بعلبك-الهرمل: تغيير إيهاب حمادة والقوات تدعم لائحة عشائرية

معضلة حزب الله في الهرمل
يواصل حزب الله نشاطه الانتخابي ويستعد لتغيير بعض الوجوه في مرشحيه. الثابت من المرشحين السنّة يونس الرفاعي (الأحباش) لأسباب تتعلق بانتخابات بلدية بعلبك، إذ لا يمكن للحزب الفوز ببلدية بعلبك من دون رافعة الأحباش. بينما المرشح السنّي الآخر غير محسوم، بعدما رفض رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري الترشح. لكن التغييرات ستطال بعض الوجوه الشيعية مثل النائب إيهاب حمادة، الذي يعترض على أدائه عدد كبير من مناصري الحزب في الهرمل. فإحدى مشاكل حزب الله الأساسية في المنطقة هي مع عشائر المنطقة مثل علوه وشمص وناصر الدين وغيرها، التي تطالب دوماً بأن يكون المرشح من العشائر، ويتم إرضاؤهم واقناعهم بمرشحين من العائلات بتدخل مباشر من أمين عام حزب الله حسن نصرالله. هذا ما حصل مع اختيار النائب السابق نوّار الساحلي ومع النائب الحالي إيهاب حمادة. صحيح أن آل حمادة ينظرون إلى أنفسهم أنهم أساس العشائر الحمادية، إلا أن عشائر الهرمل تنظر إليهم كعائلة وليس كعشيرة. ما يرجح تخلي حزب الله عن حمادة لإرضاء العشائر هذه المرة.  

نعمة إفرام يتراجع
في المرحلة السابقة دخل نائب كسروان نعمة إفرام على خط الانتخابات في بعلبك وتشاور مع بعض الشخصيات الشيعية لدعمها في تشكيل لائحة مكتملة، وعاد وتراجع ليقتصر الأمر على ترشيح حسن الحسيني، نجل رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، عن المقعد الشيعي في جبيل. فالحسيني عضو مؤسس لمشروع "وطن الانسان"، الذي أطلق افرام سابقاً، وحظوظ فوزه بالمقعد الشيعي كبيرة جداً، خصوصاً أن لائحة افرام وجبهة المعارضة اللبنانية في دائرة كسروان-جبيل تخطط للحصول على حاصلين انتخابيين أو أكثر. 

القوات والشيعة
بعض الشخصيات التي تواصل معها افرام سابقاً مضت في مشروع تشكيل لائحة في بعلبك-الهرمل وتتواصل مع القوى السياسية المعارضة لحزب الله في الدائرة. ووفق معلومات "المدن" ثمة مفاوضات جدية بين المرشحين الشيعيين، النقابي حسن مظلوم والشيخ عباس الجوهري، مع القوات اللبنانية لتشكيل لائحة مشتركة. فالجوهري معروف بمواقفه المناهضة لحزب الله ومظلوم خاض معركة انتخابات مندوبي رابطة الأساتذة الثانويين ضد الثنائي، واكتسح مع مجموعة من الأساتذة معظم المقاعد. وينطلقان من أن القواتيين هم أبناء المنطقة والتوافق مع القوات يكون على أساس إرساء قواعد العيش المشترك، الذي كان السيد موسى الصدر من السبّاقين إليه. ولا يمكن مخاصمتهم فقط لأنهم يناهضون مشروع حزب الله، الذي بات يلقى امتعاضاً واسعاً بين أبناء المنطقة والعشائر. 

لائحة مكتملة شيعياً
لكن تفاوض تلك الشخصيات الشيعية لا يقتصر على القوات بل يشمل مجموعات الثورة، التي لم تتحرك انتخابياً بعد، وحركة سوا للبنان، لرجل الأعمال بهاء الحريري. لكن تحرك الأخير ما زال خجولاً في المنطقة، ما يؤدي إلى انحسار دوره إما إلى دعم لائحة مشكلة من شخصيات شيعية وسنّية مدعومة بمرشحين مسيحيين للقوات اللبنانية، أو الانسحاب من معركة بعلبك-الهرمل، كما تقول مصادر مطلعة على المشاورات الانتخابية. 

العاملون على تشكيل لائحة شيعية معارضة يؤكدون أن الأسماء الشيعية باتت شبه محسومة وتضم شخصيات مستقلة ومن أصحاب المهن الحرة وعشائر وازنة في المنطقة. وهناك تفاوض مع شخصيات سنية أبرزهم من آل عز الدين والشل، مع ترك المقعدين المسيحيين للقوات اللبنانية في حال قررت دعم اللائحة. 

الحريري ينشط شيعياً
أما مصادر الحريري فتؤكد أن نشاط حركته كبير في المنطقة وخصوصاً في الساحة الشيعية. وقد رصد الأموال اللازمة لمساعدة سكان المنطقة بالحاجات المتعلقة بالتدفئة ومواصلات الطلاب إلى المدارس، فضلاً عن تنفيذ مشاريع إنمائية ومصانع صغيرة، سيعلن عنها الأسبوع المقبل. 

وتؤكد المصادر أن التحالف مع القوات مستحيل لأسباب سياسية وانتخابية. فبهاء يدعم شخصيات مسيحية معارضة في معظم الدوائر ولن يدخل في بعلبك في تحالفات متناقضة. كما أن لا مصلحة انتخابية للتحالف مع القوات التي تضعف إمكانية خرق لائحة حزب الله بمقعد شيعي. وهذا ما يركز عليه بهاء في تلك الدائرة.

وكشفت المصادر عن أن تواصل بهاء مع المكون الشيعي أساسي في هذه الدائرة. وباتت بعض الأسماء الشيعية محسومة: إحداها من بدنايل من آل سليمان، والآخر رئيس بلدية سابق مقرب من صبحي الطفيلي. وسنياً هناك مرشح من آل الصلح وآخر من منطقة الفاكهة، الخزان الانتخابي السني الأكبر بعد عرسال.