لا وضوح لديه حتى الآن حول كيف ستكون التحالفات الانتخابية. مسيحياً، يبدو مطمئناً إلى حدّ بعيد، لكنه ينظر باهتمام بالغ إلى الساحة السنّية، في ظل توتر العلاقة مع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل: "جزء كبير من جمهور المستقبل أو البيئة السنّية يؤيد طروحات القوات السياسية، لكنه يلتزم بتيار المستقبل. ومن غير المعروف كيف ستسير العلاقة مع الحريري".
لا يهتم بعملية تشكيل الحكومة: "نتائج الفشل واضحة منذ الآن، ولا أحد في الخارج يبدي اهتماماً بلبنان. ثم كيف سيهتم الخارج بنا، ونحن لا نمتلك أي مشروع أو رؤية؟ نحن بأمسّ الحاجة إلى مشروع يشبه مرحلة 14 آذار، يمكن لدول الخارج أن تتلقفه وتدعمه. أما في حالة التشرذم والخلافات فسنبقى متروكين، ولا طرف خارجياً سيدعم حزباً وحيداً. بينما لو ننجح في بلورة تحالف مع السنّة والدروز والشيعة الأحرار، حينها يمكننا تسكير البلد انتخابياً وسياسياً، ونستعيد زمام المبادرة".
المرشح لرئاسة الجمهورية
نتائج الانتخابات كما يراها، ستفرضه مرشحاً طبيعياً لرئاسة الجمهورية، لكنه يقول: "أنا أقرأ بواقعية، وأعلم أنه لا يمكن لأي من هذه الأطراف أن يتفق معي. فلا يمكن القيام بأي ممارسة من الممارسات التي تقوم بها القوى السياسية راهناً لو أنا في موقع رئاسة الجمهورية. هذه القوى تشبه بعضها بعضاً، ولذلك تُنسج التفاهمات سريعاً فيما بينها، حتى وإن حصلت خلافات كبيرة. نحن عقدنا تفاهماً مع التيار الوطني الحرّ قبل تيار المستقبل. ولكن العلاقة تدهورت سريعاً لأنه لا يمكننا التفاهم على الآليات التي يعملون بها، بينما تطورت العلاقة سريعاً بين التيار الوطني الحرّ والمستقبل على الرغم من الخصومة التاريخية والكبيرة".
ماذا عن الإنتخابات الرئاسية المقبلة؟ وهل يمكن أن يفرض حزب الله باسيل مرشحاً أساسياً ويأتي به رئيساً للجمهورية؟ ينفي جعجع ذلك. ويقول: "لقد تجاوزا هذا الموضوع. ولا يمكن له أن يحصل. حزب الله يريد باسيل لاستخدامه ضد الآخرين، وضدنا بالتحديد، وسيدعمه في الانتخابات النيابية بمناطق عديدة، كجزين وجبيل وغيرها لتوفير نجاح نوابه. لكن هذا سيكون الدعم بحده الأقصى ليبقى مواجهاً للقوات".
إيران والأسد
لا ينسى رئيس حزب القوات من مراقبة التطورات الإقليمية والدولية، فيعتبر أنه بالحدّ الأدنى ستكون السنوات المقبلة أفضل، حتى وإن تم توقيع اتفاق نووي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، لأن واشنطن تصرّ بكل قوة على البحث في ملف الصواريخ البالستية والنفوذ الإقليمي، الذي لا يمكن أن يبقى على حاله، وسيتم تحجيمه عاجلاً أم آجلاً. والإدارة الأميركية واضحة في هذا المجال، بخلاف ما كان الوضع عليه أيام أوباما. حينها كان الأميركيون يقولون لنا إن الاتفاق محصور بالشق التقني النووي، أما في هذه المرحلة فالوضع مختلف.
كذلك، يستهزء بكل الكلام الذي يقال عن إعادة تطبيع العلاقات مع بشار الأسد. ويقول إن هذا الأمر هو أضغاث أحلام. ويسخر من الكلام عن عودة النظام السوري إلى لبنان، "فحتى العرب الذي يريدون عودة الأسد إلى الجامعة العربية يضعون شرطاً أساسياً هو الخروج من إيران، أو إخراج إيران من سوريا. وهو لن يكون قادراً على ذلك. لا يمكن للأسد أن يكون صاحب مستقبل في سوريا، هناك أسباب سياسية وأسباب أخلاقية، والموقف الأميركي ممتاز وواضح في هذا المجال، وهو عدم الإعتراف به أو بشرعيته، والإلتزام بالقرار 2254، أي الانتقال السياسي".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها