السبت 2021/06/12

آخر تحديث: 12:37 (بيروت)

حسان دياب وانفجار المرفأ: أنا ضحية

السبت 2021/06/12
حسان دياب وانفجار المرفأ: أنا ضحية
دخل الأهلي إلى السراي الحكومي ليكتشفوا أنّ ثمة رئيساً يضع نفسه في مصاف الضحايا (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، وقّع على مشروع مرسوم يقضي باعتبار 4 آب يوم حداد وطني. بعد مرور أكثر من 10 أشهر على انفجار مرفأ بيروت. قد يبدو الإعلان عن هذا الأمر اليوم محاولة تعويض بائسة عن الجريمة الواقعة. فالرئيس دياب كرّس هذه المحاولة من خلال طرح سلة من التساؤلات حول ما حصل في العنبر رقم 12، كأنه في موقع مواطن عادي يسأل. رجل، يترك منزله صباحاً متّجهاً إلى وظيفته، ويعود ليلاً ليستمع إلى نشرات الأخبار ويطّلع على ما يجري في البلاد من أحداث. الرئيس دياب، يسأل، كما المواطن العادي، الذي هجّره الانفجار من منزله أو جرحه أو قتل أخاً له أو أختاً. كأنّه من الطبيعي أنّ يسأل مسؤول برتبة رئيس حكومة الأسئلة الطبيعية التي يمكن للمواطن العادي أن يسألها.

تبجيل أهالي الضحايا
"أنتم أصحاب الجروح العميقة الذين خسروا أحباءهم، وكل تعاطف الدنيا لا يوازي خسارتكم ولا يعيد لكم أحباءكم". بهذه العبارة افتتح دياب لقاءه بوفد من أهالي شهداء المرفأ. أعلن تفّهمه المطلق لغضبهم المشروع، وكلّل كلمته بموقف حاسم يقول إنّ "ما حصل هو أحد نتائج الفساد في البلد، وأنا قلت سابقًا أن العنبر رقم 12 هو أحد عنابر الفساد المزمن التي انفجرت في البلد، وأنّ عنابر الفساد منتشرة في كل البلد، وهذا ما تبين لاحقاً".

حصرية مسؤولية الفساد
من الواضح أنّ دياب حصر جريمة 4 آب بالفساد. فأعاد التأكيد على أنّه "أقول، بكل شفافية، إنّ الفساد المستشري والذي يتحكّم بالدولة، هو المسؤول الأول عن انفجار المرفأ". وأضاف "رحم الله شهداءنا الذين اغتالهم الفساد في انفجار مرفأ بيروت". واعترف "الفساد هزمني لأنني كنت وحدي تقريباً في مواجهة اقتلاع الفساد من يومياتنا، لذلك نحن بحاجة إلى التكاتف كلنا حتى ننتصر عليه". حوّل دياب نفسه إلى ضحية أولى للفساد. قلب الصورة، أمام أهالي ضحايا فعليين سقطوا في الانفجار، وبات هو الضحية. الرجل هُزم.

أسئلة رئيس دولة
من موقعه المسؤول في رئاسة حكومة تتحمّل المسؤولية، كما غيرها من الحكومات المتعاقبة، طرح دياب الأسئلة حول الانفجار. قال إنّ "القضية الأساس هي في الإجابة على أسئلة تحتاج إلى أجوبة: كيف دخلت هذه المواد إلى لبنان؟ ومن سمح بإدخالها، علما أنّ دخولها كان يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء؟ وما هو هدف دخولها؟ ولماذا بقيت 7 سنوات؟ ومن استفاد منها؟ وكيف حصل الانفجار؟ هل هو بفعل فاعل؟ أم بسبب خطأ تقني؟ هل انفجار بهذا الحجم عفوي أو مفتعل؟ ولماذا لم يشكل وجود هذه المواد أي خطر على مدى 7 سنوات؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى أجوبة حتى نعرف الحقيقة".

باختصار، دخل أهالي ضحايا انفجار 4 آب إلى السرايا الحكومي بحثاً عن أجوبة، فخرجوا بالمزيد من الأسئلة. فاتوا ضحايا مباشرين، ليكتشفوا أنّ ثمة رئيساً يضع نفسه أيضاً في مصاف الضحايا. هو الرئيس نفسه، الذي تبيّن أنه أرجأ زيارة له إلى العنبر رقم 12 قبل أيام من وقوع الانفجار، وربما كانت تلك الزيارة كفيلة في إنقاذ مئات الأرواح. ربما، إلى الآن، لم يدرك الرئيس دياب إنه فعلاً ضحية، ضحية الأيادي التي رفّعته ونفخته ونصّبته رئيساً. والتاريخ لن يذكر إلا أنه في عهده، سقط الدولة والمؤسسات، انهارت الليرة والأوضاع المعيشية، انعدم الأمن الاجتماعي والفعلي. هو يعتبر نفسه ضحية، بين ملايين الضحايا يدفعون ثمن إدارته للبلاد. دياب كان يعلم بحال العنبر رقم 12، وكل من في سلطته كانوا يعلمون. فلا بد من العودة إلى ما خطّ على جدران المرفأ: دولتي فعلت هذا. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها