الخميس 2021/12/02

آخر تحديث: 11:48 (بيروت)

الشمال الثالثة: شرخ بين المجموعات والكتائب لصالح القوات وباسيل

الخميس 2021/12/02
الشمال الثالثة: شرخ بين المجموعات والكتائب لصالح القوات وباسيل
التناقضات بين القوى المعارضة أكبر من التوحد تحت شعار إسقاط جبران باسيل (المدن)
increase حجم الخط decrease
تراجع تفاؤل بعض قوى المعارضة والمجموعات في إمكانية تشكيل لائحة موحدة تضم حزب الكتائب وميشال معوض ومجد حرب ومجموعات من 17 تشرين، وبدعم سنّي في دائرة الشمال الثالثة، لخوض معركة "إسقاط جبران باسيل". فالتناقضات بين هذه القوى أكبر من التوحد تحت ذاك الشعار، ما يجعل القوات اللبنانية الأقوى في تلك الدائرة. 

وبعيداً من أن الصوت الاغترابي حاسم في تلك الدائرة، خصوصاً أن التقديرات تشير إلى وجود نحو 30 ألف مغترب تسجلوا في الخارج للاقتراع في هذه الدائرة (يشكلون أكثر من حاصلين انتخابيين فيها)، إلا أن التباعد بين القوى المعارضة يحول دون اجتماعها خلف ذاك العنوان "الفضفاض"، بسبب وجود تناقضات سياسية وانتخابية بينها.  

رفض سعادة
وفق مصادر متابعة، كان بإمكان المجموعات المعارضة في حال اتفقت مع حزب الكتائب وميشال معوض ومجد حرب ودعم من السنّة ونبيل مكاري في الكورة، الحصول على ثلاثة مقاعد، موزعة على واحد في زغرتا وآخر في الكورة والثالث في بشري أو البترون. والمتضرر يكون إما جبران باسيل في البترون أو مقعد النائب جوزيف اسحاق في بشري. لكن ما يحول دون ذلك هو التباعد بين القوى التقليدية (الكتائب ومعوض وحرب) من ناحية ومجموعات 17 تشرين المنضوية في تحالف شمالنا من ناحية ثانية. 

على مستوى القوى التقليدية، جرت محاولات لإقناع الكتائب بعدم ترشيح سامر سعادة في البترون، وتجيير الأصوات لمجد حرب، الأوفر حظاً بالربح. وهذا يؤدي إلى إسقاط باسيل في البترون، لأن المقعد الماروني الآخر مضمون للقوات اللبنانية. لكن سعادة رفض الأمر بشكل مطلق. لا بل إن حزب الكتائب هدد بالانسحاب والتحالف مع طوني فرنجية في زغرتا، وفق ما أكدت مصادر متابعة. وهذا ما جعل الكتائب يفرمل البحث في خيار الاتفاق مع المجموعات، والذي كان سيتم تحت شعار إسقاط باسيل. 

حرب يدعم المستقلين
تشبث سعادة بموقفه يؤدي إلى حصر خيارات معوض الانتخابية مع الكتائب، في ظل وجود رفض من مجموعات 17 تشرين التحالف معه. وهذا بدوره أدى إلى صرف حرب النظر عن إمكانية تأسيس هذا التحالف الانتخابي مع معوض والكتائب. لا بل أكد حرب لبعض المجموعات في 17 تشرين المنضوية في تحالف الشمال، أنه إذا رأى ضعفاً بحظوظ في الفوز فسيدعم لائحتهم المستقلة. ولن يقدم على الخطوة التي أقدم عليها والده بطرس في العام 2018 والترشح على لائحة فرنجية، ولا القوات اللبنانية، ولا حتى التيار الوطني الحر بطبيعة الحال.  

تحالف شمالنا
على مستوى تحالف "شمالنا"، المشكلة أعمق. قبل تشكيل التحالف كانت بعض مجموعات الثورة لا تمانع من تشكيل لائحة معارضة إلى جانب الكتائب ومعوض، تأتي من ضمن معارضة على مستوى لبنان، وخصوصاً إذا كانت المعركة في الشمال هي إسقاط جبران باسيل. فرغم التناقضات بين بعض المجموعات ومعوض والقوى التقليدية، كانت الخلافات ستنحى جانباً. لكن بعد إطلاق تحالف "شمالنا" بات من الصعب العودة إلى الوراء. وبالتالي قرر التحالف خوض المعركة كطرف مستقل، ويقوم بتعزيز حضوره في الدائرة، وفق ما تؤكد مصادر التحالف. 

وديعة القوات
وتشير مصادر مطلعة على عمل منصات تمويل ودعم القوى التغييرية (منصة نحو الوطن ومنظمة كلنا إرادة) في الشمال، أن خبيرة الشؤون السياسية والانتخابية في "نحو الوطن" شانتال سركيس أقنعت بعض المجموعات (قبل تشكيل تحالف شمالنا) أن بإمكانهم الوصول إلى حاصل وكسر أعلى في هذه الدائرة (1.8 من المقاعد) أي نحو مقعدين، وأن عليهم خوض الانتخابات بعيداً عن الكتائب ومعوض وحرب. وأبرزت لهم إحصاءات تؤكد أن المواطنين يرفضون القوى التقليدية ويريدون قوى تغييرية مستقلة. ودغدغت هذه الأرقام مشاعر بعض المجموعات، بينما كان هدف سركيس استخدام منصة "نحو الوطن" لعرقلة التواصل بين المجموعات ومعوض والكتائب. ليس هذا وحسب، بل حاولت فرض أحد الأشخاص على المجموعات للترشح في الكورة كمستقل، وتبين أنه وديعة للقوات اللبنانية، يريد الفوز تحت اسم المجتمع المدني، ليعود وينتقل إلى كتلة القوات، وفق ما أكدت المصادر. 

إحصاءات غب الطلب
وتؤكد المصادر أن الاحصاءات أتت غب الطلب، لأن سركيس لا تريد إحداث أي ضرر للقوات في مقاعد بشري، ولأن هناك مشكلة خاصة بينها وبين ومعوض منذ الانتخابات في العام 2018. فمعوض كان يريد الانضمام إلى لائحة القوات في العام 2018، لكن سركيس التي كانت مسؤولة الماكينة الانتخابية للقوات، ولاحقاً الأمين العام للقوات (تركت القوات لاحقاً)، فرضت شروطاً كثيرة على معوض. لذا، انزعج الأخير وذهب إلى خيار الانضمام للائحة باسيل، كي لا يقفل بيت معوض في زغرتا. 

عدم مس القوات
أما مشكلة سركيس الثانية فهي أنها تريد الكتائب خارج المعادلة السياسية للمجموعات المعارضة، سواء في الشمال أو في باقي المناطق. ففي جميع الإحصاءات أظهرت سركيس أن اللبنانيين من الجيل الشاب يرفضون الأحزاب التقليدية ويريدون التغيير. لكن الهدف كان ضرب الكتائب اللبنانية، بغية إضعافها وتقوية القوات اللبنانية، وليس قوى التغيير. فهي، وفق المصادر، تعمل على ضرب الجميع لتقوية القوات.

ورغم أن سركيس تريد تغيير معادلة الأغلبية الحالية في مجلس النواب وانتزاعها من حصة الثنائي الشيعي والتيار الوطني، ترفض اقتراب أي جهة من حصة القوات. وهذا ما دفعها إلى اللعب على تناقضات المجموعات، كي تزيد مستوى الشرخ بينها وبين القوى التقليدية مثل الكتائب ومعوض، في الدوائر التي تستفيد منها القوات. صحيح أن تشكيل لائحة واحدة في الشمال المتضرر الأول منها هو باسيل، لكن المتضرر الثاني سيكون القوات، قبل فرنجية. لأن القوات تخطط للحصول على المقعد الرابع هناك. والنتيجة كانت أن سركيس نجحت في عرقلة توحيد المجموعات والقوى المعارضة. 

تركت القوات عن قناعة
المجموعات التي تنشط مع منصة "نحو الوطن" أكدت أن سركيس تركت القوات اللبنانية عن قناعة. وسخرت من فكرة إقدام الأخيرة على تشتيت المعارضة وإبعادها عن القوى التقليدية لخدمة القوات، لأن مجموعات مثل "أسس" في زغرتا وأخرى في بشري والبترون ترفض هكذا تحالفات قبل دخول سركيس على خط دعم المجموعات في الدائرة.

وأكدت المصادر أن المجموعات التغييرية تضم ناشطين كانوا يناصرون الأحزاب في المنطقة. وأخذوا خيارهم هذا للابتعاد عن تلك الأحزاب. ومن غير المنطقي التحالف معها في الانتخابات. كما أن مناصري الأحزاب الذين ابتعدوا عن الكتائب والقوات والمردة والقومي والوطني الحر، وغيرها من القوى في هذه الدائرة، يريدون الاقتراع للوائح جديدة لا يوجد فيها مرشحين من هذه الأحزاب. وبالتالي، وفي حال شكلت المجموعات التغييرية لوائح تضم مرشحين من تلك الأحزاب، سيكون خيار من ترك الأحزاب إما العزوف عن الاقتراع وعدم المشاركة أو الاقتراع للأحزاب نفسها. وبالتالي مضي المجموعات في التحالف مع معوض والكتائب سيخدم القوات، لا المساعي التي تقوم بها "نحو الوطن" وسركيس. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها