الأحد 2021/06/06

آخر تحديث: 11:34 (بيروت)

الانتخابات تبدأ باكراً: كم نائباً سيخسر التيار العوني؟

الأحد 2021/06/06
الانتخابات تبدأ باكراً: كم نائباً سيخسر التيار العوني؟
شعبية التيار ضعفت إلى حدودها الدنيا في المدن (الأرشيف، خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

ثلاثة أحداث كبرى طبعت العامين الأخيرين. انتفاضة 17 تشرين، الانهيار الاقتصادي والمالي، وانفجار الرابع من آب. أحداث حوّلت المزاج العام في لبنان بشكل متسارع إلى ناقم وحاقد على السلطة السياسية. مع ذلك، بقي هناك جماهير حزبية واسعة لا تزال تتبع قياداتها وستصوت لها في صناديق الاقتراع.

تدفق الأموال
والسؤال اليوم هو في مقاربة الأحداث من العام 2005 وحتى العام 20121. فمنذ أكثر من خمسة عشر عاماً، حقق المزاج العام في الساحة المسيحية تحديداً تسونامي ميشال عون. فكيف سيكون أثر أحداث العامين الأخيرين على مزاج المجتمع المسيحي تجاه تيار ميشال عون تحديداً؟

في الآونة الأخيرة، تحولت الأحزاب إلى خلية نحل تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة. إذ تشير المعلومات الصادرة عن شركات الإحصاء واستطلاعات الرأي المتخصصة، أن العمل بدأ.. وبدأت معه الأموال تتدفق تحضيراً للمعركة الانتخابية.

وكما جرت العادة منذ العام 2005،  تتركز الأنظار على الساحة المسيحية الأكثر تأثراً بالمتغيرات السياسية. فهل سيشهد فريق رئيس الجمهورية خسارة فادحة في كتلته النيابية؟

خسارة مقاعد ومعركة كسروان
بلغ حجم "تكتل لبنان القوي" تسعة وعشرين نائباً، قبل انفصال خمسة نواب عنه. فتحول إلى تكتل من أربعة وعشرين، بمن فيهم نواب حزب الطاشناق الأرمني الثلاثة والنائب الدرزي طلال أرسلان. وبالتالي، فإن حجم النواب المنتمين للتيار الوطني الحر هو عشرون نائباً. وعليه، يقوم التيار اليوم بورشة عمل كغيره من الأحزاب للمحافظة على هذا الرقم، رغم المخاطر التي تحيط بأربعة مقاعد بالكاد حصلت على الحاصل الانتخابي في دورة الانتخابات عام 2018، تحديداً في بيروت والشوف وجزين والكورة.

في قراءة لعدد من الدوائر الانتخابية، تقول المصادر المتابعة للجو الانتخابي إن شعبية التيار ضعفت إلى حدودها الدنيا في المدن، تحديداً في بيروت، حيث خسر كل شيء، خصوصاً بعد انفجار الرابع من آب. في الشوف، يعتبر التيار أنه يحافظ على عصبه. كذلك الأمر في عاليه، حيث له تواجد كبير. في جزين يضمن التيار مقعداً مقابل خطورة فقدانه المقعد الثاني. في بعبدا كذلك الأمر. ويُعتبر المتن من أكثر الأقضية المريحة للتيار الوطني. إذ يمكن له المحافظة على مقاعده، مقابل تراجع كبير في كسروان. ويدرك التيار ان لمعركة كسروان حيثية خاصة لأن رئيس الجمهورية تُوج زعيماً على المسيحيين من قلب كسروان. وتبدو اليوم كسروان أشبه بالكابوس للتيار، سيما وأنه خسر مرونة تحالفاته مع العائلات، بعد خروج النائب نعمت افرام من التكتل، واصطفاف النائب فريد هيكل الخازن في كتلة تيار المردة. يبقى للتيار في كسروان إمكانية التحالف مع منصور البون، الذي سبق أن أعرب عن استيائه من تجربته مع هذا الفريق في الدورة السابقة. ولكن قد تكون جبيل رافعة كسروان بالنسبة للتيار في الحاصل الانتخابي، رغم أن التوقعات تشير أنه سيحصل في جبيل على مقعد واحد فقط.

المعارك الطاحنة
في زحلة خسر التيار أيضأ مرونة تحالفاته مع فعالياتها، بعد خلافه مع أسعد نكد والنائب ميشال ضاهر وميريام سكاف. وبالتالي، عليه أن يبحث في كيفية تحصين تحالفاته، للمحافظة على الحد المقبول من وجوده النيابي. وفي الكورة حصل النائب جورج عطالله في الدورة الانتخابية الماضية على الحاصل الانتخابي "على القد"، يقول مصدر في التيار. وبالتالي، هناك خطر على المقعد في القضاء. وفي البترون يحافظ التيارعلى وجوده في مقعد النائب جبران باسيل، وسيخسر وجوده في زغرتا لانفصال النائب ميشال معوض عنه.

في المحصلة، يتوقع التيار الوطني الحر أن يخسر عدداً قليلاً من نوابه. لكنه سيحافظ على مرتبته كأكبر كتلة مسيحية. في المقابل، يتوقع خصوم التيار خسارة أكبر له، أي أن تصبح الكتلة أقل من عشرين نائباً، مقابل ارتفاع كتلة القوات إلى أكثر من عشرين نائبا. غير أن ذلك يحتاج إلى ما يشبه المعجزات في الساحة المسيحية، لأن الخارج من عباءة التيار لا يمكن أن ينضوي تحت لواء القوات اللبنانية.

على أي حال، وسط هذه القراءة سنشهد معارك طاحنة في الساحة المسيحية حتى تحسم انتخابات أيار 2022 من هو الذي سيملك التمثيل الأكبرفي الساحة المسيحية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها