الأحد 2021/08/15

آخر تحديث: 13:18 (بيروت)

انفجار عكار يكشف المهربين: شبهات حول جورج رشيد العوني

الأحد 2021/08/15
انفجار عكار يكشف المهربين: شبهات حول جورج رشيد العوني
يصر شهود عيان على أن الانفجار نتج عن إقدام نجل جورج رشيد على إطلاق الرصاص (الانترنت)
increase حجم الخط decrease
فيما يغرق أهالي عكار بمأساتهم بعد أن أودى انفجار صهريج المحروقات بحياة أكثر من 28 قتيلا ونحو 80 جريحا، وثمة عدد من المفقودين من بينهم عسكريون، يدور النقاش السياسي - الأمني: كيف  وقع الانفجار؟ ومن هو صاحب الكميات المخزنة؟ وما علاقته بعمليات التهريب الواسعة إلى سوريا؟  

طبعًا، ومع توالي المواقف الرسمية، تسعى جميع القوى إلى التنصل من مسؤولياتها، سواء سياسيًا  أو على مستوى البلديات والقوى المسؤولة في عكار. والكل يسعى للاستثمار في الجريمة المروعة بما يخدم مصلحته من جهة، ويبعد عنه الشبهة من جهة أخرى. حتى لو كانت مجرد شبهة إهمال أو تغاضي أو تقصير أو مجرد مسؤولية معنوية عما وصل إليه لبنان واللبنانيون الذين يتعرضون للإذلال من أجل كميات شحيحة من البنزين والمازوت.  

من هو جورج رشيد؟ 
يملك جورج رشيد أرضًا ومعملًا لمواد البناء والكسارات، في التليل العكارية، المكان الذي عثر فيه على الكميات المخزّنة من البنزين والمازوت، وثمة خلاف على تقدير الكمية بين 30 و60 ألفاً من الليترات.  

ورغم أن البلدية والمقربين من جورج رشيد، يحاولون إبعاد شبهة تورطه بعمليات التهريب، لكن المعطيات المتوفرة حتى الآن، تفضي إلى توجيه أصابع الاتهام إليه.  

سياسيًا، يعرف عن جورج رشيد بانتمائه للتيار العوني، وأنه واحد من أشد المناصرين لجبران باسيل، وهو يملك فيلا على الطريق العام إلى البلدة العكارية.  

وفي السابق، لم يشك أحد بتورط رشيد بعمليات تهريب المواد المدعومة إلى سوريا، علما أنه قبل مدة، راجت أخبار في عكار عن وجود كسارات تخزن فيها كميات ضخمة من المواد الغذائية المدعومة التي يجري تهريبها، ثم سرعان ما جرى التعتيم على الموضوع.  

وما يثير الشكوك أكثر حول رشيد، إصرار المقربين منه على تبني رواية للانفجار، تنافي رواية أخرى يتبناها عدد كبير من شهود العيان.  

فالرواية التي يتبناها داعمو رشيد، هو أن الحريق نتج عن إقدام أحد السوريين على إشعال قداحة قرب صهريج البنزين، بينما يصر شهود عيان على أن الانفجار نتج عن إقدام نجل جورج رشيد على إطلاق رصاص نحو الصهريج. والأمور معلقة في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات.  

الجيش والثوار
ويفيد أحد شهود العيان لـ "المدن"، أنه منتصف ليل السبت - الأحد  14 -15 آب الجاري، وبعد ضبط الجيش هذه الكمية الضخمة من المحروقات التي كانت مموّهة، وأراد توزيعها على المواطنين، ومنعًا لوقوع لإشكالات، فرض طوقاً أمنياً على الكمية المضبوطة، ثم سحب منها جزءًا بأحد الصهاريج بعد قدوم مجموعة من الشبان في المنطقة المعروفين بـ "ثوار عكار"، إلى أن جاء نجل رشيد غاضبًا وأطلق الرصاص نحو الصهريج.  

وحتى الآن، ما زال جورج رشيد متواريًا عن الأنظار، وجرى إحراق سياراته ومنزله في عكار من قبل مجموعة من أبناء المنطقة.  

وصدر عن قيادة الجيش أن مديرية المخابرات أوقفت قيد التحقيق ابن صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود بتاريخه في بلدة التليل -عكار، وأدّى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين.  

آل الفرج
وبعد أن حاول بعض المقربين من رشيد الترويج لرواية أن الكميات المضبوطة تعود لأحد أبناء وادي خالد، صدر بيان عن عائلة آل الفرج، تستنكر فيه زج اسم ابنها علي الفرج بالحادثة. وقالت "إن توجيه أصابع الاتهام لابننا بهذه الجريمة هو جريمة بحد ذاتها، وتساءلت: كيف لشخص مسجون منذ ثلاثة اشهر أن يقوم بتخزين تلك الكمية والكل يعلم بأن البنزين إذا تخزن هذه المدة يفقد فاعليته ولا يعد صالحاً للاستعمال". 

وقال البيان: "حسب شهود عيان أنه تم إطلاق النارعلى الخزان من قبل أحد الأشخاص الموجودين هناك، وعلى الأجهزة الامنية التأكد من صحة هذا الموضوع وتحديد هويته. ومن أجبر جورج رشيد على تخزين تلك المادة لو لم يكن مستفيدا؟ 

وتابع البيان: "إننا كعائلة بوادي خالد نستنكر وندين هذا التهجم علينا وتحريف الحقيقة والواقع ونتوجه للاجهزة الأمنية أن تقوم بدورها وتكشف الحقيقة".  

إذاً، وبانتظار التحقيقات، تعيد الجريمة إلى الواجهة ليس مسألة التهريب إلى سوريا فسحب، بل أن معظم المهربين، أو المتهمين بالتواطؤ بهذه العمليات، هم أصحاب نفوذ وسلطة وعلاقات وغطاء سياسي، ولولا  ذلك لما شرّعت المعابر غير الشرعية لهم. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها