يقول سلام لـ"المدن" بوضوح: "لن أرضى أن أكون كبش محرقة، ولا رهينة لدى طرف أو آخر. ولست أنا من يُستخدم في سياقات سياسية، هدفها تصفية الحسابات أو الدخول في نزاعات بينية على القواعد السياسية القائمة لبنانياً والمعمول بها". أما عن ماهية ارتباط حلّ الأزمة بالمشروع، فيعتبر سلام أن: "الفكرة الأساسية هي تشكيل حكومة بصلاحيات استثنائية لاطلاق العمل ومنع التعطيل. فالظروف تقتضي ذلك لأن الظرف استثنائي، وليس المطلوب من الحكومة مصادرة صلاحيات المجلس، بل تبقى لديه صلاحياته في إعادة النظر بأي قرارات تتخذها الحكومة. والهدف من ذلك هو تسريع العمل ومنع التعطيل. وهي مرتبطة بزمن معين وبمواضيع وملفات محددة". وهذا الطرح لا ينطلق من خلفية طرح سلام لشروطه هو في تشكيل الحكومة، إنما تنطبق على أي حكومة يفترض تشكيلها بهدف الإصلاح ووقف الإنهيار.
موازين القوى
ويقول سلام: "لست من الذين تغريهم المناصب للدخول في لعبة سياسية تبقي لبنان رهينة، أو تدخل مشاريع الإصلاح في مقابر اللجان النيابية أو غيرها من الحسابات السياسية. ما أعتبره هو أن مقتضيات الإصلاح، وتلبية تطلعات الناس، ومعالجة الأزمة، ترتبط بضرورة تشكيل حكومة بصلاحيات استثنائية".
يشدد سلام على أنه لا يمكن التعاطي مع هذه الأزمة بالطريقة التي كان يتم العمل بموجبها سابقاً. القصة أبعد من تشكيل الحكومة والنزاع على تركيبتها وتفاصيلها. وهذا لا يعني التخلي عن المسؤوليات الملقاة على عاتق كل اللبنانيين، بالمطالبة في حصول الإصلاح. ويقول: "البلد لنا وليس لأحد آخر. ولكن لا يمكن أن نتوهم أنه حالياً بإمكاننا قيادة البلد أو تحديد سياساته، نحن فقط نطالب بضرورة إجراء الإصلاحات وإنجازها والضغط في سبيلها. وأنا شخص عقلي في رأسي، وقدماي على الأرض، ولا يمكنني أن أعيش الوهم. وهناك موازين قوى لا بد من التعاطي معها بجدية، والعمل في سبيل الوصول فيما بعد إلى تغييرها".
ولدى سؤاله عن إحتمال تفكيره بالدخول إلى المعترك السياسي من البوابة الشعبية غير الحكومية، يقول إن هذا أمر بحثه مؤجل، ويؤكد: "أنا لا أتخلى عن خمسين سنة من عمري في السياسة". مشيراً إلى أن لا نقاش أو تفكير حالياً في الانتخابات.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها