ميقاتي، وجرى بحث في مختلف التطورات والقرار الذي سيتخذ بما يخص الإنتخابات النيابية، كما التقى الحريري بمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على مدى نصف ساعة وخرج بعدها بدون الإدلاء بأي تصريح، متوجهاً إلى ضريح والده لزيارته.
عزوف سلام
من جهة ثانية، أصدر الرئيس تمام سلام بياناً، جاء فيه: "انطلاقاً مما نحن مقبلون عليه من استحقاق دستوري كبير، ألا وهو الانتخابات العامة في شهر أيار المقبل، وفي خضم ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد من ترد وانهيار، وإفساحاً في المجال أمام تغيير جدي، من خلال اتاحة الفرصة لدم جديد، وفكر شاب ونظيف، يطمح إلى أهداف وطنية صافية ونقية، واحترامًا لمطالب الشعب الثائر والساعي إلى التغيير، والذي يستحق أن يُعطى فرصة ليتابع سيرة بناء الوطن بأفكار وأساليب وممارسات جديدة وطموحة.. أعلن عزوفي عن الترشيح للانتخابات النيابية، وبقائي في قلب مدينتي بيروت مع أهلها الطيبين، والمساهمة في كل ما يؤدي إلى إعادة بناء الوطن، انطلاقاً من وثيقة الوفاق الوطني، اتفاق الطائف، والدستور اللبناني، ضمانة السيادة والاستقلال".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها