الثلاثاء 2021/06/29

آخر تحديث: 11:40 (بيروت)

إسرائيل تجهز لواءً جديداً للحرب مع حزب الله

الثلاثاء 2021/06/29
إسرائيل تجهز لواءً جديداً للحرب مع حزب الله
اللواء الجديد أُعيد تشكيله قبل أربع سنوات (الانترنت)
increase حجم الخط decrease

أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء التدريبات العسكرية واسعة النطاق التي أجراها "لواء كفير"، للتحضير لأي طارئ على الجبهة الشمالية مع لبنان. وتُعتبر هذه التدريبات الأضخم، والأولى من نوعها لهذا اللواء الذي أُعيد تشكيله قبل أربع سنوات ليختص في محاربة ما يصفه بالإرهاب، خصوصاً في الضفة الغربية، والذي تدّرب على المهارات المهنية كالقنص، والاجتياح والمحاربة داخل مناطق مأهولة وفي الأنفاق.

المناورة الأولى من نوعها
لا بد لنا أن نذكر في البداية أن "لواء كفير" تأسس عام 2005  كلواء مستقل تابع للشعبة 162 في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، كرد فعل على العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية. وهو متخصص في القتال في هذه الساحة. إلاّ أنه أُدخلت تعديلات على مهامه لاحقاً لتنفيذ عمليات تشغيلية في قطاع غزة.

وذكرت بعض الإحصاءات في عام 2019 أن اللواء مسؤول عن 70 في المئة من الاعتقالات في الضفة الغربية، وأنه تصدّر ألوية المشاة الأربعة في نسبة الانضباط الداخلي بين عناصره، واحتّل المرتبة الأولى من حيث عدد الجنود الذين ينتقلون منه للدراسة في كلية الضباط.

وقد أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي العام الماضي، بالتوافق مع هيئة أركان الجيش، عن تغيير مهام اللواء، ليصبح لواءً كبيراً مثل ألوية "غولاني" و"ناحال" و"جفعاتي". وليعمل في عمق أراضي أعداء تل أبيب على جميع الجبهات. وبالتالي، لم يعد جزءاً من قوات الجيش العاملة في الضفة الغربية كما كان مسبقاً. وبذلك تُعد هذه المناورة الأولى من نوعها، بعد تغيير مهام اللواء ليُصبح في صميم خطط الحرب مع لبنان.

المواجهة على جبهتين
شهدت تدريبات "لواء كفير"، التي استمرت لمدة أسبوع، اختبار قدرات وأسلحة جديدة بما في ذلك طائرات من دون طيار من أجل مواجهة "كل ما قد تشهده الحرب المقبلة"، إن كان ضد حزب الله أو في غزة والضفة الغربية.

ويشير الرائد غاي كوهين، ضابط العمليات في الكتيبة 92 التي تُعرف بكتيبة "شمشون" التابعة للجيش الإسرائيلي، في حديثٍ مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، أنه قبل التغييرات التي طرأت، كان اللواء الذي يتكون من خمس كتائب: كتيبة "نحشون" (90)، كتيبة "شمشون" (92)، كتيبة "حاروف" (93)، كتيبة "دوشيفات" (94)، وكتيبة "نيتساه يهودا" (97). يتمتع بقدرات أقل من الألوية الأخرى من ناحية القوة البشرية والأسلحة. واليوم مع التغييرات الجديدة، سيتمكن اللواء من المواجهة على الجبهتين الجنوبية والشمالية.

لبنان التحدي الأكبر
كجزء من الخطة الجديدة، سيخضع "لواء كفير" لتغييرات كبيرة في هيكله، وسيعمل كما سبق وأشرنا مثل ألوية المناورة الأخرى التابعة للجيش الإسرائيلي. وفي إطار هذه العملية، سيتلقى اللواء أسلحة جديدة، ويضم المزيد من العناصر، ويستحوذ على ناقلات جند مدرعة، وسيزيد من التدريبات، مع التركيز على محاربة العدو في مناطق القتال الحضرية.

ووفقاً للرائد كوهين، سيتم الانتهاء من التغييرات والاستلام والتدريب على مختلف الأسلحة بحلول نهاية عام 2022. مضيفاً  "التغييرات ستحول لواء كفير إلى قوة مشاة مناورة أكثر فتكاً، وهذا ما عملنا عليه خلال التدريبات".

واعتبر كوهين أن التدريبات الأخيرة للواء الإسرائيلي كانت في غاية الأهمية، لأن لبنان هو التحدي الأكبر للجيش الإسرائيلي، وحاكت التحديات الرئيسة التي من المتوقع أن يواجهها اللواء في حربٍ على الجبهة الشمالية، وكان على عناصره التعامل مع قوات العدو التي سلكت سلوك حزب الله في المعارك.

وتابع شارحاً  "كان الأمر صعباً للغاية، وكان الجزء المعرفي العقلي لا يقّل صعوبةً. فأن ننتقل من مهمة إلى أخرى في فترة زمنية قصيرة، يحّتم علينا العمل عقلياً على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".

في أتّم الجهوزية
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، قد وضع خطة تمتد لسنوات تُسمى "الزخم"، وتستهدف على وجه الخصوص إيران وحزب الله، التي تقوم على التدمير السريع لقدرات العدو والإزالة المنهجية والسريعة لهذه القدرات، سواء كانت مراكز قيادة أو قاذفات صواريخ أو مخازن أسلحة أو مستويات قيادة للعدو أو أفراداً قتاليين.

هذه الخطة المبنية على مفهوم الانتصار الجديد للجيش الإسرائيلي، تحمل شعار "الجاهزية والتغيير"، وتركز على تحسين القدرات الدفاعية والهجومية للجيش. ومبدأها التوجيهي هو كسب أي حرب مستقبلية في أسرع وقتٍ ممكن، وبعدد قليل من الضحايا. وهنا يأتي دور "لواء كفير"، الذي تم تكييفه مع تحديات حرب المدن. ويشرح كوهين ذلك بالقول "أثبتت التدريبات أننا يمكن أن نكون فتّاكين وأن نحدد مكان العدو ونحبط مخططاته سواء تحت الأرض أو في المناطق الحضرية".

وحول ما إذا كان اللواء جاهزاً للمعركة في لبنان ومستعد للالتحام في مواجهة مباشرة مع عناصر حزب الله، قال كوهين "نحن مستعدون لذلك، سنواجه مقاتلي حزب الله وسنقتلهم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها