في أول رد فعل رسمي على خطوة حزب الله باستقدام النفط الإيراني عبر سوريا، اختار رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، منبراً أميركياً ليعبر عن موقف واضح، معتبراً الأمر انتهاكاً لسيادة الدولة.
فقد أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حديث إلى محطة CNN، مساء اليوم الجمعة، أن "المهمة الأساسية للحكومة هي وقف الانهيار، ووضع البلد على طريق التعافي، تمهيداً للانتقال إلى معالجة الملفات الاقتصادية والمالية والحياتية".
ورداً على سؤال، قال: "بين تشكيل الحكومة واليوم، شعرت بالارتياح النسبي، لاننا في خلال سبعة أيام تواصلنا مع صندوق النقد الدولي، الذي أبدى استعداده لدعم لبنان. وعرضنا مشكلة الكهرباء واقتراحات الحلول المناسبة. بالأمس، اجتمعت مع رئيس منظمة الصحة العالمية، الذي أبدى استعداد المنظمة لدعم القطاع الصحي في لبنان، واستعداده لحض الدول المانحة على تقديم المساعدات له".
وعن قدرة الحكومة على إنجاز ما هو مطلوب، قال: "المسألة مسألة وقت، وللأسف تواجه لبنان تحديات طارئة كثيرة، منها الأزمة المالية والاقتصادية، وتداعيات انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا".
أضاف: "وضع لبنان الحالي يشبه مريضاً في حالة سيئة جداً، وينتظر الدخول الى طوارىء المستشفى، وبعدها ينقل الى غرفة العمليات لاجراء الجراحة اذا لزم الامر، ثم إلى العناية الفائقة وبعدها يخضع لفترة من النقاهة قبل التعافي النهائي. ويؤسفني القول ان بلدنا لا يزال في مرحلة الانتظار امام طوارىء المستشفى". وتابع: "الحكومة لا يمكنها تحقيق مرحلة الشفاء والتعافي في ثمانية أشهر، وهو عمر حكومتنا دستورياً باعتبار ان الحكومة تقدم استقالتها بعد الانتخابات البرلمانية التي تصر حكومتنا على إجرائها في موعدها".
وأردف: "إن الملفات الداهمة امام حكومتنا هي تحسين وضع الطاقة والكهرباء ومعالجة أزمة المحروقات وتأمين الدواء ومعالجة وضع القطاعين والاستشفائي والتربوي".
وقال رداً على سؤال: "لا انقلابات في لبنان، ولكن التغيير يبدأ بمرحلة انتقالية من خلال الانتخابات البرلمانية التي تتيح للشعب اختيار ممثليه في الحكم".
وعن ملف الدعم، قال: "لم يعد لدينا اموال لاستكمال الدعم، وهذا الامر يجب ان يتوقف لان 26 في المئة من اموال الدعم العام الفائت وصلت الى اللبنانيين والباقي ذهب الى جيوب التجار والمحتكرين والمهربين. سنكتفي في الفترة المقبلة بدعم الادوية خصوصا للامراض المستعصية. من هنا نطالب المجتمع الدولي بالاسراع في مساعدتنا لوقف النزف قبل فوات الاوان".
وقال الرئيس ميقاتي عن مشاركة "حزب الله" في الحكومة: "أنا رجل عملي والحكومة جامعة لمعظم الاطياف اللبنانية، ولا يمكننا ان نقوم بأي اصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي من دون موافقة ودعم الجميع. حزب الله يمثل شريحة من اللبنانيين في مجلس النواب".
وعن ادخال "حزب الله" النفط الايراني امس والخوف من عقوبات على لبنان، قال: "انا حزين على انتهاك سيادة لبنان ولكن ليس لدي خوف من عقوبات عليه، لان العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية".
وردا على سؤال: قال: "أود ان أشكر حكومة العراق على دعم لبنان بالمشتقات النفطية، كما أشكر اشقاءنا العرب على دعمهم الدائم للبنان، وأتعهد لهم بأن لبنان لم ولن يكون ساحة للاساءة الى الدول العربية. من هنا اطالب جميع الاطياف اللبنانية باعتماد سياسة النأي بالنفس. لبنان لم يتخل عن اشقائه العرب وهو يدعوهم الى عدم التخلي عنه".
وعن الدور الفرنسي في لبنان، قال: "فرنسا صديقة للبنان وساعدتنا كثيرا لتشكيل الحكومة من دون ان تتدخل في التفاصيل ولكنها تحترم سيادة لبنان".
وقال عن الموقف الاميركي من الحكومة: "لقد تلقيت عدة رسائل دعم من الادارة الاميركية".
وعن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، قال: "لن نسمح لاي عائق بالوقوف في وجه التحقيق لمعرفة ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها، مع الاخذ بالاعتبار الاصول الدستورية والقانونية".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها