على وقع هذه التحضيرات حصلت الاعتصامات وقطع الطرق، والتي تعتبر مصادر متابعة إن أحمد هاشمية يقف وراءها. وذلك، في محاولة منه لإثبات قوته في الشارع. هنا ثمة من يعتبر أن الرسالة موجهة إلى أحمد الحريري من جهة، وإلى بهاء الحريري من جهة أخرى، في سياق شد العصب وإعادة الاعتبار للوجود السياسي لـ"المستقبل" بالرهان على الشارع وحركته. بينما هناك تفسيرات أخرى لهذه التحركات بأنها تهدف إلى استدراج الحريري وإقناعه بالعودة إلى لبنان، والقول إن الجماهير تطالب به ليعود إلى صلب الحياة السياسية والتحضير للانتخابات.
ما كان لافتاً أيضاً هو أن الدعوات للاحتجاجات كانت قد اشتملت على إمكانية قطع طريق الجنوب في منطقة الجية وبرجا. ولكن ذلك لم يحصل، في مؤشر واضح إلى أن المستقبل لا يريد الاصطدام بحزب الله، ولا يريد إيصال رسائل استفزازية. فيما تقديرات أخرى تشير إلى أن الغاية من التحركات أيضاً، هي إيصال رسائل ضاغطة على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومحاولة للضغط في سبيل القيام بأي خطوة، من شأنها إيصال رسالة إلى دول الخليج سعياً لتحسين العلاقة معها. لكن أيضاً لا تنفصل هذه الرسائل في تزامنها مع زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى قطر، للقول إن عون يغادر لبنان على وقع تظاهرات احتجاجية على سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في عهده.
حركة بهاء
وسط هذا الضياع المستقبلي والذي ينعكس على البيئة السنية ككل، يتضح تفعيل الحركة السياسية التي يقوم بها بهاء الحريري في مختلف المناطق، سواء في المناطق السنّية، انطلاقاً من عكار وطرابلس، وحتى استعادة نشاطه في بيروت، وتحضيره لتفعيل حركته في صيدا أيضاً، أو في المناطق المسيحية بعد افتتاحه مكتباً في كسروان، وتحديداً في مدينة جونية، بمحاولة منه لوصل علاقات مع جهات مسيحية تحضيراً للانتخابات النيابية.
تبقى الكلمة الفصل في كل هذا الضياع هي ملك سعد الحريري، الذي يطالبه كثر بإعلان موقفه النهائي من الاستحقاق الانتخابي.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها