الجمعة 2021/09/24

آخر تحديث: 17:25 (بيروت)

ماكرون يطلب الإصلاحات والانتخابات وميقاتي يستشهد بديغول

الجمعة 2021/09/24
ماكرون يطلب الإصلاحات والانتخابات وميقاتي يستشهد بديغول
ماكرون: لبنان يستحق أفضل مما هو فيه الآن
increase حجم الخط decrease
يصرّ الرئيس نجيب ميقاتي على إعطاء دفع خارجي لحكومته التي تشكلت. وقد افتتح ذلك بزيارته إلى فرنسا ولقائه بالرئيس إيمانويل ماكرون. وهو لا يتوانى عن التأكيد بأن حكومته ستسعى إلى استعادة لبنان لعلاقاته الدولية والعربية. في فترة تحديد موعد زيارته الفرنسية، تواصل ميقاتي مع جهات عربية ودولية، تحضيراً لإجراء زيارات رسمية لها. وقد حاول تحديد زيارة إلى المملكة العربية السعودية، ولكن لا جواب بعد. فيما ينوي زيارة قطر والكويت ومصر.

"عرّاب" الحكومة
يكتسب لقاء ميقاتي مع الرئيس الفرنسي أبعاداً مختلفة، منها ما هو سياسي ومنها ما هو اقتصادي ومالي. الزيارة الأولى إلى فرنسا لها معانيها حول دور ماكرون الذي يعتبر عرّاب الحكومة وعراب هذه التسوية. وهو يريد أن يظهر وكأنه قد حقق ما يريده في لبنان. أما ميقاتي فمصلحته أن يشير إلى الانفتاح الدولي عليه وعلى حكومته. ويصر ميقاتي -حسب مصادر قريبة منه- على إبقاء كل الملفات الأساسية في يده، وليس في أيدي الوزراء. ولذلك لم يصطحب معه وزير المالية إلى باريس إنما النائب نقولا نحاس.

في اللقاء بين ميقاتي وماكرون تم البحث في مختلف الملفات، الإصلاحات الأساسية الواجب إقرارها، خطة الكهرباء، التدقيق الجنائي، مراقبة توزيع المساعدات الدولية التي حصل عليها لبنان في مؤتمر الدعم الإنساني، الذي دعت إليه باريس وتم فيه جمع حوالى 370 مليون دولار.. والأهم هو كيفية الحصول عليها. أما المساعدات الأخرى فمرتبطة بالإصلاحات التي ستجريها الحكومة.

الإصلاحات والانتخابات
وأكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد اللقاء دعم لبنان، مشيراً الى أن لبنان يستحق أفضل مما هو فيه الآن. وسنواصل العمل مع الحكومة الجديدة على أجندة محدّدة. وفرنسا لن تترك لبنان. وأضاف، أن فرنسا ستستمر بوضع يدها مع لبنان ودعم المواطنين. وباريس قدمت دعماً للجيش اللبناني وستواصل ذلك. ورأى أنه خلال مرحلة تشكيل الحكومة كان وضع لبنان يتدهور، و"وعدتُ بمعاقبة المسؤولين عن تأخير عملية التشكيل".

وشدد على ان "المجتمع الدولي لن يقدم مساعدات إلى لبنان دون القيام بالإصلاحات"، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة تعهد بالالتزام بالقيام بالإصلاحات الضرورية. وتابع ماكرون: على الحكومة اللبنانية العمل على مكافحة الفساد. وعليها البدء سريعاً بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، مشيراً إلى أن النظام المالي والمصرفي اللبناني يحتاج لإصلاحات كبيرة. وقال: سنتحدث مع رئيس الحكومة اللبناني حول الانتخابات المقبلة التي يجب أن تتم بشفافية.

الاستشهاد بديغول
بدوره قال ميقاتي في المؤتمر الصحافي المشترك: "كان لي الشرف والسرور بلقاء الرئيس ماكرون إلى غداء عمل، عرضنا  خلاله العديد من القضايا ذات الأهمية الكبرى لبلدينا". وأكّد رئيس الحكومة في كلمته أنّ "فرنسا كانت ولا تزال الحليف الدائم والثابت للبنان"، وأضاف متوجهاً إلى ماكرون: "في الفترة الأخيرة ، تعرض لبنان لسلسلة من الكوارث التي أغرقته في واحدة من أخطر الأزمات في تاريخه. في هذه المحنة، حضرة الرئيس، كنت دائماً  إلى جانبنا. لقد كنت الى جانبنا في فترة انفجار مرفأ بيروت عندما قمت بزيارتنا وعبرت عن تضامنك مع معاناة الشعب اللبناني، كما كنت إلى جانبنا عندما تم تنظيم ثلاثة مؤتمرات دولية لمساعدة لبنان برعاية فرنسا".

وأضاف ميقاتي: "هذا الدعم له أهمية خاصة، لأن فرنسا تمثل قلب المجتمع الدولي المكون من أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم. وفي هذا المجال أود أن أعبر عن امتناني وامتنان الشعب اللبناني لكم".

وقال: "خلال لقائنا ، أكدت للرئيس ماكرون عزمي على تنفيذ الإصلاحات الضرورية والأساسية في أسرع وقت، بالتعاون مع حكومتي وبدعم من الرئيس ميشال عون والبرلمان، لاستعادة الثقة، وبث نفحة أمل جديدة وتخفيف معاناة الشعب اللبناني".

وتابع: "ستكون هذه الإجراءات حاسمة في إنعاش الاقتصاد، وفي متابعة المفاوضات الواعدة مع صندوق النقد الدولي والبدء بانهاء الأزمة. وإنني واثق أنه يمكننا الاعتماد على دعم فرنسا في هذه المفاوضات".

ولفت ميقاتي إلى أنّه أكد للرئيس ماكرون "تصميم الحكومة  على إجراء الانتخابات النيابية في  الربيع المقبل، والتي ستسمح بتجديد الحياة السياسية التي يتوق إليها الشعب اللبناني الذي يعاني على الصعد كافة". وأضاف: "قال الجنرال ديغول ذات يوم: "طالما أنني في موقع المسؤولية، فلن أسمح بالحاق أي أذى بلبنان".

وقال ميقاتي متوجهاً إلى ماكرون: "حضرة  الرئيس، كل ما تقومون  به هو جزء من استمرارية  العمل بهذا الوعد وأنا على يقين  أنك لن تسمح، من صميم قلبك، بأن يتعرض لبنان للأذى، بل ستكون إلى جانبه لاستعادة نموه وازدهاره. ومن هذا المنطلق كانت زيارتي اليوم إلى باريس".
وختم رئيس مجلس الوزراء بالقول: "أشكرك، حضرة الرئيس على استقبالك والتزامك تجاه بلدي. عاشت الصداقة الفرنسية اللبنانية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها