الثلاثاء 2021/03/09

آخر تحديث: 11:30 (بيروت)

حزب الله يحاور بكركي اليوم: "الحليف" لا يختصر المسيحيين

الثلاثاء 2021/03/09
حزب الله يحاور بكركي اليوم: "الحليف" لا يختصر المسيحيين
الحزب قاطع بكركي منذ زيارة الراعي الأراضي المقدسة (المدن)
increase حجم الخط decrease

عمر اللجنة المشتركة بين بكركي وحزب الله أكثر من عشرين عاماً. يوم شُكّلت، كانت تعنى بقضايا اجتماعية إنسانية محلية أو مناطقية أكثر مما هي سياسية بحتة. اليوم تغير الوضع، فأصبحت هذه اللجنة تناقش العناوين السياسية الكبرى. البعض لا يرى فيها ما يستحق الوقوف عنده، على اعتبار انها لم تنجز سوى تواصل فولكلوري طوال السنوات الماضية. أما أعضاؤها فتبدلوا من جهة حزب الله مع مرور الزمن. ومن تم تعيينه فيها في المرة الاخيرة لا يعتبر من مسؤولي الصف الأول في الحزب، ما قد يفسر تقليلاً من أهمية ما يمكن أن تحققه. والبعض الآخر رأى فيها على الأقل اعترافاً من حزب الله، أن هناك رؤية مسيحية أخرى غير تلك التي تتبناها بعبدا حالياً.

في مكتب حارث شهاب
اليوم، الثلاثاء هو موعد الاجتماع الأول، بعد قطيعة دامت أكثر من عام كامل للجنة المشتركة بين حزب الله وبكركي. الطرفان يعيدان أسباب هذه القطيعة إلى جائحة كورونا، إلا أن الكواليس تتحدث عن أكثر من ذلك بكثير. في الأروقة كلام عن أن حزب الله، ومنذ تحالفه مع العماد ميشال عون، حصر علاقته بالمسيحيين بورقة "تفاهم السادس من شباط" (مار مخايل). فأصبح تواصله مع المجتمع المسيحي محصوراً بحليفه، سيما بعدما كان الأخير يحصد أكثرية المقاعد المسيحية. تغيرت الأحوال وانعكست الأزمة السياسية والمعيشية على قدرة الأحزاب كافة في الحفاظ على شعبيتها، فأدرك حزب الله خطأ حصر علاقته بالمسيحيين بالرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. لذا، ستعود اللجنة المشتركة بين بكركي وحزب الله إلى الاجتماع في مكتب في منطقة الحازمية، يعود للمير حارس شهاب، وهو أحد أعضاء اللجنة، ممثلاً فيها الصرح البطريركي إلى جانب المطران سمير مظلوم.

الاتصال الهاتفي
يقول المطرن سمير مظلوم لـ"المدن" إن الاجتماع تقرر بناء على اتصال هاتفي بين بكركي وحزب الله، أعرب خلاله الحزب عن رغبته بعقد هذا الاجتماع، ونحن لبّينا الطلب. والهدف منه إعادة إطلاق الحوار حول المواضيع المطروحة حالياً. فمرحلة الانقطاع تخللتها مواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، تحديداً في ما خصّ حياد لبنان، والدعوة إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان تحت رعاية الامم المتحدة.

أما عن الفترة المديدة التي انقطع فيها حزب الله عن بكركي، فيقول مظلوم إن الحزب قاطع بكركي منذ زيارة الراعي الأراضي المقدسة، غير أن الاتصالات بين أعضاء اللجنة استمرت يومها.

من جهته يقول ممثل حزب الله في اللجنة، محمد الخنسا، لـ"المدن" إن الحوار مفتوح على كل العناوين بعقل إيجابي وعقل منفتح. وإن استئناف اللجنة اجتماعاتها يأتي بعد طلب الراعي ذلك عبر حديثه إلى صحيفة "النهار". ومواضيع النقاش مفتوحة، من زيارة البابا فرنسيس إلى النجف، وصولاً إلى مواقف البطريرك الراعي في المرحلة الأخيرة.

موقع رئاسة الجمهورية
قليل هو ما يمكن استصراحه من أعضاء اللجنة. ولكن توقيت انعقاد اجتماعها يحمل الكثير. فهو يأتي في اللحظة التي يتهم فيها البعض الراعي بترؤس فريق الرابع عشر من آذار بوجه رئيس الجمهورية الماروني، في إيحاء إلى معركة تخوضها بكركي ضد رئيس الجمهورية.

وتعليقاً على مدى حماية بكركي لموقع رئاسة الجمهورية لاعتبارات طائفية، يقول المطران سمير مظلوم: "لا خطوط حمر على مواقع طائفية معينة. فالبلد ينهار والمطوب تحمل المسؤولية من الجميع". وفي الكواليس، تأكيد على أن ما يتقدم اهتمامات بكركي في اللحظة راهنة ليس المحافظة على مواقع مارونية بقدر المحافظة على البلاد، لأن الكيان مهدد. هذا لا يعني أن بكركي ستقبل موضعتها في مواجهة موقع رئيس الجمهورية الماروني لتصفية حسابات سياسية. ولكنها ستسمي الأمور بأسمائها، لأن مسؤولية الأزمة تقع على الجميع.

البحث عن تفاهم
أما الإيجابية شبه الوحيدة من هذا المشهد، بعد خطاب الراعي وردود حزب الله، فهو كما تصفه المصادر المتابعة لمسار بكركي – حارة حريك، إدراك الطرفين أن لا أحد منهما وحده يختصر لبنان. والأهم هو إدراك حزب الله بأن حليفه المسيحي لا يختصر "الساحة" المسيحية. بل وجد حزب الله نفسه مجبراً على التعامل مع حالة مسيحية أخرى مختلفة معه، تحمل عناوين وهواجس مختلفة.

ومشهد اليوم يشبه إلى حد بعيد مشهد العام 2003-2005، والانقسام بين ساحتين خرقتهما لحظة إقليمية أحدثت التغيير. وبالتالي، أمام حزب الله اليوم خيار، إما الذهاب إلى حوار وتفاهم لبناني- لبناني، وإما رهان الجميع على لحظة إقليمية تُحدث التغيير.

الإساءة الإيرانية
إلى جانب العمل على عودة انعقاد اجتماع اللجنة، هناك استياء في بكركي من ما ورد في "قناة العالم" من إساءة للبطريرك الراعي. فلا اعتذار وصل إلى بكركي ولا توضيح. وحده وزير الخارجية شربل وهبة، طلب من السفير الإيراني الحضور إلى الخارجية لاستيضاح الأمر. لكن السفير لم يلبِّ الطلب! مصادر بكركي تقول إنه أمر منفصل عن عمل اللجنة، إلا أنه سيحضر حتماً في النقاش. إذ يمكن لحزب الله أن يلعب دوراً في رد الاعتبار ومحو الاساءة بحق الراعي، كبادرة حسن نية. كما يمكن أيضاً أن يعتبر نفسه غير معني بالقضية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها