الجمعة 2021/07/16

آخر تحديث: 13:24 (بيروت)

الجيش الإسرائيلي: احتمال التصعيد مع لبنان بأي لحظة

الجمعة 2021/07/16
الجيش الإسرائيلي: احتمال التصعيد مع لبنان بأي لحظة
الجيش الإسرائيلي: "معركتنا ضد حزب الله هي قضيتنا المركزية" (Getty)
increase حجم الخط decrease

رغم وجود مقاربات تستبعد وقوع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله في المدى المنظور، إلّا أنّ احتمالات حدوث تصعيدٍ على الجبهة الشمالية أصبحت مرتفعة. ومع تدهور الاقتصاد اللبناني أكثر فأكثر، لا ينفك الجيش الإسرائيلي يعبر عن قلقه من احتمال حدوث زيادة في حوادث تهريب المخدرات وتسلل العمال المهاجرين أو اللاجئين على طول حدوده، وما يتبعها من نتائج قد لا تُحمد عقباها.

انهيار الاقتصاد ومخاطره على الحدود
هذا الموضوع ونظراً لأهميته، خصصت له صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً خاصاً، حاورت فيه راز هيمليش، قائد كتيبة سلاح المدفعية 411، المعروفة بكتيبة "كيرين"، والتي تمكنت يوم الجمعة الماضي من احباط محاولة تهريب 43 مسدساً فردياً متطوراً من لبنان، بالقرب من قرية الغجر الحدودية. وحسب هيمليش، كانت هذه العملية من أكبر محاولات التهريب منذ سنوات، وقُدرت قيمتها بـ2.7 مليون شيكل، أي ما يُعادل حوالى 820 ألف دولار.

أمسى الوضع المتردي في لبنان الشغل الشاغل للضباط الإسرائيليين المكلفين بأمن الحدود، ومع استمرار تدهور الوضع في لبنان، تزداد حوادث تسلل عدد من العمال المهاجرين إلى إسرائيل. ففي حزيران المنصرم على سبيل المثال لا الحصر، نجح رجلان تركيان في عبور الحدود وتم القبض عليهما من قبل السلطات الأمنية الإسرائيلية بعد 11 ساعة من عبورهما.

من هنا، عبّر هيمليش أثناء حواره مع الصحيفة الإسرائيلية عن قلقة العميق من ما يدور في لبنان إذ قال "الاقتصاد اللبناني ليس على ما يرام، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث أشياء خطيرة على الحدود. أنا من جانبي مستعدٌ دائماً لحدوث شيء ما.. سواء كان تهريب المخدرات أو تسلل الأشخاص بحثاً عن عمل. وأعتقد أن العمل الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي سيمنع الناس من محاولة التهريب".

أما في ما يخص محاولة التهريب الأخيرة فقال "كانت أكبر محاولة تهريب ويمكننا أن نرى أنها قد تكون مرتبطة بالانهيار الاقتصادي للبنان". مضيفاً "بينما كان التهريب على الحدود مستمراً منذ سنوات، يمكنني القول أن المحاولة الأخيرة كانت لتدر الكثير من المال".

تهريب أم عملية انتقامية؟
على أيّ حال، تشير الصحيفة الإسرائيلية أن كتيبة هيمليش استجابت لحوادث عدة على طول الحدود اللبنانية، في بعض الأحيان بنيران المدفعية، بما في ذلك ما حدث في منتصف شهر أيار المنصرم أثناء عملية "حارس الجدران"، عندما قام عدد من المحتجين اللبنانيين بإتلاف السياج الحدودي وعبروا إلى إسرائيل بالقرب من بلدة المطلة.

وبالعودة إلى محاولة التهريب الأخيرة، كشفت الصحيفة الإسرائيلية أن عناصر كتيبة هيمليش أطلقوا يوم الجمعة الماضي قنابل إنارة وقاموا بتفتيش المنطقة بعد رصد حركة مشبوهة. وقال الجيش الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت أنه تم التعرف على المشتبه بهم باستخدام "وسائل مختلفة، علنية وسرية".

وبينما شدد هيمليش على مدى تعقيد الوضع في لبنان، وأنه لا يستطيع أن يجزم بأن حزب الله يقف وراء التهريب، لفت أن "استخبارات الجيش الإسرائيلي دقيقة للغاية وتعرف من يقف وراء المحاولة".

وتابع "حزب الله ليس غبياً، ولهذا السبب ننظر دائماً إلى محاولات التهريب على أنها هجمات إرهابية محتملة. معركتنا ضد حزب الله هي قضيتنا المركزية".

بعد ذلك استطرد قائلاً "إضافةً إلى وقف تهريب المخدرات والأسلحة وإحباط محاولات التسلل، نحن مستعدون للقتال وللعمليات الإرهابية. هذا ما نفعله كجيش".

التهريب إلى إسرائيل
وفي السياق، بيّنت الصحيفة الإسرائيلية أنه تم إحباط ما لا يقل عن خمس محاولات كبيرة لتهريب المخدرات والأسلحة منذ بداية العام من قبل السلطات الأمنية الإسرائيلية. ففي شباط المنصرم، تم ضبط 12 كيلوغراماً من المخدرات في منطقة دوفيف واعتُقل أحد المشتبه بهم في إسرائيل. وفي مطلع نيسان، تم ضبط مسدسين و2 كيلوغرام من المخدرات في منطقة المطلة، مع اعتقال عدد من المشتبه بهم. وكذلك الحال في مطلع حزيران المنصرم عندما تم ضبط 15 مسدساً و36 كيلوغراماً من المخدرات مع اعتقال عدد من المشتبه بهم. أما في منتصف حزيران، فقد تم ضبط 12 مسدساً في منطقة المطلة واعتقال مشتبه به واحد في إسرائيل.

كما قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي إنه يعتقد أن الحاج خليل حرب، وهو مسؤول كبير في حزب الله، ينفذ عملية تهريب مخدرات وأسلحة عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان، ويمكن أن يكون وراء محاولة التهريب التي تم إحباطها يوم الجمعة الماضي وكذلك غيرها من المحاولات.

الجيش الإسرائيلي يحذر
يُذكر أن هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "مكان"، نقلت عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع، قوله إن جيش بلاده يستعد للتعامل مع انهيار محتمل للبنان وتدفق آلاف اللاجئين إلى داخل الحدود الإسرائيلية.

وأضاف المصدر أن الجيش الإسرائيلي يتخذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة احتمال انهيار لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف به. وأنه يتهيأ أيضاً لاحتمال أن تسفر الأزمة اللبنانية عن موجة نازحين كبيرة من الجنوب اللبناني إلى داخل الحدود الإسرائيلية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها