الثلاثاء 2021/06/01

آخر تحديث: 16:33 (بيروت)

زوجة "ملك الكبتاغون" تجلب إرهابيي "النصرة" إلى الطفيل

الثلاثاء 2021/06/01
زوجة "ملك الكبتاغون" تجلب إرهابيي "النصرة" إلى الطفيل
يقوم المسلحون التابعون لحسن دقو بترويع أبناء البلدة منذ مساء الإثنين (المدن)
increase حجم الخط decrease

تفاءل أهالي بلدة الطفيل اللبنانية منذ أسابيع بتوقيف حسن دقو، أحد مالكي شركة "سيزر" الذي ذاع صيته، خصوصاً منذ اعتقاله بتهمة الإتجار العالمي بالمخدرات ووصف بأنه "ملك الكبتاغون". فالرجل الذي اشترى 600 سهم من عقارات بلدة الطفيل، حاول أن يستولي على أسهمها المتبقية العائدة لمصرف لبنان بقوة الأمر الواقع، ما أدى إلى أحداث أمنية متفرقة في البلدة، تطور بعضها إلى إشكالات مسلحة مع الأهالي، وخصوصاً بعدما قام بجرف هكتارات من بساتينها، التي كانت تؤمن مداخيل سنوية لعائلات البلدة.

جرافات وآليات واعتداءات
ظن بعض من واجهوا اعتداءات دقو أن توقيفه سيحجم ممارسات "البلطجة" التي اتبعها في فرض إرادته على أبناء البلدة بقوة السلاح، خدمة لمشاريعه التي ينفذها من خلال شركة سيزر. إلا أن هذا التفاؤل لم يدم طويلاً. ففي حين كان أهالي الطفيل ينتظرون تجريد دقو من المكتسبات التي يقولون أنه حققها نتيجة لأعماله غير الشرعية، فوجئوا مجدداً مساء الإثنين، بعشرات الجرافات والآليات التي حضرت إلى البلدة، وباشرت بشق طرقات، متعدية على تصوينات منازل، وعلى شبكتي الهاتف والمياه، وذلك بمواكبة عشرات الأشخاص المسلحين، الذين ذكر أهالي البلدة أنهم تعرفوا إلى وجوه بعضهم، وهم ممن كانوا يعملون "مرتزقة" لدى جبهة النصرة، وخصوصا خلال معاركها في عرسال.

يوجه أهالي البلدة أصابع الاتهام إلى المحامية سحر م. زوجة دقو، التي يقولون أنها أصبحت الآمر الناهي منذ توقيف زوجها، ويتهمونها بأنها أحضرت إلى بلدتهم "إرهابيين" يقومون بترويع أبناء البلدة منذ مساء الإثنين. وقد هدد هؤلاء أهالي البلدة حتى يلازموا المنازل، ولوحوا بإطلاق النار على كل من تجرأ على رفع صوته إعتراضاً، أو حاول تصوير أفعالهم ونشرها، وصولاً إلى التلويح بتسليم من يتجرأ ويشتكي عليهم لدى السلطات القضائية اللبنانية إلى السلطات الأمنية السورية.

المرتزقة ينتشرون
وحسب الأهالي، فإن المسلحين الذين استعانت بهم شركة سيزر هم منشقون عن جبهة النصرة، وقد منحتهم شركة سيزر فرص عمل لديها بمبلغ شهري يوازي الألف دولار، يدفع فقط من أجل ترهيب أهالي البلدة وحملهم على مغادرتها.

ومن بين هؤلاء يذكر الأهالي كل من: حسين خليل ر. شقيقه قتل أثناء معارك الطفيل في "قبع الجفير"، الذي يقع على الحدود بين بريتال والطفيل. غ. دقو وكان من المقاتلين مع أبو مالك التلي، وأصيب ببطنه وعولج في المستشفى الميداني بعرسال، محمد عبد الكريم خ. والده قتل بعرسال بجبهة القلمون. ع. دقو الذي كان فاراً إلى مصر، ح. دقو، وم. دقو.

هؤلاء وغيرهم، حسب الأهالي، شوهدوا على أسطح المنازل، وفي شوارع البلدة يؤمنون مروراً سهلاً لآليات شق الطرقات منذ السابعة من مساء الإثنين، وعند محاولة الأهالي اعتراضهم صباح يوم الثلاثاء، لم يتوانوا عن رفع أسلحتهم حتى بوجه الأطفال والنساء.

وحسب أحدهم، فإن المسلحين حضروا من منطقة عسال الورد، وحوش عرب ورنكوس، مقنَّعين. وقد انتشروا بين البيوت في راس وادي أسود وراس المحفرة، وغيرها من المناطق، ما استفز الاهالي الذين تقدم بعضهم بشكوى لدى مخفر طليا، فيما اشتغلت الاتصالات مع مخابرات الجيش لحمل المسلحين على مغادرة البلدة، من دون أن تتحرك أي جهة رسمية لبنانية لوقف التعديات المستمرة حتى ظهر الثلاثاء.

وهذا الاعتداء ليس الأول وفقاً للاهالي. وقد تعرض بعضهم للتضييق عندما كانوا يحاولون زرع أراض بالحمص. وفي المرة الأولى عندما ادعى بعض الأشخاص على المعتدين، ووجهوا بإطلاق النار مباشرة على أملاكهم. بينما حضر الجيش فقط لالتقاط صور الأضرار التي خلفتها الاعتداءات. وبقيت نقطة انتشاره في محيط البلدة، بعيداً عن مواقع وقوع الأحداث.

مخطط تهجير
ومن هنا حاول لبنانيو الطفيل أن ينقلوا حنقهم على الدولة اللبنانية، التي اعتبروا أنها لم تبد اهتماماً بحمايتهم، فيما محاولات الاستيلاء على بيوتهم وأرزاقهم في الطفيل، مستمرة يومياً.

ولكن إذا كان الاعتداء الجديد قد فتح جرح أهالي البلدة من دولة لا تسأل عنهم في المحن، فإنهم كما بدا، لم ييأسوا من مناشدتها، أقله كما قال أحدهم، لتؤمن لهم انتقالاً سالماً من البلدة إذا كان هذا المقصود، وإلا فلتعمل على وقف التعديات وملاحقة المعتدين. إلا إذا كانت الدولة وبعض أجهزتها متواطئة مع المعتدين في الطفيل، حيث تزيد القناعة يومياً بمخطط تهجير أهلها اللبنانيين والاستيلاء عليها نهائيا من قبل الجهات السورية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها