السبت 2021/06/12

آخر تحديث: 14:36 (بيروت)

اجتماع دار الفتوى: الحريري بحِمى "الطائفة" اعتذاراً أو بقاءً

السبت 2021/06/12
اجتماع دار الفتوى: الحريري بحِمى "الطائفة" اعتذاراً أو بقاءً
الاعتذار يراود الحريري بشكل كبير (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
شارك رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، في اجتماع  المجلس الشرعي الأعلى  في دار الفتوى، حيث كان في استقباله مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان. وبعد خلوة جمعته مع المفتي، انتقلا للمشاركة في اجتماع المجلس، الذي بحث في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة، ولا سيما ملف  تشكيل الحكومة.
ولدى مغادرته الاجتماع اكتفى الرئيس الحريري بالقول للصحافيين: "جئت إلى دار الفتوى واجتمعت بالمجلس الشرعي، وشرحت لسماحة المفتي وللمجلس ما جرى معي خلال الأشهر السبعة الماضية. وجرى حوار بناء ومهم خلال الاجتماع. البلد يشهد تدهوراً سياسياً واقتصادياً كل يوم. عيني على البلد وكذلك عين سماحة المفتي والمجلس. وما يهمنا هو البلد في نهاية المطاف. هذا فحوى ما دار خلال اجتماع المجلس، وان شاء الله نعود ونتكلم لاحقاً".

الاصطفاف السنّي
وحسب ما تشير المعلومات، فإن الحريري اتخذ قراره بالمشاركة في المجلس الشرعي الأعلى يوم الجمعة. وقد تواصل مع رؤساء الحكومة السابقين ووضعهم في أجواء مشاركته في هذا اللقاء. وكسب الرئيس المكلف صورة اصطفاف الطائفة السنّية خلفه من خلال اجتماع دار الفتوى، ومن خلال اللقاءات التي عقدها مع شخصيات سنّية غير محسوبة عليه سياسياً، أو مصنفة ضمن خانة المعارضين.

وتشير المعلومات إلى أن الحريري يبحث في كل الخيارات المطروحة أمامه، سواء بالبقاء على موقفه، أم بالمبادرة لعقد تسوية وتشكيل حكومة أو حتى الذهاب إلى الاعتذار.

لا تنفي المصادر أن الاعتذار يراود الحريري بشكل كبير، ولكنه يفضل اختيار اللحظة التي يراها مناسبة لذلك، وتحديداً بعد انسداد الأفق بشكل كامل أمام أي محاولة لتشكيل الحكومة. وفي ذلك، سيكون الحريري قد حصن نفسه سنّياً، ووضع عوائق أمام أي شخص قد يطمح لتشكيل الحكومة. فلا يتمكن من ذلك في ظل الموقف السنّي العريض والواضح. وكذلك الأمر بالنسبة إلى أي قرار مغاير قد يتخذه الحريري، ويكون بموجبه حصل على الغطاء الكامل من طائفته.

بين البقاء أو الاعتذار 
مصادر متعددة وأجواء متناقضة تتسرب عن الحريري، بعضها يشير إلى أنه يفكر بالاعتذار، والبعض الآخر يعتبر أنه لا يزال على موقفه ولن يتراجع أو يعتذر. هذا الانقسام كان بارزاً في إجتماع المجلس الشرعي. إذ أن بعض المشاركين دعموا بقاء الحريري على موقفه، ونصحوه بالتريث والإقلاع عن فكرة الاعتذار. أما البعض الآخر، فاعتبر أن الاعتذار هو أفضل الخيارات حالياً. ويمكن من خلاله المراكمة على المواقف لتحقيق ربح سياسي وانتخابي مستقبلاً.

يُفترض أيضاً أن يُعقد لقاء بين الحريري ورؤساء الحكومة السابقين. وذلك للبحث في كل الخيارات المفتوحة والمتاحة. وسيتم استعراض كل المراحل التي مرّت بها عملية تكليفه ومحاولاته لتشكيل الحكومة، بالإضافة إلى استعراض ما يمكن أن يلجأ إليه رئيس الجمهورية ميشال عون.
وتشير المعلومات إلى أن رؤساء الحكومة السابقين لا يريدون اعتذار الحريري، إنما يفضلون الاستمرار بمبادرة الرئيس نبيه برّي، والذي لم يتخل عن مبادرته، ولا يريد أن يفشل. وفي هذا الإطار، تكشف المعلومات أيضاً أن برّي أوصل رسالة إلى الحريري مساء يوم الجمعة، دعاه فيها إلى عدم التفكير بالاعتذار حالياً، والاستمرار بالسعي لتشكيل الحكومة.

وقد صدر عن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ما يلي: "استمعنا إلى الرئيس المكلف سعد الحريري الذي أطلعنا على العقبات التي تعترض تأليف الحكومة وهناك من يدفع الأزمة إلى الهاوية وهناك لامبالاة وعدم اكتراث وتخبّط عشوائيّ لدى المتحكّمين برقاب اللبنانيين".

أضاف: "لن نسمح بالمس بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف تحت أيّ حجّة ونؤكّد دعم الحريري انطلاقاً من الدستور المنبثق من الميثاق الوطني. هم غارقون في نرجسيّتهم الوهميّة ويرفضون مدّ يدهم إلى الأيادي الممدودة من وراء الحدود لإنقاذ لبنان من الغرق في دوامة الفوضى والإنهيار".

وتابع: "يهيّئون الأجواء لإثارة النعرات المذهبية والطائفية ما يعرّض لبنان للفوضى والبلد يتحوّل إلى عصر الجاهليّة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها