وبالتزامن مع حدث بكركي، تحركت عبارة "الفيدرالية هي الحل" على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان واضحاً أن جهات مؤيدة للتيار العوني تعمل على شد العصب المسيحي من خلال هذين الشعار والطرح. لا سيما أن استطلاعات رأي كثيرة أجريت في الفترة الأخيرة، أوضحت حماسة المسيحيين إلى الفيدرالية. وبالتالي هي محاولة لحشر كل القوى المسيحية الأخرى، خصوصاً المؤيدة لخيار الطائف والدستور.
حزب الله والعونيون
لا ينفصل هذا الشعار عن نشاط واضح يقوم به التيار العونيّ، الذي يجد نفسه مجدداً في حضن حزب الله إلى أقصى الحدود. والحزب إياه أرسل موقفاً واضحاً للتيار: العلاقة بيننا تحتاج إلى تعزيزها أكثر فأكثر في المرحلة المقبلة.
وهنا يلتقي طرح الفيدرالية مع محاولات أخذ أي مؤتمر دولي يعقد لبحث الأزمة اللبنانية إلى ما يشبه مندرجات مؤتمر سان كلو في العام 2007: طرح صيغة النظام وبحثها مجدداً، والعمل على إحياء منطق المثالثة، حلاً وحيداً للأزمة القائمة.
وهذا يتقاطع مع معلومات تفيد بأن جهات دولية وديبلوماسية عاملة في لبنان منفتحة على مثل هذا الطرح. وقد تعتبر أن هذا الخيار هو الوحيد المتاح لحل الأزمة اللبنانية، وتتجنب إثارة مواضيع لها علاقة بسلاح حزب الله الذي يمثل موضع خلاف. وهناك أيضاً قناعة لدى بعض الجهات المحلية: الولايات المتحدة الأميركية، في ظل جو بايدن، لا تبدي اهتماماً أساسياً بمعضلات الشرق الأوسط، وخصوصاً لبنان.
وقد يكون الأنسب لأميركا بايدن اعتماد مثل هذه الحلول، على قاعدة إعادة تكوين السلطة بما يتلاءم مع موازين القوى. هذا فيما يكون التركيز الأساسي على المسائل الاستراتيجية: توفير حلول تنسجم مع المصلحة الإسرائيلية، سواء بترسيم الحدود أو بمسألة الصواريخ أو ضبط المعابر بين لبنان وسوريا.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها