الثلاثاء 2021/11/30

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

بيروت الثانية: المخزومي ينطلق وبهاء يستقطب عائلات "المستقبل"

الثلاثاء 2021/11/30
بيروت الثانية: المخزومي ينطلق وبهاء يستقطب عائلات "المستقبل"
كل اللوائح المعارضة التي قد تشكلها المجموعات تنتهج خطاب "السيادة" ضد حزب الله (فادي ابو غليوم)
increase حجم الخط decrease
قوى المعارضة، أو القوى البديلة عن أحزاب السلطة في دائرة بيروت الثانية (11 مقعداً، بينها إثنان شيعة، وواحد درزي، ومثله إنجيلي، ومثله أيضاً ارثوذكسي) مشتتة بين المجموعات المتعددة. وإمكانية ذهابها لتشكيل لائحة واحدة شبه مستحيل. 

لوائح متعددة
عودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لتشكيل لائحة للتيار الأزرق، لتقاسم مقاعد بيروت مع لائحة الثنائي الشيعي والأحباش، أقرب إلى "الواقعية السياسية" من إمكانية ضم جبهة المعارضة اللبنانية وحزب الكتائب والمجموعات القاعدية مثل لحقي وشبكة مدى، ومجموعات أخرى مثل بيروت مدينتي والمرصد الشعبي لمكافحة الفساد والأحزاب الجديدة مثل "لنا"، وغيرها، في لائحة واحدة. 

المشهد الحالي يجعل من بيروت الثانية أقرب إلى تشكّل ثلاث لوائح معارضة، إضافة إلى لائحة النائب فؤاد مخزومي ولائحة حركة سوا للبنان لبهاء الحريري الذي بات غريماً لشقيقه سعد. 

والحال، سيرتفع عدد اللوائح في بيروت إلى أكثر من تسع لوائح شاركت في المنافسة في انتخابات العام 2018، وخصوصاً إذا لم يعد سعد الحريري إلى بيروت. ففي هذه الحالة، ستفتح شهية كل شخصية قادرة على استقطاب بضعة آلاف الأصوات لتشكيل لائحته الخاصة. 

المنافسة داخل اللائحة
مشكلة القانون الحالي لناحية الصوت التفضيلي تجعل من الصعب على المعارضين التوحد في لائحة. فكل مرشح لديه إمكانيات المادية يشكل ماكينته الانتخابية الخاصة، ويصبح منافساً لمرشحي اللائحة عينها، كما حصل في انتخابات العام 2018، مع المرشح حسن سنو على لائحة كلنا بيروت، ما أدى إلى التباعد مع المرشح إبراهيم منيمنة، الذي نال "الأصوات المدنية" في العاصمة، وحصلت لائحته على نحو 6 آلاف صوت، أي بأقل بنحو ألف صوت عن لائحة الجماعة الإسلامية، التي ضمت مرشحين مثل صلاح سلام ونبيل بدر (نادي الأنصار). 

خطاب السيادة
الجميع يتفاوض مع الجميع باستثناء المجموعات القاعدية، التي هي حالياً أقرب إلى دعم منيمنة. بينما المجموعات التي تنشط في جو جبهة المعارضة اللبنانية فتعمل على استقطاب شخصيات بيروتية لها حيثيتها. ويتم التداول بأسماء كثيرة لكن لم تحسم بعد. وتتواصل مع منينمة لتشكيل لائحة. 

كل اللوائح المعارضة التي قد تشكلها المجموعات، باستثناء قوى الممانعة من خارج الثنائي الشيعي، تنتهج خطاب "السيادة" بمواجهة مشروع حزب الله. فالتعويل هو على استقطاب الشارع السنّي المحبط، بعد كل الخطوات والتسويات التي قام بها سعد الحريري. لكن الملفت في التحضيرات الحالية، أن العديد من المجموعات والقوى أجرت بعض الاستطلاعات العامة والخاصة ونتائجها محبطة. 

سنّة بيروت المحبطون
تشير إحدى الإحصاءات لسنّة بيروت حصراً، أن نحو 51 بالمئة لم يحسموا خيارهم بالمشاركة بعد، و37 بالمئة حسم خيار عدم المشاركة ولا تعنيهم الانتخابات، وفقط 12 بالمئة قرروا المشاركة وسيوزعون أصواتهم بين لوائح المعارضة والأحزاب التقليدية. وتبين أن بين الـ51 بالمئة من الذين لم يحسموا خيار المشاركة من عدمها، يريدون وجوهاً سنية مقنعة كي يحسموا قرارهم في المشاركة. 

وتظهر بعض الاستطلاعات أن البيارته يريدون الاقتراع للقوى التغييرية، لكن هذه الفكرة تبقى ضبابية حيال الاستطلاعات الداخلية التي تجريها الماكينات الانتخابية المنظمة، التي تعمل على استقطاب شخصيات تبحث عن دور لها في مرحلة ما بعد استنكاف سعد الحريري. 

معاناة اللوائح
إلى حد الساعة، لا يوجد مجموعة أو حالة بارزة بيروتياً. بل يوجد أشخاص مستقلون يبحثون عن تشكيل لوائح معارضة. لكن تعاني اللوائح المعارضة من عدم وجود شخصية سنية لها وزن بيروتي أو لديها مشروع لزعامة سنية بيروتية. فسعد الحريري محبوب أو لا يكرهه أهالي بيروت. يحردون منه لكنهم لا يكرهونه أو لا يعارضونه. وفي حال قرر العودة إلى بيروت، سيغير معادلة هذه الدائرة.  

المخزومي
الوحيد الذي تحرك انتخابياً على الأرض هو النائب فؤاد مخزومي، الذي أطلق ماكينته منذ بضعة أيام في احتفال حاشد. وربما يخوض الانتخابات منفرداً أو مع مجموعات من المجتمع المدني، أو حتى إلى جانب بهاء الحريري. فقبل حسم موعد الانتخابات يصعب حسم التحالفات. 

بعض الإحصاءات تشير إلى أن رصيده سينخفض إلى نحو 8 آلاف صوت، بينما تقديرات ماكينته الانتخابية تشير إلى حصوله على ما لا يقل عن 25 ألف صوت. علماً أن المخزومي خسر هدى الأسطا التي أدارت له الماكينة الانتخابية في العام 2018، ما يعني خسارة أكثر من منطقة وعائلة في بيروت. فقد كان للأسطا الدور الأساسي في تجيير أصواتها للائحة. 

بهاء الحريري
مجموعة بهاء الحريري تفضل ضم كل قوى المعارضة في بيروت في لائحة واحدة، في حال أرادت. أما تحالفه مع المخزومي فسيكون تحالف الضرورة، ومرتبط بكيفية قراءة الأخير للأرقام والأحجام. وبمعزل عن عودة سعد أم لا، في حسابات الأصوات الحالية التي أحصتها ماكينته الانتخابية، يستطيع الحصول على مقعدين، وذلك بعدما استقطب منسقين وشخصيات وازنة بيروتية من تيار المستقبل، تنتمي لعائلات مثل عيتاني وطبارة والداعوق وسلام والجمل وغيرها. علماً أن بهاء لم يقدم على مبادرات تعيد التذكير بكيفية اكتساح رفيق الحريري بيروت، وتوزيع زيت الزيتون، بمواجهة غازي كنعان في العام 2000. أما في حال عدم عودة سعد، فسينتقل المزيد من المنسقين والشخصيات المستقبلية لموالاة بهاء.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها