الإثنين 2021/11/29

آخر تحديث: 10:42 (بيروت)

ميقاتي.. فخامة الرئيس!

الإثنين 2021/11/29
ميقاتي.. فخامة الرئيس!
التسامح الدولي معه لن يستمر طويلاً (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
على عكس الكلام والتمنيات العلنية التي تصدر عنه، يبدو أن الرئيس ميقاتي مرتاح للوضح الحالي لحكومته. ويتأكد هذا الأمر مما يلي:

بالأصل، رغب الرئيس ميقاتي بأن يكون رئيساً لحكومة لا تجتمع. ففي حال اجتمعت، يعلم تماماً بأنها ستنفجر من الداخل فور طرح أي موضوع خلافي. ويدرك تمام الإدراك أن أي قرار لحكومته يجعلها على خط تماس جديد للاشتباك الإيراني الخليجي.

- يتصرف الرئيس الميقاتي كأن حكومته صامدة وباقية إلى أن يرث ربك الأرض.. خصوصاً أنه حينما فكّر بالاستقالة بعد أزمة تصريحات الوزير قرداحي، عاد عنها بناء لطلب فرنسي وتهديد بعقوبات من قبل الأميركي.

- الوضع الحالي للحكومة يريح ميقاتي، فهو يرأس حكومة من دون مشاكل. يتصرف خلف خط التسلل الدستوري. يدعو إلى جلسات للوزراء، بعضها ضم أكثر من عشرة وزراء. يترأس الوفود، يفاوض، يقترح الخطط والأفكار.. والأهم من كل ذلك، يُستقبل في العواصم الدولية على أساس أنه "فخامة الرئيس".

- أبقى الباب مفتوحاً مع الثنائي الشيعي، بواسطة الرئيس برّي، حليفه وصديقه، من دون أن يقطع شعرة أو خصلات الشعر مع الغائب الحاضر في فكره، الرئيس سعد الحريري.

الأهم من كل ذلك، أنه وفي حال تأجيل الانتخابات النيابية، وعدم التمكن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري، تصبح حكومته الحاكمة بأمرنا إلى أن تستفيق المنطقة على اتفاق دولي جديد قد يتأخر.

الرجل الذي لا يملك، هو أو أي من وزرائه، حلاً ولو صغيراً للمشاكل الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، إلا ترداد شعارات لن تضعنا على سكة الإصلاح، يستطيع أن يتغطّى أمام جماهيره عن هذا العجز بتعطيل الحكومة.

كل الوقائع أعلاه تشي بالوضع المريح للرئيس ميقاتي، وذلك على عكس ما تمر به السلطات الأخرى. وتؤكد أن الرجل ليس عاجزاً أو مجنوناً لكي يقبل بترؤس حكومة لا يمكنها أن تنتج، طالما يشعر أنه أصبح مطلباً دولياً، ونزل عليه لقب فخامة الرئيس.

ولكن على فخامة الميقاتي أن ينتبه إلى أمور عدة:

- التسامح الدولي معه لن يستمر طويلاً.

- رئيس الجمهورية وفريقه السياسي يستطيعان تفجير الحكومة من الداخل، عبر استقالة الوزراء المحسوبين عليهما، فتصبح حكومة تصريف أعمال لا تستطيع أن ترث رئيس الجمهورية. وهذا ما يدخل لبنان في مجهول، في حال عدم استكمال الاستحقاقات الأخرى في مواعيدها الدستورية.

- الهدوء الشعبي قد ينفجر بين لحظة وأخرى. هو هدوء سيعكّره حتماً أي حدث اقتصادي أو مالي.

- الغضب السعودي من طريقة التعامل مع الملفات من قبل ميقاتي، يؤدي إلى تصنيفه بخانة الرئيس الحريري، مع ما يعني ذلك من صعوبات ومشاكل له ولأحلامه المستقبلية.

من هنا، يبدو أن الحل أمام الرجل، إذا ما أراد أن يبقى رئيساً للحكومة أن يفعّل حكومته الميّتة سريرياً، أو يتكل على الله ويستقيل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها