الإثنين 2021/04/12

آخر تحديث: 15:33 (بيروت)

جبهة معارضة في 13 نيسان: خطوط تماس مع السلطة

الإثنين 2021/04/12
جبهة معارضة في 13 نيسان: خطوط تماس مع السلطة
تشكيل حكومة انتقالية مستقلة لوقف الانهيار الحالي والتحضير للانتخابات النيابية (المدن)
increase حجم الخط decrease
بعد مراوحة امتدت لنحو عام، في محاولة لجمع كل أحزاب ومجموعات انتفاضة تشرين في جبهة واحدة، بدأت معالم جبهات سياسية عدة ترتسم. فإلى جانب "جبهة المعارضة اللبنانية"، التي يفترض أن تطلق رسمياً في غضون نهاية الشهر الحالي، تطلق مجموعات وقوى معارضة المعالم الأولى لتشكيل جبهة سياسية معارضة أخرى، يوم غد الثلاثاء في الذكرى السنوية السادسة والأربعين للحرب الأهلية اللبنانية. 

مبادرة وجبهة سياسية
وخصت المجموعات الداعية هذه الذكرى للإعلان للرأي العام اللبناني عن ملامح برنامج سياسي إنقاذي للبلد، للعمل عليه مع كل مكونات الانتفاضة، وإبراز معالم المعركة الوجودية مع السلطة والمنظومة الحاكمة. فهي تريد رسم خط تماس وحيد في البلد يقوم بين مجموعات المعارضة كلها والمنظومة السياسية، وفق ما يقول عضو اللجنة التنفيذية في حزب "الكتلة الوطنية"، ناجي أبو خليل، لـ"المدن". 

ويضيف أبو خليل أن المجموعات المبادِرة (منها "تحالف وطني" و"بيروت مدينتي" و"المرصد الشعبي لمحاربة الفساد" و"منتشرين"، ومجموعات أخرى في المناطق) ستطلق مبادَرة إنقاذية تتعلق بتشكيل حكومة انتقالية مستقلة، تتخذ إجراءات ضرورية لوقف الانهيار الحالي، والتحضير للانتخابات النيابية، فضلاً عن توجيه نداء لتوحيد الصفوف لبناء جبهة سياسية ببرنامج سياسي وخريطة طريق واضحة لإنقاذ البلد. 

بدورها لفتت النائبة المستقيلة، بولا يعقوبيان، أن المجموعات الداعية تنسق وتعمل معاً منذ مدة على تلاقي أكبر عدد من المجموعات المعارضة، التي تفكر وتعمل وتثق ببعضها البعض، لتأسيس هذه الجبهة. فالهدف عدم الوصول إلى جبهة هشة تفرط أمام الاستحقاق الأول. لذا يعملون بطريقة يرضى عنها ويشارك فيها أكبر عدد من المجموعات.  

ضد حامي المنظومة
وحول هوية هذه الجبهة، تؤكد يعقوبيان أنها ستكون من صلب المعارضة الحقيقية في البلد. وبينما لم تتفق المجموعات على الهوية الاقتصادية بشكل تفصيلي، فالجميع متفق على أسس العدالة الاجتماعية والحوكمة الرشيدة للبلد، وبناء دولة المؤسسات والقانون. ونوهت أنه لا يوجد إلا بعض الاختلافات الطفيفة بين كل مجموعات تشرين، حول الوجه الاقتصادي للبلد. 

أما في الشق السياسي فالأمور متقدمة والتوافق شامل، كما تقول يعقوبيان. فالمجموعات متفقة على أن لبنان دولة حرة مستقلة ذات سيادة. وكذلك حول حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والسلطة الشرعية. فهذه أمور واضحة وليست بحاجة لأي نقاش. وتضيف أن حزب الله حمى المنظومة الفاسدة، وهو الراعي الأكبر لها، رغم أنه أقوى الضعفاء في هذه المنظومة. فلولا حزب الله لكانت المنظومة سقطت واقتلعتها الثورة من جذورها. فمنذ سقوط حكومة الحريري في الشارع، رسم حزب الله خطوطاً حمراء حول حول هذه المافيا الحاكمة. 

وتتريث هذه المجموعات في الإعلان عن الجبهة كإطار مكتمل. وذلك، في انتظار جمع أكبر عدد ممكن من المجموعات المعارضة. ووفق ممثلة "بيروت مدينتي"، ندى صحناوي، يوجد نحو 12 مجموعة (ربما يرتفع عددها إلى أكثر من 15 مجموعة) ستشارك في إطلاق النداء لتشكيل الجبهة السياسية. فإلى حد الساعة يوجد إطار للعمل على وضع البرنامج السياسي، وتوافق حول الخطوط العريضة والقواسم المشتركة، في انتظار انضمام المزيد من المجموعات لإطلاق الجبهة المفترضة. 

اختلاف في التوجهات
بدوره أكد أبو خليل أن هوية الجبهة وطنية، بمعنى أن تكون جامعة لكل اللبنانيين. ومعالم البرنامج السياسي سيكون واضحاً جداً لناحية الانقسام في البلد وسلاح حزب الله. فهدف المجموعات، العاملة على تشكيل الجبهة، هو بناء دولة سيدة وديموقراطية منصفة، لها قرار الحرب والسلم، وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني. لكن يوجد بعض الاختلافات بوجهات النظر حول كيفية الوصول لهذا الهدف، وحول الدور الإقليمي للحزب والاستراتيجية الدفاعية. ورغم هذه الاختلافات الطفيفة، هناك توافق عام، لم يكن متوفراً قبل 17 تشرين، حول دور حزب الله الداخلي في حماية المنظومة السياسية من خلال استخدام القمع، كما يقول. 

هل تشكيل جبهات متعددة سيسهل تحالف الجميع في المرحلة المقبلة؟ وفق يعقوبيان، المجموعات التي تعمل مع بعضها البعض لإنشاء الجبهة منسجمة بشكل تام على الصعيد السياسي. أما تحالف الجبهات فيتوقف عند كيفية تعاطيها مع بعضها البعض، ومدى اتفاقها على الرؤية السياسية. فالرؤية السياسية المشتركة أساسية لإنشاء التحالفات الانتخابية لاحقاً. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها