نصرالله يجدد هجومه على القضاء.. ويفصّل خطة المازوت

واعتبر نصر الله أن هذا الملف لا يزال قيد المتابعة بالوسائل القانونية والقضائية والدستورية: "لنشوف لوين بدنا نوصل، وهنا السؤال للجهات القضائية، فهل تم القيام بأي إجراء يتعلق بمحاكمة القضاة الذين لهم علاقة بإدخال النيترات؟ ولكن القضاء يحمي بعضه بعضاً، فيما هناك موظفون موجودون في السجون ولا يتم التحقيق معهم". وجدد التأكيد بأن المسار القضائي الحالي مسار استنسابي لا يوصل إلى أي عدالة ولا إلى أي حقيقة.

الطيونة والقضاء العسكري
واستذكر نصر الله حادثة الطيونة بذكرى مرور 40 يوماً على وقوع الحادثة، وأكد أن حزبه يتمسك بالقضاء، على الرغم من بعض الملاحظات على أدائه، وأن الحزب لا يريد الثأر الشخصي بل يريد المسار القضائي، وقال: "التحقيقات التي تابعناها كانت جدية ولكن بعدما تحولت إلى القضاء العسكري بدأ يتعرض للضغوط من جهات سياسية ودينية، وحتى من قبل مَنْ ينظّرون علينا بأنه يجب الرضوخ إلى القضاء، والكثير من المسؤولين لم يتم تسليمهم إلى القضاء، وهم موجودون في معراب حتى الآن، حسب معلوماتنا الأمنية". ولفت نصر الله إلى أن هذا التصرف خطير، خصوصاً الضغط لإطلاق سراح الموقوفين، وتوجه إلى الجهات الدينية والسياسية التي تضغط في سبيل إطلاق الموقوفين: "إن هذا يعبر عن استهتار بالشهداء الذين سقطوا، وبالجهات التي ينتمون إليها، والأخطر من الاستهتار هو دعوة إلى أهالي الشهداء بأنهم لن يصلوا إلى حقهم من خلال القضاء اللبناني، وبالتالي عليهم أن يذهبوا لأخذ حقهم بأيديهم، يجب أن تكفوا عن هذا الأمر وليأخذ القضاء مداه ووقته الطبيعي في هذه القضية، ويجب محاكمة الجميع، وعلى القضاء أن يتحمل مسؤوليته، لأن المجزرة كادت تؤدي إلى تداعيات خطيرة تهدد البلد".

المازوت والبنزين
وفي موضوع المازوت والمحروقات، قال نصر الله إن الشعب اللبناني هو ضحية دائماً، وقال إن حزب الله قرر الإتيان بالمازوت والبنزين بسبب الاحتكار، ولأن الشركات لم تكن تسلّمه، وبعد رفع الدعم توفرت هذه المواد في الأسواق والمحطات بسعر أعلى، وقال إن وعد حزب الله بإدخال هذه المواد انتفى بانتفاء الشرط. وأضاف: "ذهبنا إلى محاولة في مسعى لتخفيف المعاناة، وقلنا نحن لا نريد الدخول في تجارة، ولا منافسة أحد، ولا أن نحل مكان الشركات، ولذلك أعطينا الأولوية للمازوت لأن البنزين متوفر، وكنا نريد إيصال هذه المحروقات إلى مصفاة الزهراني أو طرابلس ولكن حصل تدخل من السفارة الأميركية، ولذلك قررنا إدخال هذه المواد إلى سوريا ومنها إلى لبنان". وأوضح أن "المرحلة الأولى من مشروعنا بدأت في أيلول وانتهت في تشرين الثاني. والمرحلة الثانية هي التي سوف تبدأ بعد أيام قليلة، وقمنا بإيصال المازوت مباشرة إلى عدد من البلديات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ودور الأيتام والعجزة وما شاكل، بالرغم من مشقة هذا الأمر. وقيمة الهبات التي قُدِّمت خلال المرحلة الأولى بلغت ما يقارب مليونين و600 ألف دولار. وقدمنا المازوت خلال شهرين إلى 80 مؤسسة من دور العجزة والأيتام، وكذلك 320 بلدية لتشغيل آبار المياه، و22 مستشفى حكومياً و71 فوج اطفاء في الدفاع المدني الرسمي، وكلفة الدعم التي تحملناها لتأمين المازوت هي سبعة ملايين وسبعمائة وخمسين ألف دولار".

وأعلن نصر الله عن الاستعداد لبدء المرحلة الثانية من إدخال المازوت إلى لبنان، والتي ستبدأ في شهر كانون الأول: "الجهات ضمن القسم الأول التي قدمنا إليها الهبات سنجدد لها الهبات مرة أخيرة لشهر واحد. وفي المرحلة الثانية، المعيار هو البلدات والمدن الواقعة فوق سطح البحر بـ500 متر وسيقدم للعائلات المقيمة في هذه البلدات ويشمل جميع المواطنين. وسيتم بيع برميل المازوت للعائلة بأقل من السعر الرسمي بمليون ليرة والدفع بالليرة. ومئات آلاف العائلات بحسب احصائياتنا ستستفيد من هذا المشروع".

وتابع: "الطريق الأنسب لتحقيق آلية توزيع المازوت هي البلديات وسيتم التواصل معها لتحديد أعداد العائلات لديها، والكميات المطلوبة. وشركات الأمانة توصل المازوت إلى المحطات التي تختارها البلديات". وكشف نصرالله عن أن "هناك باخرة ستصل خلال أيام قليلة والمطلوب العمل والتواصل بهدوء لأن كل الهدف تخفيف المعاناة". وأردف: "جزء كبير من المادة التي نحتاجها لتغطية حاجة العائلات دخلت الأراضي اللبنانية. وهناك جزء في المخازن بسوريا يتم نقله".

الهجوم على الحزب
ومن جهة أخرى، شدد نصرالله على أنه "في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية هناك هجمة كبيرة على حزب الله وهذا ليس جديدًا لكن الجديد ما يقولون أنها وثائق". ولفت نصرالله إلى أن "هذه الوثائق مزورة. ومن أقدم على التزوير غير محترف، وليس لبنانيًا. والمضمون سخيف جدًا". وأضاف "من المؤسف أن البعض يتعامل مع هذه الوثائق المزورة بمستوى عالٍ من السخافة والجهل والتفاهة".

واعتبر نصر الله أن معركة الاستقلال والتحرير مستمرة لمنع لبنان من الدخول في العصر الإسرائيلي. وأشار إلى أن الأهم هو الحفاظ على السيادة التي تحاول قوى عديدة أهمها الولايات المتحدة الأميركية خرقها والتعدي عليها، من خلال التدخل بالقضاء، وبالانتخابات النيابية المقبلة، وبملف ترسيم الحدود، حين تحاول واشنطن منع لبنان من الاحتفاظ بثرواته في البحر. كذلك تناول نصر الله ملف فرض العقوبات على حزبه وحركات المقاومة ووضعها على لائحة الإرهاب، فهذه تهدف إلى التأثير من خلال هذه الضغوط على الانتخابات النيابية المقبلة، ولدعم مسار التطبيع. مؤكداً أن كل ما يجري لن يؤثر على موقف القوى المقاومة التي سيكون النصر حليفها كما كان سابقاً.

كورونا
وأعلن نصر الله مجدداً عن تفعيل خطة حزبه الصحية بنسبة مئة بالمئة لمواجهة وباء كورونا، والعودة لأقصى فعالية لأجل حماية المجتمع من الوباء. وتوجه إلى وزير الصحة بالقول إن حزب الله جاهز لأي مساعدة بالكادر البشري أو أي مساعدة أخرى. وفي ملف الأدوية دعا نصر الله لرئيس الحكومة بإعادة النظر بمسألة رفع الدعم عن الدواء، معتبراً أن لديهم ملاحظات على آلية رفع الدعم، ولو اقتضى ذلك إلغاء وزارات وصناديق، أو تحويل الدعم من بعض السلع لصالح الدواء. وسجل نصر الله انتقاده وملاحظاته على تفلّت سعر صرف الدولار، معتبراً أنه لا بد من توفر قرار وإدارة لمواجهة ارتفاع سعر صرف الدولار، داعياً إلى تدخل سريع وحاسم وجريء وشجاع.