الإثنين 2021/11/08

آخر تحديث: 18:02 (بيروت)

هوكشتاين يحدد آذار مهلة نهائية للاتفاق.. وإسرائيل غير مهتمة

الإثنين 2021/11/08
هوكشتاين يحدد آذار مهلة نهائية للاتفاق.. وإسرائيل غير مهتمة
وضع هوكشتاين سقفاً زمنياً للاتفاق (Getty)
increase حجم الخط decrease
انصبّت لقاءات المبعوث الأميركي للطاقة عاموس هوكشتاين مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، ومسؤولين أمنيين إسرائيليين مختصين بملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، على جوانب تقنية في قضية النزاع اللبناني-الإسرائيلي، إلى جانب الاستماع إلى رواية إسرائيل حول الموضوع.

مقترح وسط
وأفاد مصدر موثوق لـ"المدن"، أن المبعوث الأميركي أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أنه باقٍ في مهمته "وسيطاً في ملف الترسيم" حتى آذار المقبل؛ ما يعني أن الحديث إما عن حل أميركي جاهز بصفته "الوسط" بين الشروط اللبنانية والأخرى الإسرائيلية، أو أنه ناقش مجموعة من المقترحات، تمهيداً لبلورة المقترح النهائي الذي يعكف على بلورته قريباً.

وحسب المصدر، فإن هوكشتاين شدد على أنه في حال عدم حصوله على موافقة إسرائيلية، أو لبنانية، على مقترح "الحل الوسط"، مِن الآن وحتى التاريخ المذكور من العام الجديد، أي قبل الانتخابات النيابية اللبنانية، فإنه سينسحب من مهتمه. ووفق معطيات "المدن"، سيواصل هوكشتاين لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين حتى غد الثلاثاء. كما سيعود إلى المنطقة، ضمن جولات مكوكية بين لبنان وإسرائيل، خلال الفترة المحددة للمهمة.

وبينما يسود التعتيم الكبير على حيثيات ما دار في لقاءات المبعوث الأميركي مع الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين ذوي العلاقة بملف الترسيم، فإن ترجيحات تتحدث عن أن "مقترح الوسط الأميركي" يدور حول تخيير بيروت وتل أبيب بين "نموذج للحل، شبيه بذلك المستخدم لحل النزاع الكويتي-العراقي في ستينيات القرن الماضي"، ويقضي بأن تكون منطقة النزاع "مُحايدة"، لا تتبع سيادتها لأي طرف، مع تمكين شركتين أميركية وفرنسية من العمل بها، حيث تتولى الشركتان مهمة توزيع الأرباح بين الطرفين، وحل آخر، مبني على توافق مشترك بين لبنان وإسرائيل على ميزان حسابي دولي واحد، لتقسيم الحدود المائية.

فرصة نادرة؟
ويقصد هوكشتاين من وضعه سقفاً زمنياً للاتفاق، أو رفع يد أميركا من ملف الترسيم البحري والبري بين لبنان وإسرائيل، هو ممارسة الضغط على بيروت وتل أبيب، عبر القول إن "الفترة الممتدة لما قبل الانتخابات النيابية اللبنانية، تمثل فرصة نادرة لن تتكرر، لإنجاز شيء بملف الترسيم. فإما أن يتم استغلالها أو الندم". وربما إدراكاً منه، أنه بعد مضي فرصة الأشهر الأربعة المقبلة من دون حل، فإن هذا سيمثل قناعة راسخة، بأن استمراره في مهمته، عبارة عن "مضيعة للوقت".

ويتضح من الجدول الزمني، المُحدد أميركياً، أن واشنطن تعمل وفق منهجية جديدة لإحداث اختراق في ملف الترسيم، مختلفة عن آلية المفاوضات السابقة، تقوم على حلّ مُهندَس أميركياً، ويتم فرضه على الجانبين لقبوله.. وإلا، تنسحب واشنطن من المهمة.

مناخ جديد
لكنّ المؤسسة الرسمية في إسرائيل تتعامل مع زيارة عاموس هوكشتاين، وكأنها مجرد محاولة أميركية لن تنجح. ومما هو واضح، فإن المسؤولين الإسرائيليين لا يتحدثون كثيراً عن الموضوع في الإعلام؛ لسببين: الأول، أن إسرائيل لا تريد إثارة الملف بطريقة تُحدث نقاشاً داخلياً محتدماً في إسرائيل، من شأنه أن يقود إلى تصعيد مع واشنطن، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بضغط أميركي للقبول بصيغة حل معينة، تعتبرها تل أبيب وكأنها محاولة أميركية لجعل ملف الترسيم، وسيلة ممهدة للتفاوض الأكبر مع إيران بشأن ملفها النووي.
وأما السبب الثاني، فهو أن اسرائيل ما زالت تعدّ موضوع ترسيم الحدود مع لبنان حاجة غير ملحة، بالنسبة لها، لا تضطرها إلى القبول بأي ضغط أميركي؛ ذلك أن إسرائيل تمتلك العديد من مصادر الطاقة التي تستثمرها، على عكس لبنان، الذي لا يُمكن له أن يخطو أي سنتيمتر واحد بهذا الاتجاه من دون اتفاق مع إسرائيل.
وتقول مصادر "المدن" إن خلفية التحرك الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية في هذا التوقيت، تعود إلى اهتمام الإدارة الديموقراطية باستقرار لبنان وعدم انهياره، ضمن مناخ جديد، يعيد طرح ملف الطاقة في سياق الحوار الأميركي-الإسرائيلي الشامل لعدة ملفات إقليمية. إذاً، ملف الترسيم هو جزء من كل.

ويستند هذا المناخ إلى سياسة مستجدة، تنادي بتحقيق الاستقرار في المنطقة، تمهيداً للعودة لإطار توافقي مع إيران، والحفاظ على العلاقات مع الدول العربية، في ظل حضور سياسي أميركي أقل من ذي قبل، وتركيز الجهود الأميركية أكثر نحو ما تسميه الخطر الصيني.
وقال الباحث الإسرائيلي مردخاي كيدار في تعليق إذاعي، إنه يعتقد أن الأميركيين وضعوا صيغة مسبقة لحل يتم فرضه على إسرائيل ولبنان، ما معناه أن واشنطن لديها تصور حول خط النهاية، الذي يمكن الوصول إليه في ملف الترسيم البحري والبري. 
وتابع: "هُم هنا، للضغط على الجميع لطي الملف، وإعادة التركيز على القضايا الكبيرة مثل العودة للاتفاق النووي الإيراني. وإسرائيل تعرف جيداً المُراد الأميركي، لذلك هي لا تتحدث كثيرا في الموضوع، كي لا تثير غضب واشنطن".

وتدعي أوساط إسرائيلية أن "أربع جولات من اللقاءات بين ممثلين إسرائيليين ولبنانيين في مفاوضات الترسيم، أثبتت مدى تأثير حزب الله، الذي كان يدفع الوفد اللبناني إلى المجيء بشروط جديدة في كل لقاء، الأمر الذي أفشل المفاوضات"، حسب المزاعم العبرية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها