الأحد 2021/05/16

آخر تحديث: 12:26 (بيروت)

الراعي: لا لاستباحة الحدود.. وحان وقفُ القتل والهدم بفلسطين

الأحد 2021/05/16
الراعي: لا لاستباحة الحدود.. وحان وقفُ القتل والهدم بفلسطين
لن نَقبَل استخدامِ الأراضي اللبنانية منصةً لإطلاقِ الصواريخ (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

دعا البطريرك بشارة الراعي السلطات اللبنانية إلى ضبط الحدود ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصة لإطلاق الصواريخ وتعريض لبنان إلى حروب جديدة. وتطرق لما يحدث في فلسطين قائلاً: لقد حان الوقتُ لوقفِ مسلسلِ العنف والهدم والقتل، وإقرارِ حلٍّ نهائيٍّ للقضيّةِ الفلسطينيّةِ.

وقف التهريب
وأكد في عظته، اليوم الأحد في 16 أيار، بمناسبة عيد سيّدة الزروع، أن الكنيسة تولي اهتمامًا خاصًّا بزراعة الأرض، لأنها تحقق الأمن الغذائي والمواد الأوليّة للمصانع الغذائيّة. وطالب الدولة بدعم القطاع الزراعي، وإعادة النظر بالاتفاقيات بهدف فتح الأسواق أمام الانتاج الزراعيّ اللبناني، مناشداً اللبنانيّين المنتشرين ومؤسّساتهم الاعتناء بتسويق المنتوجات الزراعية اللبنانية والمونة والمطبخ اللبناني.

ولفت إلى أن وفداً من مصدّري الخضار والمزارعين حضر لزيارته منذ أيام، للتعبير عن الأضرار التي لحقت بهم جرّاء منع دخول الإنتاج الزراعيّ اللبنانيّ إلى المملكة العربيّة السعوديّة. واعتبر أن هذا يقضي على المزارعين الشرفاء، مطالباً الدولة مراقبة البضائع التي تخرج من لبنان، فلا يستغلّها أصحاب الشرّ لتهريب المخدّرات على أنواعها.

وأضاف الراعي: نشهد المزيد من الانهيار الاقتصادي والماليّ والمعيشيّ والاجتماعي، والغلاء الفاحش في السلع والأدوية، حتى فقدان هذه الأخيرة، والتهريب والجشع والاحتكار، ولا سلطة إجرائيّة، ولا قضاء ولا مؤسّسات رقابة.

لن نقبل
وأعلن الراعي باسم جميع اللبنانيين عدم قبول إمعان الجماعة السياسيّة في قهرِ الناسِ وذبحِ الوطن، التفرّج على العُملةِ الوطنيّةِ تَفقِدُ أكثرَ من 85 في المئة من قيمتِها، وعلى اللبنانيّين يتسوّلون في الشوارع، ويتواصل الغلاءُ الجُنونيُّ.

وقال: لن نَقبَلُ بتاتاً أنْ تذهبَ أموالُ دعمِ السلعِ إلى المهرّبين والميسورين والتجار، ولا أنْ يَشتبِكَ المواطنون في المتاجرِ على شراءِ السِلع، ولا أن تُفقَدَ الأدويةُ والموادُّ الغذائيّةُ والوَقود.

ولن نَقبَلُ المسّ باحتياطيِّ المَصَرفِ المركزيِّ فتَطيرَ ودائعُ الناس. لن نَقبَلُ أنْ تَبقى المعابرُ البريّةُ الحدوديةُ مركزًا دوليًّا للتهريب، والمطارُ والمرفأُ مَمرَّين للهدرِ الموصوف. ولا استمرار الفسادُ في أسواقِ الطاقةِ والكهرباء، ويَدخُلَ لبنانُ عصرَ العتمة. ولا أنْ تهاجرَ الأدمغةُ اللبنانيّةُ والنُخبُ وأهلُ الاختصاص. ولا أنْ يُعتَّمَ على المرتَكِبين الحقيقيّين ويُبحَثَ عن أكباشِ محارق. ولا أن تُضربَ مؤسّساتُ الكِيان والنظام، ويَستمرَّ إسقاطُ النظامِ السياسيِّ والاقتصاديّ. ولن نَقبَلُ بتاتاً أن يُعزَلَ لبنانُ للإطباقِ عليه بعيدًا عن أنظارِ العالم.

تقاعس المسؤولين
ومن هذا المنطلق - أردف الراعي - يَتوجّب على المسؤولين تحريكُ مفاوضاتِ تأليف الحكومة. فالجمودُ السائدُ مرفوضٌ، وبات يُشكِّلُ جريمةً بحقِّ الوطنِ والشعب.

فبعض المسؤولين عن تأليفِ الحكومةِ يتركون شعورًا بأنّهم ليسوا على عجلةٍ من أمرهِم، وكأنّهم ينتظرون تَطوراتٍ إقليميّةً ودوليّةً، فيما الحلُّ في اللقاء وفي الإرادةِ الوطنيّةِ. وأيُّ تطوّرات أخطرُ من هذه التي تَحصُلُ حولنَا الآن؟ إنَّ المرحلةَ تَتطلَّبُ الاضطلاعَ بالمسؤوليّةِ ومواجهةَ التحدّياتِ وتذليلَها، لا الهروبَ منها وتركَها تتفاقم. وكلمّا ازدادت الصعوباتُ استَدْعت تصميمًا إضافيًّا.

فلسطين الأرض والهوية
وما يحصل بين إسرائيل والشعب الفِلسطينيِّ، اعتبره الراعي تَحوّلاً نوعيّاً خطيراً في مجرى الصراع على الأرض والهوّية. وما يَتعرّض له الفِلسطينيون يُدمي القلوب، لاسيّما أنَّ بين الضحايا أطفالًا ونساءً وشيوخًا. لقد حان الوقتُ لوقفِ مسلسلِ العنف والهدم والقتل، وإقرارِ حلٍّ نهائيٍّ للقضيّةِ الفلسطينيّةِ بعد ثلاث وسبعين سنةٍ من الحروبِ والدمار والمظالم الإسرائيليّة. إننا ندعو إسرائيل إلى الاعترافِ الجِدّيِ والصريحِ بوجود حقوقٍ للشعب الفلسطينيّ، وبأنّه يستحيل عليها أن تعيشَ بسلامٍ من دون القبولِ بدولةٍ فِلسطينيّةٍ قابلةٍ للحياة. فلا سلامَ من دون عدالةٍ، ولا عدالةَ من دون حق.

وتابع: ندعو السلطاتِ في لبنان إلى ضبطِ الحدودِ اللبنانية/الإسرائيليّة ومنعِ استخدامِ الأراضي اللبنانية منصةً لإطلاقِ الصواريخ. فحذار أن يَتورَّطَ البعضُ مباشرةً أو عبر أطرافٍ رديفةٍ في ما يجري، ويُعرضّون لبنان لحروبٍ جديدةٍ. فاللبنانيّون دفعوا جميعًا ما يكفي في هذه الصراعات غير المضبوطة. وليس الشعبُ اللبنانيُّ مستعدًّا لأن يُدمِّرَ بلادَه مرّةً أخرى أكثر مما هي مُدمَّرة. يوجد طرقٌ سلميّةٍ للتضامنِ مع الشعبِ الفِلسطيني من دون أن نتورّطَ عسكريًّا. فمن واجب لبنان أن يوالفَ بين الحيادِ الذي يَحفظُ سلامتَه ورسالته، ويلتزم في تأييدِ حقوقِ الشعبِ الفلسطيني.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها