الثلاثاء 2021/12/14

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

مصر تدخل مع الخليج وفرنسا: "موازنة" إيران وسوريا بلبنان

الثلاثاء 2021/12/14
مصر تدخل مع الخليج وفرنسا: "موازنة" إيران وسوريا بلبنان
تسعى السعودية إلى الحصول على موقف مصري يتفق مع توجهاتها في لبنان (Getty)
increase حجم الخط decrease
تنتفي الحلول الداخلية. فلا انفراجات يمكن للأفرقاء اللبنانيين تحقيقها. وتتجه الأنظار نحو الخارج. لبنان بمهب الرياح الإقليمية-الدولية. وهناك ضغوط إسرائيلية في اتجاه واشنطن، وزيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أبو ظبي.

الخليج يبحث عن أمنه
وتعقد دول مجلس التعاون الخليجي قمة في ظروف دقيقة وحساسة، كما يقول المسؤولون السعوديون، وبعد جولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على دول الخليج، تحضيراً للقمة ولترتيب المواقف المشتركة، ومدارها اهتمامات أربعة:

- وحدة الصف الخليجي وتعزيز المصالحة.

-البحث عن حلّ لأزمة اليمن.

-إيلاء الملف اللبناني أهمية، على ما ظهر في البيانات التي صدرت عن لقاءات بن سلمان مع الزعماء الخليجيين.

-رفع مستوى التنسيق مع مصر، والذي تجلى في زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى السعودية يوم الأحد.

وتحاول دول الخليج، ولا سيما السعودية، تحصيل موقف مصري داعم لتوجهاتها في المنطقة، ولا سيما في لبنان، وعلى طريق إنهاء حرب اليمن. ويأتي هذا بعد أجواء أميركية تحض الدول العربية على توفير مظلة أمان لنفسها بنفسها في مواجهة إيران، وفي مواكبة مسار التفاوض الإيران-الأميركي في فيينا، في حال تم الوصول إلى اتفاق نووي.

مصر والخليج وفرنسا في لبنان
يتأثر لبنان بهذه التطورات حكماً. ولذلك شهدت الساحة اللبنانية الكثير من المواقف السياسية المستنفرة أو المتوترة في الأيام الماضية بين طرفي الانقسام السياسي: حزب الله اتخذ مواقف تصعيدية، في مقابل مواقف أخرى لخصومه، في إطار ترقب الجميع ما تؤول إليه التطورات في المنطقة.

وتسعى السعودية إلى الحصول على موقف مصري يتفق مع توجهاتها في لبنان، ليس بالضرورة لجهة التصعيد والمواجهة، بل لإلزام الدولة اللبنانية بتنفيذ الإصلاحات بالأفعال وليس بالأقوال، على حد تعبير وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.

ولا شك في أن لمصر وزنها في لبنان، في حال قررت التنسيق مع الخليجيين والفرنسيين لإرساء نوع جديد من التوازن على الساحة اللبنانية. وعندما يدخل العامل المصري في هذه المعادلة، لا بد لإيران وللنظام السوري من وقفة جدية حيال هذا التطور، الذي يتصل بزيارة المبعوث الأممي إلى سوريا غي بيدرسن، ولو وضعت في خانة زياراته الدورية، وتعريجه إلى لبنان.

وقد يكون بيدرسن حمل رسائل حول آخر تطورات الوضع السورين الذي يعاني من انسداد سياسي واضح، في ظل عدم الاتفاق على آلية موحدة للدستور. هذا بعدما بدا النظام السوري وكأنه التقط أنفاسه في المرحلة الأخيرة، وصار قادراً على العودة إلى التأثير في التطورات اللبنانية.
وهناك قناعة واضحة لدى جهات لبنانية، منها عون وباسيل، بضرورة الانفتاح على دمشق والتحضير لزيارتها.

لكن أي طموح سوري لإعادة فرض وقائع جديدة في لبنان، يصطدم بالحركة الخليجية- المصرية القادرة على فرض توازنات جديدة، تمنع النظام اللبناني من الذهاب بعيداً من توجهات العرب، خصوصاً أن مصر أصبحت في المقدمة.

هذا إلا إذا كان هناك رأي آخر يقوم على إقناع قوى كثيرة بأن المدخل الأساسي للتأثير في لبنان يجب أن ينطلق من سوريا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها