قرداحي: إليكم استقالتي.. على أمل نجاح مساعي ماكرون

قدّم وزير الإعلام جورج قرداحي استقالته من منصبه الوزاري بعد ظهر اليوم، وثبّت القراءة القائلة إنّ قرار استقالته جاء تلبية لطلب فرنسي. فأشار قرداحي إلى أنه "قابلت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أيام، وأكد لي على أنّ الفرنسيين يرغبون في أن تسبق استقالتي زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الخليج". وأضاف قرداحي أنه تشاور "مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والحلفاء، وتركوا لي حرية اتخاذ الموقف المناسب". وأعلن قرداحي استقالته قائلاً إنه "قرّرتُ أن أتخلّى عن منصبي الوزاري لأنّ لبنان أهمّ منّي، ولا أقبل أن أُستخدم كسببٍ ‏لأذية اللبنانيين في دول الخليج. فمصلحة بلدي وأحبائي فوق مصلحتي الشخصية".

ضمانات فرنسية
وسأل الوزير المستقيل: "كيف يمكن تحميل شعبٍ بكامله مسؤولية كلام قلتُه بصدقٍ ومحبّة؟ لذلك وجدتُ من المنطق والواجب الوطني أن أرفض الاستقالة تحت هذا الظلم المتعمّد لأقول أولاً إنّ لبنان لا يستحقّ هذه المعاملة، وثانياً لأنّ في لبنان شعباً له حريته وسيادته ولشعبه عزّة نفسه". وأضاف: "أعتقد أنّ ميقاتي لديه ضمانات بأنّ الرئيس الفرنسي سيفتح الحوار مع السعوديين حول العلاقة مع لبنان. ولذلك فاتحني بالموضوع، وحرصاً مني على استغلال هذه الفرصة الواعدة مع الرئيس ماركون دعوتكم لأقول إنّ لبنان أهم من جورج قرداحي ومصلحة اللبنانيين أهم من منصبي". وأعرب قرداحي عن تمنيّه بأن تفتح استقالته الكّوة في الجدار نحو علاقات أفضل مع دول الخليج، مضيفاً أنّ بقاءه في هذه الحكومة أصبح عبثياً "لأنّني مُطالَب بالاستقالة، لذلك أصبح من الأفضل أن نترك مجالاً للمساعي الأخرى".

حرب اليمن ستنتهي
وأعاد قرداحي، خلال تلاوته بيان الاستقالة، التشديد على أنّ "حرب اليمن لن تستمرّ إلى الأبد وسيأتي يوم ويجلس فيها المتحاربون على الطاولة. وأرجو يومها أن يتذكّروا أن رجلاً من لبنان طالب بوقف الحرب في اليمن محبّةً باليمن والخليج ولبنان". وتطرّق إلى ما اعتبره "قصتي التي أصبحت معروفة"، مشيراً إلى أنّه "ليس من من داع لتكرار تفاصيلها والتطورات التي رافقتها. وللتذكير، فإنّ المقابلة تلك اجريت قبل أكثر من شهر من تعييني وزيراً للاعلام وما ورد فيها من مواقف لا تلزم الحكومة بشيء". قال إنّ حملة شعواء مقصودة فتحها بعض الإعلام في لبنان، "مصورةً ما قلته وكأنه جريمة بحق السعودية وسرعان ما انتقلت الحملة إلى الخليج".

مطلب الاستقالة
ورداً على سؤال حول مطالب دفعه للاستقالة، أكد قرداحي أنه عدا القوى السياسية ورئيس الحكومة وبعض زملائه الوزراء "طالبني البطريرك الماروني بشارة الراعي بالاستقالة، وسألت في حينه عن وجود ضمامات، فطلب مني بعض الوقت للإجابة ولم يعد إليّ بجواب". وعمّا إذا كان سيخوض الاستحقاق الانتخابي ويترشّح لمقعد نيابي في الانتخابات المقرّر عقدها في ربيع 2022، قال قرداحي "لا أعرف". وكان قرداحي قد وقّع كتاب استقالته قبل عقد المؤتمر الصحافي، وسلّم نسختين منه إلى قصر بعبدا والسرايا الحكومية.

زيارة الرؤساء الثلاثة
وبعد إعلان استقالته، توجّه قرداحي إلى بعبدا وثم السراي حيث سلّم الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي كتاب الاستقالة. ومن ثم زار عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري. وصدر عن ميقاتي بيان أشار فيه إلى أنه "أجرى اتصالاً برئيس الجمهورية ميشال عون عصر اليوم، بعيد تسلمه من وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي كتاب استقالته من الحكومة. وقد تشاور الرئيسان في الوضع وآخر المستجدات الحكومية". وتعقيباً على استقالة قرداحي، قال ميقاتي في البيان الصادر عنه إنّ "استقالة الوزير كانت ضرورية بعد الأزمة التي نشأت مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن شأنها أن تفتح باباً لمعالجة إشكالية العلاقة مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات حصلت في السنوات الماضية". كما أكد على أنّ "لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، ويتطلع إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وأمتنها بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا"، مشدداً على تطبيق ما ورد في البيان الوزاري لجهة تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية. كما أكد ميقاتي على "أن ما يجمع لبنان والسعودية من علاقات الأخوة التاريخية المتينة كفيل بتجاوز كل التباينات العابرة والملاحظات التي تحمل في طياتها عتب محب ليس إلّا، وكذلك الامر مع سائر دول مجلس التعاون الخليجي".

ضبط الحدود والتهريب
وشدد ميقاتي في البيان على أن "الحكومة عازمة على التشدد في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضبط الحدود البحرية والبرية ومنع كل أنواع تهريب الممنوعات الذي يضر بأمن الدول العربية الشقيقة وخصوصيتها، ولا سيما منها دول الخليج والسعودية بشكل خاص. والحكومة على استعداد لإنشاء لجنة مشتركة للبحث في كل الأمور والسهر على حسن تطبيقها". مجدداً رفض الحكومة "كل ما من شأنه الإساءة إلى أمن دول الخليج واستقرارها، وتدعو كل الأطراف اللبنانية إلى وضع المصلحة اللبنانية فوق كل إعتبار، وعدم الإساءة بأي شكل من الأشكال إلى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها".