الأحد 2021/04/11

آخر تحديث: 14:28 (بيروت)

الراعي: لا تدقيق جنائياً قبل تأليف الحكومة

الأحد 2021/04/11
الراعي: لا تدقيق جنائياً قبل تأليف الحكومة
بينوا للجميع داخليا وخارجيا إنهم لا يريدون تشكيل حكومة لغايات خاصة في نفوسهم (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
كرر البطريرك بشارة الراعي مواقفه السابقة حول عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان وبالسيادة لمصلحة جميع اللبنانيين من دون استثناء، منتقدا المسؤولين اللبنانيين الذين بينوا للجميع داخلياً وخارجياً أنهم لا يريدون تشكيل حكومة لغايات خاصة في نفوسهم.

وحيّا الراعي، خلال ترأس قداس الأحد 11 نيسان في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي، مجموعة بكركي 2020، التي تعمل مع سواها من المجموعات على إعادة لبنان إلى مبدأ الحياد وعلى دعم المجتمع الدولي له. 

لا يريدون الحكومة
ولفت الراعي إلى أن "عيد الفصح مرَّ ولم يشكل المسؤولون المعنيون دستورياً الحكومة الجديدة الانقاذية كهدية للشعب في العيد. لكنهم خيبوا آمال اللبنانيين مرة ثانية، بعد الوعد الأول بتقدمة هذه الحكومة عيدية لعيد الميلاد. لكنهم آثروا قهر اللبنانيين مستعملين سلطتهم، وهي من الشعب. والعمل السياسي صار للهدم لا للبناء. وقد بينوا للجميع داخلياً وخارجياً إنهم لا يريدون تشكيل حكومة لغايات خاصة في نفوسهم وبكل واحد منهم. فالتقوا في مصلحة مشتركة هي التعطيل، وتركيع الشعب من دون سبب، لتجويعه وإذلاله وإفقاره وانتزاع الأمل من قلبه".

وأضاف: "لكن الشعب أقوى منهم بولائه للبنان، وبأخلاقيته ومناقبيته. هو أقوى منهم بصموده المحرر من أي ارتباط خارجي. ويقول لهم بلساننا أن أولوية الأولويات الآن تبقى تشكيل حكومة، لأن قيام حكومة كاملة الصلاحيات هو مفتاح الحل لبقية القضايا الأساسية، أكانت إصلاحية أم سياسية، أمنية أم اقتصادية، اجتماعية أم معيشية. ومن دون حكومة، كل كلام يبقى باطلاً، وتتعمق الانقسامات، وتتعمم الاتهامات، وتضرب هيبة المؤسسات الضامنة كيان لبنان. وحدها الإيجابية تخلص لبنان، وحده النبل يعيد الاعتبار إلى الحياة السياسية، وحده التجرد من المصالح يعيد الاحترام إلى الذات. ووحده التفكير بخير الرعية يعزز شرعية الدولة. وحده التركيز على الإنسان لا على الأشخاص يصالح المسؤول مع ذاته وشعبه. فالصلاحيات والقدرات والقوانين أنيطت بالسلطة لكي تكون أفعالا إيجابية تستعمل في الطريق المستقيم وفي الأهداف السامية وفي الخيارات الصحيحة".

التدقيق الجنائي
ودعا إلى تشكيل "حكومة للشعب من دون لف ودوران"، قائلاً: "ألفوا حكومة واخجلوا من المجتمعين العربي والدولي ومن الزوار العرب والأجانب. ألفوا حكومة وأريحوا ضمائركم".

وغمز من قناة رئيس الجمهورية بالقول: "إن جدية طرح التدقيق الجنائي هي بشموليته المتوازية لا بانتقائيته المقصودة. وأصلا، لا تدقيق جنائياً قبل تأليف حكومة. حري بجميع المعنيين بموضوع الحكومة أن يكفوا عن هذا التعطيل من خلال اختلاق أعراف ميثاقية واجتهادات دستورية وصلاحيات مجازية وشروط عبثية، وكل ذلك لتغطية العقدة الأم وهي أن البعض قدم لبنان رهينة في الصراع الإقليمي/الدولي. لا نريد العودة إلى أزمنة لبنان الرهينة والوطن البديل، فيما نحن على مسافة يومين من الذكرى السادسة والأربعين لاندلاع الحرب على لبنان في 13 نيسان 1975. كان يوما مشؤوما وكانت المقاومة اللبنانية".

تجويع الشعب
وأضاف: "ما نخشاه هو أن يكون القصد من تعطيل تشكيل الحكومة هو الحؤول دون أن تأتي المساعدات لإنقاذ الشعب من الانهيار المالي. فالبعض يريد أن يزداد الوضع سوءا لكي يفتقر الشعب أكثر ويجوع، فييأس أو يهاجر أو يخضع أو يقبل بأية تسوية، وتتم السيطرة عليه وعلى الدولة".

وختم بالقول: "أوقفوا إذلال الناس، أوقفوا المس بأموال المودعين من خلال السحب من الاحتياط. أوقفوا الهدر تحت ستار الدعم. ثقوا أيها المسؤولون، أن شعبنا لن يخضع، وأن أجيالنا لن تيأس. لن يرهب التهويل شباب الثورة الحضارية وشاباتها. قدرنا أن نناضل ونكافح لاستعادة لبنان من مصادريه وخاطفيه. وها أن الالتفاف الداخلي والخارجي حول مشروع حياد لبنان يتزايد، ويشكل مصدر أمل بالمستقبل وبصحة الخيارات التي نتخذها في سبيل لبنان. وها أن فكرة عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان تشق أيضا طريقها في المحافل الدولية، تفهماً ودراسة وعناية. نحن نتكلم بالحق وبالسيادة وبمصلحة جميع اللبنانيين من دون استثناء، نحن نتكلم باسم حرية الإنسان. نحن هنا لننقذ لبنان لا لندخل في متاهات وسجالات. نحن هنا لنوحد اللبنانيين جميعا حول لبنان بالمحبة والحوار والولاء. نحن هنا لنعيد الثقة بين كل مكونات لبنان وبين لبنان والعالم". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها