الأحد 2021/11/28

آخر تحديث: 15:52 (بيروت)

تحالفات الجنوب الثالثة: قوات ومستقبل واشتراكيون لمواجهة حزب الله؟

الأحد 2021/11/28
تحالفات الجنوب الثالثة: قوات ومستقبل واشتراكيون لمواجهة حزب الله؟
لا يمكن الثنائي الشيعي التفريط بأي مقعد أو تقديم هدايا مجانية لأحد (Getty)
increase حجم الخط decrease
لم تؤد المشاورات التي تجريها بعض مجموعات 17 تشرين إلى إقناع تيار المستقبل والقوات اللبنانية بعدم ترشيح أشخاص حزبيين على المقعدين السني والأرثوذكسي في دائرة الجنوب الثالثة (بينت جبيل ومرجعيون-حاصبيا والنبطية). 

مرشحون حزبيون
تصر القوات على ترشيح فادي سلامة لأنه مرشحها الأقوى في المنطقة. وهي تعتقد أنها قادرة على تجيير نحو 11 ألف صوت للائحة هذه المرة، بعدما اقتصرت أصواتها على نحو خمسة آلاف صوت في الدورة الفائتة. أما المستقبل فيريد ترشيح حزبي، بعد الفشل الذي مني به جراء ترشيح عماد الخطيب المرة الفائتة.
ويدور التداول في هذه الدائرة حول إمكان تشكيل لائحة بين القوات وتيار المستقبل بالتحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي. وفي حال صدقت التوقعات والأرقام الحزبية المتداولة، تستطيع هذه اللائحة الخرق بمقعدين في دائرة تعتبر أساسية للثنائي الشيعي. وعليه تذهب بعض مجموعات تشرين وقوى اليسار إلى التحالف مع حزب الكتائب، الذي لديه قدرة تجييرية أكبر من القوات باعتراف الثنائي الشيعي. 

ضرورات حزبية
وتشير مصادر تيار المستقبل إلى أنه على تواصل مع جميع القوى، لكن من المبكر الحديث عن تحالفات ثابتة. وأكدت لـ"المدن" أن التوجه هو إلى ترشيح شخص حزبي، لأن الوضع الداخلي للتيار، والتوجه العام للسنة، لا يناسبان اختيار شخص عن المقعد السني من ضمن التحالفات الانتخابية. بل يجب أن يكون من صلب التيار ويكون من الجيل الجديد، وخصوصاً أن الأحزاب تنحو نحو هذا الاتجاه.
ويشاع إمكان ترشيح الحزب السوري القومي الإعلامي سالم زهران عن المقعد السني، وإمكان ترشيح التيار العوني شادي مسعد عن المقعد الأرثوذكسي، على لائحة الثنائي الشيعي. فيدفع الثمن النائب أسعد حردان والنائب قاسم هاشم، بتنحيهما عن الترشيح.
وترى أوساط المستقبل أن مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التي أطلقها خلال لقاء نظمته وكالة داخلية إقليم الخروب- التحالف الطبيعي والموضوعي والتاريخي مع المستقبل- هي خطوة لدعم اللائحة. وتعتبر أن ترشيح زهران هدية لها، لأنه يستفز سنة المنطقة.

لا هدايا مجانية
وتؤكد مصادر الثنائي الشيعي أنه من السابق لأوانه البت بموضوع التحالفات، قبل عودة سعد الحريري إلى بيروت ومعرفة توجهاته. وتحالف الثنائي أمل وحزب الله راسخ، وثابتة هي التحالفات مع الحزب القومي السوري والبعث الاشتراكي. أما التحالف مع التيار العوني فمن السابق لأوانه بتها، لأن الوضع الراهن مختلف عن السابق. ففي انتخابات 2018 كانت تحالفات جبران باسيل على "القطعة": في دائرة مع الثنائي الشيعي وفي أخرى مع المستقبل، بينما الوضع الحالي مختلف في كيفية رؤية الثنائي للتحالفات.
وشددت المصادر على أنه لا يمكن الثنائي الشيعي التفريط بأي مقعد أو تقديم هدايا مجانية على حساب حلفائه. ففي العام 2018 قرر القومي ترشيح ألبير منصور بدل مروان فارس في بعلبك الهرمل، وبالتالي يحسم القومي مرشحه في مرجعيون، إذا أراد استبدال حردان. أما هاشم فهو أبن المنطقة وله حيثية فيها. وكل ما يحكى مجرد تكهنات. 

لكل دائرة خصوصيتها
بدورها أكدت مصادر الاشتراكي أن التحالف مع المستقبل طبيعي ومرتبط بعودة الحريري لما له من بعد وطني أساسي في المعادلة اللبنانية. لكن لكل دائرة خصوصيتها وظروفها الخاصة التي تستدعي التعامل معها. وفي دائرة الجنوب الثالثة يجب معرفة توجهات أنور الخليل ومن سيحل مكانه وتوجهات الرئيس نبيه بري.

رفع سقف التفاوض
مصادر المجموعات التي تعمل على تشكيل لائحة معارضة في الدائرة، تعتبر أن ترشيح المستقبل شخصاً حزبياً مجرد رفع للسقف في الكباش الحاصل داخل التيار الأزرق. فأحمد الحريري يضغط على سعد الحريري من خلال إشاعة أن تيار المستقبل يخوض الانتخابات بقوة ومن خلال مرشحين حزبيين، حتى في الدوائر التي يعتبر فيها الفوز بمقعد نيابي ضعيفاً. أما سعد فيصر على عدم العودة إلى لبنان. وسينتهي الأمر بقبول المستقبل ترشيح شخصية مستقلة، أسوة بالقوات اللبنانية التي تصر على سلامة لرفع سقف التفاوض. فالطرفان يعلمان جيداً أن التحالف بينهما لن يغير في معادلة الربح بأي مقعد في تلك الدائرة، خصوصاً أن جنبلاط يفضل بري على الطرفين، حفاظاً على مقعده الدرزي في بيروت الثانية. والحديث عن الأصوات المضخمة لا يعدو كونه كلام لرفع سقف التفاوض.
وأضافت المصادر أن المستقبل تحديداً لن يسير بمرشح حزبي، إلا إذا فرض حزب الله زهران على بري. حينذاك يفضل بري فوز مرشح المستقبل على زهران، ويرى المستقبل أن الفرصة متاحة له.   

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها