الخميس 2021/06/17

آخر تحديث: 17:14 (بيروت)

المؤتمر الدولي لدعم الجيش: كي لا ينهار الكيان اللبناني

الخميس 2021/06/17
المؤتمر الدولي لدعم الجيش: كي لا ينهار الكيان اللبناني
مساعدة الجيش غذاء وطبابة وإمدادات لوجيستية (الأرشيف، المدن)
increase حجم الخط decrease

انعقد المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني، بدعوة من فرنسا ودعم من الأمم المتحدة وإيطاليا، وبمشاركة عشرين دولة. وأجمعت مختلف الدول المشاركة على ضرورة تقديم الدعم للجيش اللبناني، لمواجهة الأخطار المحدقة به، بسبب الأزمة المالية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان. ويأتي هذا المؤتمر ليعكس حجم الثقة الدولية بالجيش، بعد فقدان الثقة بالطبقة السياسية.

ركيزة الاستقرار
في بداية المؤتمر، توجهت نائبة رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، زينة عكر، توجهت بكلمة شكر، بالنيابة عن لبنان، شعبًا وجيشًا وحكومةً، إلى الجمهوريَّة الفرنسيًة على دعمها الدائم للبنان، خصوصاً منذ وقوع الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت، من خلال تنظيم مؤتمرين دوليين لدعم الشعب اللبناني. واعتبرت "إن مؤتمر اليوم هو عمل تضامني إضافي يقوم به المجتمع الدولي لدعم المؤسسة التي تشكِّل ركيزة الاستقرار في البلاد". وشكرت على وجه الخصوص وزيرة الجيوش الفرنسيَّة، فلورنس بارلي، على تنظيم هذا اللقاء بالتعاون مع  الدولة الإيطاليَّة التي شاركت في رعايته، ومنظمة الأمم المتحدة، الممثَّلة بشخص منسِّقها الخاص في لبنان وفرق عملها، على الأعمال التحضيريَّة التي أدَّت إلى عقد هذا المؤتمر. 

وأضافت: "لا بد من أنَّكم تطرحون سؤالَين: لماذا دعم الجيش؟ وكيف يمكن دعمه؟ يواجه لبنان أزمة متعددة الأوجه. والجيش اللبناني هو المؤسسة النموذجية التي تضمّ رفاق سلاح، هم شبان وشابات ينتمون إلى خلفيات مناطقية ودينية وثقافية متعدِّدة، وقد اتَّحدوا جميعًا تحت شعار الشرف والتضحية والوفاء". ولفتت إلى أن "الجيش اللبناني يعمل على جبهات عدَّة، نذكر منها: السعي الدؤوب والمتواصل إلى ملاحقة الخلايا النائمة، وكشف المخطَّطات والمؤامرات الإرهابية. وقد نجح الجيش اللبناني في اجتثاث البؤر الإرهابيَّة من الأراضي اللبنانية. كذلك مراقبة الحدود ومكافحة التهريب. على مدى السنوات الماضية، عمل الجيش اللبناني على تطوير قدراته بصورة مستمرة في مجال مراقبة الحدود، وبنى أبراج مراقبة على طول الحدود الشرقية. وأيضاً ضمان تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. إن تنسيق الجيش اللبناني مع قوات اليونيفيل ساعد على تذليل عقبات كبيرة على مدى السنوات الخمس عشرة الأخيرة. إضافة إلى تنسيق المساعدات الإنسانيَّة وتوزيعها وتسليمها في أعقاب انفجار الرابع من آب. لقد اضطلع الجيش اللبناني بدور محوري وناجح في هذا المجال".

وقالت عكر:"أثبت الجيش اللبناني مهنيَّة عالية جعلته يحظى بدعم الشركاء الدوليين جميعًا. وهو تعامل مع المدنيين وأسرى الحرب بمستوى عالٍ من المهنيَّة والإنسانيَّة. فضلًا عن ذلك، لطالما أتاح الجيش اللبناني إمكانيَّة تتبُّع مسار المساعدات، ونؤكِّد لكم أن المساعدات كافة ستمرّ عبر القنوات الصحيحة وسيتم التصرُّف بها بكل شفافية. وستكون التقارير النهائية متاحة عند التسليم للمستلم النهائي.. فالجيش يقوم بمشاريع تنموية وتوفير أجواء أمنية آمنة لتنظيم الأحداث المجتمعية والانتخابات، ما شكَّل أحد العوامل الرئيسية لتحقيق التلاحم الوطني وأدى إلى الالتفاف حول الجيش اللبناني.

اليوم، يرزح الجيش اللبناني تحت العبء نفسه مع الشعب اللبناني. فقدرته الشرائية تتلاشى، لكنَّ محبَّته للوطن واستقامته ونزاهته لم ولن تهتزّ. وهو يحتاج إلى دعم فعليّ لكي يستمرّ في أداء مهامه. يحتاج عناصر الجيش إلى دعم فعليّ لكي يتمكَّنوا من إعالة أسرهم التي تعاني جراء تدهور الأوضاع المعيشيَّة والاجتماعيَّة".

أما كيف يمكن دعم الجيش؟ فتقول عكر: سيقدّم العماد جوزف عون قائمة مفصَّلة بحاجات الجيش. وسيركَّز في تقريره على الأولويَّات الراهنة، التي خضع مضمونها لمناقشات مطوَّلة مع مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان ومعظم عواصم دولكم الكريمة.
وذكرت خطوط الدعم الثلاثة على المستوى الكلي:

- مساعدة الجيش من خلال توفير المواد الغدائية والمساعدات العينيَّة.

- دعم نظام الرعاية الصحية في الجيش اللبناني، مع العلم أن المؤسسة العسكرية تقدِّم حاليًا خدمات طبية لنحو 400000 عنصر (من ضمنهم الجنود وعائلاتهم) من خلال تأمين الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية، وأيضًا من خلال صيانة المعدات المتوافرة حاليًّا.

- تزويد الجيش اللبناني بقطع غيار لمعداته وأجهزته. ويتلاءم هذا مع البرامج التدريبية المستمرة التي تهدف إلى تطوير قدراته".

وختمت عكر: "وسط هذه المرحلة الفائقة الأهمية، وبالنظر إلى البيئة المضطربة والمتقلبة والمحفوفة بالشكوك التي تحيط بلبنان، لا يجوز أن يُسمَح بالتخلي عن الجيش اللبناني، أو بزعزعة استقراره جراء تراكم الأزمات، وأبرزها الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.

إنَّ دعم قوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى أمر ضروري كونها تتحمَّل هي أيضًا عبء الأزمة الاجتماعية والاقتصادية. وستكون الحكومة اللبنانية ممتنة إذا تمكَّن المجتمع الدولي من تقديم الدعم لهذه الأجهزة في أقرب وقت ممكن. إن الوحدة الوطنية اللبنانية التي تم تجسيدها في دعم الجيش اللبناني، إلى جانب التزام المجتمع الدولي بمساعدة جيشنا، تبعث الأمل في قلوبنا. ونحن نتطلع إلى تحقيق هدفنا المشترك، وهو دعم الجيش اللبناني الذي يشكِّل الضمانة لصون استقرار لبنان وأمن اللبنانيين".

قائد الجيش: لا حلول قريباً
في بداية كلمته نوه قائد الجيش العماد جوزف عون بأداء العسكريين الذين يواجهون هذه الظروف الصعبة بعزيمةٍ واصرارٍ وانضباطٍ وايمانٍ بقدسية المهمة، على رغم تدهور قيمة الليرة ما أدّى الى تدني قيمة رواتبهم بنسبة تقارب 90 في المئة. والنسبة عينها تنسحب على التغذية والطبابة والمهمات العملانية وقطع غيار الآليات".

أضاف: "يواجه الجيش أزمة اقتصادية غير مسبوقة ويبدو واضحاً انعدام فرص الحلول في الوقت القريب. وهو يحظى بدعمٍ وثقة محلية ودولية. لذا تزداد الحاجة اليوم أكثر الى دعمه ومساندته كي يبقى متماسكاً وقادراً على القيام بمهامه".

وحذّر قائد الجيش "من أن استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان، سيؤدي حتماً إلى انهيار المؤسسات ومن ضمنها المؤسسة العسكرية. وبالتالي، فإنّ البلد بأكمله سيكون مكشوفاً أمنياً، وأشدد على ضرورة دعم العسكري كفردٍ لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة إضافةً إلى دعم المؤسسة ككل".

وختم: "الجيش هو المؤسسة الوحيدة والأخيرة التي لا تزال متماسكة. وهي الضمانة للأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة. وأي مسّ بها سيؤدي الى انهيار الكيان اللبناني وانتشار الفوضى. ونؤمن بأننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بفضل عزيمة جنودنا وإرادتهم وبدعم اللبنانيين والدول الصديقة".

وفي مداخلة للمنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، جوانا فيرونيكا، أكدت فيها "أن الهدف من هذا المؤتمر هو دعم الجيش كي يبقى متماسكاً وفاعلاً، وأدعو إلى تلبية حاجاته الضرورية". إلى ذلك قال وزير الدفاع الايطالي: علينا الاستجابة إلى حاجات الجيش اللبناني من خلال تأمين متطلبات الدعم الاساسي له.

وأكدت ​وزيرة الدفاع الفرنسية​، ​فلورنس بارلي​، خلال المؤتمر الدولي الافتراضي لدعم ​الجيش اللبناني​، أن الجميع معني بأن يبقى الجيش اللبناني قادراً على القيام بمهامه في المحافظة على ​الأمن​ والاستقرار.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها