وأضاف، "لبنان بحاجة إلى اتفاقية مع صندوق النقد الدولي، وليس هناك من أي وقت لتضييعه. ولبنان على حافة الوقوع في الانهيار المالي. وسأتابع مباحثاتي مع أعضاء آخرين من القادة اللبنانيين". وأصرّ بوريل على أن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساعدة "ولكن إزاء الظروف اللبنانية الحالية، قد نلجأ إلى أساليب أخرى منها العقوبات، مع أننا لا نحبّذ اللجوء إليها كحلّ".
وأوضح بوريل: "لبنان كان ملجأ لناس من دول تواجه الأزمات. ونحن مستعدون لتقديم دعم أكبر للبنان، وكل الدول التي تهتم باللاجئين. أزمة لبنان هي بسبب سوء الإدارة وليس بسبب عدد اللاجئين". وعن الانتخابات النيابية، قال، "على الانتخابات النيابية المتوقعة في 2022 أن تحصل في موعدها من دون أي تأجيل. ومستعدون لإرسال لجنة مراقبة، في حال طلب منا ذلك، لمراقبة الانتخابات والتأكد من أنها تتم بشفافية".
وعن انفجار مرفأ بيروت، قال بوريل: "على السلطات اللبنانية أن تقوم بالتحقيق بانفجار المرفأ وأن يصل التحقيق إلى نتائج بعد عام. لن نقدّم مساعدات أخرى إن لم تتشكل حكومة وتتم الإصلاحات المطلوبة". وأضاف: "نؤكد عدم رغبتنا بتطبيق العقوبات. وهذه الزيارة التي تحصل اليوم جزء من الجهود التي نبذلها لنرى كيف يمكننا المساعدة".
ورداً على سؤال عن إدراج عون على لائحة العقوبات، اعتبر بوريل أنه "لست مدعياً عاماً ولست هنا لأوجّه اتهامات، بل لأفهم أكثر طبيعة الصعوبات. وإجراءات العقوبات طويلة وتحتاج معلومات كثيرة. وهذه الزيارة هي زيارة صديق، لفهم طبيعة المشاكل ولوضع حل لها". وأضاف "في الوقت الحالي، لم يتم اتخاذ قرار بشأن العقوبات. وبحال تمّ فرضها، فذلك بهدف تحفيز السياسيين على وضع حلول".
وقد أكد عون أن التدقيق المالي الجنائي هو الأساس في مكافحة الفساد الذي تقف وراءه منظومة تضم مسؤولين وسياسيين واقتصاديين ورجال مال وأعمال. ولفت عون خلال لقائه الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزف بوريل، الى ان الإصلاحات هي المعركة الأساسية التي ستخوضها الحكومة الجديدة فور تذليل العقبات الداخلية والخارجية من أمام تشكيلها.
وقالت مصادر مطلعة على لقاء عون–بوريل، إن الضيف الأوروبي لم يأت على ذكر موضوع العقوبات، والرئيس عون شرح له الصعوبات التي تواجه عملية تشكيل الحكومة، وطلب منه مساعدة لبنان لناحية دعم الاتحاد الأوروبي للبنان في المجالات كافة. وأضافت، أن عون قال لبوريل "إن كانت لديكم رغبة بمساعدتنا في تشكيل الحكومة فنحن نرحب بذلك".
وينتظر أن يستكمل جولته، بلقاءات تشمل رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ومسؤولين حكوميين وعسكريين ومنظمات من المجتمع المدني، لكن المعلومات تشير إلى أنه لا يحمل في جعبته أي مبادرة جديدة بل إنه سيركّز على أهمية تطبيق المبادرة الفرنسية لأنها تُشكّل خشبة خلاص للوضع اللبناني.
ومن بعبدا توجه بوريل إلى عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، حيث جرى عرض مفصل وحوار صريح حول الوضع اللبناني بتشعباته وتداعياته لاسيما الازمة الحكومية، قدّم بري للموفد الاوروبي شرحاً مفصلاً لمبادرته الرامية لتجاوز الازمة الحكومية والمراحل التي قطعتها واين تقف الان.كما عرض بري ما أنجزه المجلس النيابي من قوانين إصلاحية وما هو قيد الانجاز في هذا الاطار لمواكبة الحكومة العتيدة في مهمتها الاصلاحية والانقاذية المنتظرة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها