الخميس 2021/05/20

آخر تحديث: 15:17 (بيروت)

بقاع حزب الله "ينتخب" الأسد وباصات عرسال تعود فارغة

الخميس 2021/05/20
بقاع حزب الله "ينتخب" الأسد وباصات عرسال تعود فارغة
الكثير من الباصات عادت فارغة من البقاع (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease
عكست مساحة البقاع صباح اليوم، بالتزامن مع إتمام "الانتخابات الرئاسية السورية" بسفارات الدول التي "شُتت" فيها الشعب السوري، مشهداً انقسامياً حاداً. فمن جهة، هناك من لا يزال مؤيداً للنظام، إلى حد المضي بولاية جديدة لرئيس دمر بلاده وقتل شعبه ويلغي صوت المعارضة فيها. ومن جهة ثانية، هناك من نأى بنفسه عن استحقاقات بلاده، مستسلماً لحالة إحباط عامة غرق فيها معظم معارضي النظام، بعدما فقدوا كل شيء كمواطنين في سوريا، ولم يربحوا لو "فرصة" تغيير شكلي في النظام ورأسه.

لجان ورابطة
وهكذا تبدل المشهد بين طرفي البقاع يوم انتخابات "رئيس سوريا" على الأراضي اللبنانية. فبدا النظام وأعوانه في لبنان أكثر ثقة بحجم المشاركة في محافظة بعلبك-الهرمل. وأمنوا للمشاركين كل التسهيلات الممكنة. فحُددت نقاط تجمّع، بدءًا من منطقة القصر في الهرمل وحتى حدود بعلبك مع البقاع الأوسط، فالتقى "الناخبون" الذين تم التواصل معهم مباشرة خلال الأسابيع الماضية، بواسطة "لجنة تنظيمية لانتخابات الرئاسة السورية" ورابطة "للعمال العرب السوريين" لم يتبين لهما أي دور سابقاً.

وقد عملت "اللجنة" و"الرابطة" على إجراء إحصاء بأعداد الناخبين، وكانت مهمتهما التأكد من توجه الناخبين جميعاً إلى السفارة السورية و"مبايعة" بشار الأسد للرئاسة.

سيف ذو الفقار
وانطلاقاً من الهدف المحدد سيق "سكان مخيمات بعلبك" بحافلات ووسائل نقل من مختلف الأحجام، رفعت على بعضها صور بشار الأسد مع عبارة "مكملين معك". لتبدو العملية كلها "منظمة" وتحت "السيطرة".

حاولت "المدن" التحدث إلى بعض الأشخاص الذين كانوا قد بدأوا بالتوافد إلى أحد النقاط منذ السادسة صباحاً. فقوطعت الإجابات بتدخل مواطن لبناني، يضع قلادة "سيف ذو الفقار". وقد تولى بنفسه الإجابة على كل الأسئلة التي طرحناها، ومن بينها عن شخصية الرئيس السوري الذي سينتخبونه. فأكد أنه حتى لو لم ينتخبه أحد، فهو الرئيس الأوحد لسوريا.

في بعض نقاط التجمع في هذه المحافظة، بدا المشهد مستنسخاً عن أول انتخابات شهدتها سوريا بعد اندلاع حربها، أي انتخابات سنة 2014، لمّا اصطحب البعض الأولاد والسيدات للهتاف لبشار الأسد.

عرسال بلا أسد
في المقابل انتهت معركة شد الحبال التي شهدتها عرسال إثر محاولة "تطويع صوتها" للأحزاب المناوئة للنظام ولا سيما حزب البعث، إلى غلبة الصوت المعارض في البلدة، على محاولة خلق أجواء انقسامية فيها. وقد وصفت مشاركة النازحين المقيمين في عرسال بالخجولة جداً، وشوهدت أعداد الحافلات التي أتى بها حزب البعث تغادر من دون ركاب.

البقاع الأوسط الحائر
وإذا كان المشهد المتوقع، أسدياً في بعلبك، حيث يتعرض كل معارض للنظام للنبذ والإبعاد، فإن المشهد في البقاعين الأوسط والغربي تلون ببعض التنوع، مع غلبة كفة معارضي النظام، وتجاهل انتخاباته في صفوف النازحين.

وعلى رغم الحديث عن لجان محلية عملت على تحفيز بعض النازحين ليشاركوا في الانتخابات، واستخدمت كل الإغراءات الممكنة، لم تحدد نقاط تجمع معلنة للذهاب إلى السفارة السورية. واقتصر وجودها في البقاع الأوسط على نقاط ثلاث متوقعة: واحدة في مكتب حزب البعث في جلالا، والثانية في شتورا حيث الغلبة للبيئة المؤيدة لحزب الله، والثالثة في تعنايل قرب مبنى يشغله مركز للحزب القومي، وآخر للحزب العربي الاشتراكي. وقد غادرت الحافلات المجهزة هذه المراكز شبه فارغة.

تكتم المخيمات
في المقابل ساد التحفظ داخل المخيمات. وفضل الكثيرون عدم التعليق عليها، لأن "السوري لا يفصح عن رأيه السياسي حتى أمام شقيقه"، كما قال أحدهم. وقد اختار بعضهم التهرب من الأسئلة حول حجم المشاركة.

وتدرّج الحديث عند محاولة استمزاج آراء المقيمين في مخيمات البقاع الأوسط، بين من قلل من أهمية الانتخابات أو حتى تجاهلها، وادعى بأنه لا يعلم بها. وبين من بدا متحفظاً، واسترسل لاحقا في الحديث عن المأساة التي تسبب بها النظام ورئيسه لشعبه.

معظم سكان هذه المخيمات لم يشاركوا في الانتخابات. ومن ذهب، فعل ذلك بتكتم شديد. والمشاركة الخجولة لا تتعلق فقط بالحملة التي شنت داخل المجتمعات المستضيفة، لتطلب بمغادرة كل سوري ينتخب بشار الأسد، معتبرة أن ذلك سبباً كافياً ليفقد صفة اللجوء، وإنما أيضاً بسبب تأييد معظم سكان المخيمات هذا الموقف.  

وحسب أحدهم، فإنه عندما يُدعى الشعب للانتخابات يكون ذلك لمحاسبة المسؤولين على أدائهم السابق، إلا في سوريا حيث يبدو النظام فوق أي محاسبة، على رغم المأساة التي تسبب بها لشعبه.

يقول أحدهم "لا قيمة لصوتنا في هذه الانتخابات"، وهي برأيه "فولكلور" يجب أن لا يحصل. مسترسلاً بالحديث عن واقع مؤلم يعيشه معظم السوريين الذين شردوا من منازلهم، وخسروا كل ممتلكاتهم، وتحولوا سكان شوادر لا تحميهم من برد الشتاء وحر الصيف.

وفاة في فان
أجواء "معارضة" الانتخابات في البقاع الأوسط، كادت تتطور الى إشكالات مع عابري طرقها المنتقلين من محافظة بعلبك. وقد سجل في سعدنايل اعتداء بالحجارة على فان كان يقل سوريين. وتحدثت المعلومات عن وفاة أحد ركاب الفان، وهو سوري مقيم في مشاريع القاع، بأزمة قلبية. لكن الإشكال طُوق فوراً بتدخل من القوى العسكرية التي انتشرت على الطرق، وحرصت على تدارك الحوادث، سواء لدى عبور مواكب الحافلات، أو عند عودتها إلى القرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها