newsأسرار المدن

نصرالله: واجهنا تحويل لبنان مشيخة سعودية منذ 2005

المدن - لبنانالاثنين 2022/01/03
103.jpg
اتهم السعودية بأنها في مقدمة دول الاعتداء على دول المنطقة (مصطفى جمال الدين)
حجم الخط
مشاركة عبر
لم يشأ أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، الدخول في تفاصيل اليوميات اللبنانية. لكنه أوحى بأن هناك ملفات عديدة تحتاج للبحث والتوضيح. وفي هذا الإيحاء إشارة من نصرالله إلى حقيقة وجود تباين بين الحزب والتيار الوطني الحرّ، خصوصاً بعد كلمة رئيس التيار يوم الأحد ورد حركة أمل عبر النائب علي حسن خليل يوم الإثنين. أراد نصرالله تخصيص كلمته لمناسبة ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني. ورفض الدخول في التفاصيل اللبنانية. لكنه مرر إشارة أساسية بأن حزب الله حريص على العلاقة مع كل حلفائه وأصدقائه. واعتبر نصرالله أن حزب الله يرحب بأي دعوة للحوار بين اللبنانيين.

التيار والتفاهم
وحول العلاقة مع التيار الوطني الحرّ قال نصرالله: "نحن حريصون على العلاقة مع التيار ومع كل الحلفاء، ومتلزمون بالتفاهم وجاهزون لتطويره بما يتلاءم مع المصلحة الوطنية". وهو موقف واضح وبمثابة رد على باسيل بشكل هادئء، مفاده أنه لن يدخل في تطوير "التفاهم" وفق ما يريده التيار، أي اختزال العلاقة مع الحزب على حساب القوى الأخرى. وأعلن نصرالله أن الحديث في الملف اللبناني يحتاج إلى إطلالة أخرى لتناول ملفات أساسية داخلية، تنطلق من المصارحة في مختلف المواقف. وقال: "ما قيل في مقابلة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وفي غيرها من المقابلات التلفزيونية التي حصلت في اليومين الماضيين مسائل تحتاج الى توضيح ومصارحة".

أميركا وداعش
وانطلاقاً من الوضع في المنطقة، اعتبر نصرالله أن لبنان يعيش حالة ضياع في تحديد الصديق من العدو، خصوصاً بما يتعلق بالعداء لإسرائيل. وهي مسألة ترتبط بوجود لبنان وكرامته وحقوقه وحدوده ودماء الشعب اللبناني. وتوجة إلى اللبنانيين الذين يعتبرون أن أميركا صديقة قائلاً: "هذه مسألة أكبر من النقاشات الاستراتيجية، فكل الحروب الإسرائيلية والغارات والمجازر التي أدت إلى القتل والتدمير ولبنان لا يزال دائرة التهديد والأطماع والخطر، فإن أول من يتحمل المسؤولية عن ما قامت به إسرائيل هي الولايات المتحدة الأميركية، فغريب كيف يمكننا أن نعتبر هذا الذي يهدد وجود بلدنا وقتلنا وأميركا تسانده وتدعمه، فننظر إلى أميركا كأنها صديق؟ فهذه مصيبة وخطأ في التشخيص".

اتهام السعودية 
وعاد نصر الله إلى معادلة تهديد داعش للبنان، معتبراً أنها لو سيطرت على سوريا لكانت أدت إلى تهديد وجود لبنان وكيانه وكل ما فيه. وقال إن أميركا لم تكن وحدها خلف داعش، إنما السعودية كانت أيضاً، وقال: "أنا أوصّف ولا أساهم في الإساءة للسعودية، ولا تقولوا إنه أخ وصديق وكريم ومحب وأريد أن اتعامل معه، علينا أن نوصف، وبعدها نقول علينا التعاطي معه لأن لدينا مصلحة". واتهم السعودية بأنها "في مقدمة دول الاعتداء على دول المنطقة، وإن حزب الله كان له شرف الوقوف في وجهة هؤلاء القتلة المتآمرين. والسعودية هي التي بدأت الاعتداءات وليس حزب الله هو من بدأ الاعتداء".

وهاجم نصر الله من يحاول الدمج بين القاتل والشهيد، معتبراً أن قاسم سليماني قاتل في سبيل الدفاع عن المنطقة، متهماً السعودية بأنها عملت على نشر الانتحاريين والتكفيريين، وأنها التي صنعت داعش، واعتبر أن هناك مسؤولين سعوديين تحدثوا بصراحة عن ذهاب انتحاريين إلى العراق. وهؤلاء المسؤولون موجودون وغير وهميين مثل الشخصية التي اخترعتها السعودية قبل أيام، وقالت إنها شخصية لبنانية قيادية في حزب الله، وتم تسريب الفيديو يتحدث عن الاهداف التي يتم استهدافها من قبل الحوثيين داخل السعودية.

وأوضح بان "السعودية أرسلت شبابها لقتل الشباب والرجال والأطفال العراقيين في العمليات الانتحارية، وايران ارسلت شبابها ليُقتلوا دفاعًا عن الشباب والرجال والأطفال العراقيين في المحافظات العراقية". وشدد على أن "الولايات المتحدة مسؤولة عن كل جرائم إسرائيل في فلسطين والمنطقة. وأميركا هي المسؤولة عن كل جرائم اسرائيل في لبنان، فكيف ننظر اليها انها صديق؟". وأضاف: "من قتل السوريين وأدخل بلادهم في أتون الحرب المدمرة هي الإدارة الأميركية، وهي تجعل من قاعدة التنف في سوريا محمية لداعش لتهديد دمشق، والحرب على اليمن هي حرب أميركية تنفذها السعودية. والأميركيون هم من تلاعبوا بالدول الخليجية أثناء حصار قطر لسحب الأموال منها". ولفت إلى أن "العدوان الأميركي على سوريا ما زال مستمرا بأشكال مختلفة، وأسوأ ما تواجهه سوريا اليوم هو الحصار الاقتصادي وقانون قيصر، وفي كل مكان كان هذا القاتل الأميركي كان الشهيد قبل أن يستشهد حاضراً. لقد كان قاسم سليماني حاضرا بما ومن يمثل حاضراً". وأوضح أن "الشهيد قاسم سليماني كان حاضراً يصنع الانتصارات ويبني عناصر القوة ويغير المعادلات، وفي نهاية المطاف قدّم دمه وروحه على هذا الطريق".

حرب اليمن
حول اليمن، قال نصر الله إن السعودية تنفذ حرباً أميركية، وقال إن السعودية هي أداة وشغيل عند أميركا. ولو أرادت أميركا وقف الحرب لتوقفت فوراً. وعندما قالت أميركا بوقف الحصار عن قطر توقف. وهي كانت إدارة أميركية لاستنزاف الطرفين. واعتبر أنه لن يكون هناك وجود للأميركيين ولا موطئ قدم في اليمن. معتبراً أن الأميركيين سيخرجون من المنطقة، لأن هناك حسابات داخلية في أميركا، وهناك حسابات خارجية. وانتقد من يقدم أميركا كنموذج يجب أن يحتذى. والحسابات الثانية هي الانتصارات التي يحققها محور المقاومة.

ودعا نصر الله إلى تحركات متعددة ومقاومة شعبية ضد الوجود الأميركي في المنطقة، داعياً الناس إلى اعتبار أميركا أكبر عدو لهم في المنطقة، متهماً إياها بالسبب وراء كل الكوارث في المنطقة، وإنها أم الطغيان ويجب قتالها.  

وتناول نصر الله خطاب الملك سلمان الذي دعا اللبنانيين إلى مواجهة حزب الله الإرهابي وتوجه إليه بالقول: "يا حضرة الملك، الإرهابي هو الذي أنتج الفكر الوهابي، وهو أنتم، والإرهابي هو الذي يرسل الإنتحاريين إلى سوريا والعراق هو أنتم، والإرهابي هو الذي يشن حرباً لسبع سنوات يدمر البشر والحجر في اليمن وهو أنتم، والإرهابي هو من يفتح أرضه وبلده للقواعد الأميركية للممارسة الإجرام في المنطقة، والإرهابي هو من يمول الجماعات الإرهابية والفتن في المنطقة وفي لبنان، وهو أنتم. أما حزب الله فهو شريف ومقاوم ويدافع عن شعبه وأرضه وحزب الله. هو رفيق قاسم سليماني الذي يصنع الإنتصارات في وجه الإرهابيين.
وهاجم السعودية بعنف معتبراً ان الإرهابي هو الذي يحتجز مئات الآلاف من اللبنانيين، يتخذهم رهائن ويهدد بهم لبنان ودولة لبنان كل يوم. وقال: "إذا أحدهم ظن بأن الضغط على الوزير ليستقيل أو قبول الإهانة فهو سيغير الموقف، فذلك خطأ لأن معركة السعودية هي مع من واجه محاولة تحويل لبنان إلى مشيخة سعودية منذ العام 2005".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث