الأحد 2021/11/21

آخر تحديث: 20:59 (بيروت)

ماري تيريز القوال نقيبة المحامين في طرابلس: انتصار الأحزاب

الأحد 2021/11/21
ماري تيريز القوال نقيبة المحامين في طرابلس: انتصار الأحزاب
حظيت القوال بدعم سياسي وحزبي واسع النطاق (المدن)
increase حجم الخط decrease

انتزعت ماري تيريز القوال لقب أول نقيبة امرأة لنقابة المحامين في طرابلس والشمال. لكن مضمون فوزها كمرشحة لتيار المردة، هو ثمرة التحالف مع تيار المستقبل (رغم انقسام محاميه)، وبدعم من تيار الكرامة، في معركة انتخابية كرست قوّة الأحزاب السياسية داخل النقابة مقابل ضعف سحيق للقوى المستقلة والمعارضة (راجع "المدن").

وبعد انتهاء الدورة الانتخابية الأولى عند الساعة الثالثة ونصف عصر الأحد، انتقلت القوال إلى الدورة الثانية للتنافس مع المحامي بطرس فضول، المدعوم من التيار الوطني الحر وآخرين.  

وجاءت نتيجة الدورة الأولى لانتخاب اثنين من الطائفة المسيحية واثنين من الطائفة الإسلامية، على الشكل الآتي: ماري تيراز القوال 675 صوتاً، مروان ضاهر 496، ومحمود هرموش 385 (وهما من تيار المستقبل)، أما بطرس فضول فحاز على 372 صوتا.  

أجواء حامية  
ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافد المئات إلى مبنى نقابة المحامين في طرابلس، وبدت الحماسة واضحة على المحامين الذين اندفعوا للاقتراع بعد نحو عامين من تعليق الانتخابات. وعليه، اقترع 1165 من أصل 1307 محامٍ يحق لهم الاقتراع بعد تسديد رسوم اشتراكهم. لكن هذه الحماسة، أخفت في طياتها توترًا ملحوظًا بين المحامين، بعد ليلة طويلة من تبادل الأحاديث والاتهامات حول خروقات محتملة وتحضير الكمائن الانتقامية بصناديق الاقتراع.  

وما عزز هذه الأجواء، وفق معلومات "المدن"، هو التخبط الكبير في صفوف المحامين، وتحديداً لجهة انقسام تيار المستقبل على نفسه، بين من توجه لانتخاب القوال، وآخرون رفضوا انتخابها وصوتوا لفضول، الذي تربطه أيضا شبكة علاقات واسعة بالمحامين، ويعد مرجعًا قانونيًا بالنسبة لكثيرين. وتفيد المعلومات أيضًا، أن النائب سمير جسر، هو من قاد سرًا حملة السعي لتعزيز أصوات فضول بدل القوال، وربطها البعض بخلافه الداخلي مع قيادرة تيار المستقبل لأسباب انتخابية.  

وعود النقيبة  
وعلى هامش الأجواء الصاخبة في النقابة، صرحت النقيبة الجديدة ماري تيريز القوال لـ"المدن" أن عنوان برنامجها هو "المحامي"، وكل ما يتصل بوضعه الاجتماعي وفرص عمله ومصالحه.  

لا تنفي النقيبة أنها حظيت بدعم سياسي وحزبي واسع النطاق، حتى أن تيار المردة برئاسة سليمان فرنجية، نشر صورها أثناء اقتراعها على منصات التواصل الاجتماعي، ووقعها بعبارة "مرشحة تيار المردة". لكنها تقول إن "الدعم السياسي يقف عند العتبة الخارجية للنقابة، ومجرد دخولنا إليها، نضع السياسة جانبًا".  

وهو ما يضع القوال أمام امتحان كبير، وربما مستحيل، لجهة قدرتها على وضع السياسة ومصالح من ساعد بوصولها إلى المنصب عند عتبة النقابة.    

وحول موقفها النقابي من التدخلات السياسية بالقضاء، أردفت القوال: "نقابة المحامين تحمل قضايا تعني المجتمع ككل، ولن تكون طرفاً ضد آخر إلا مع الحق، وتعمل على استقلالية القضاء وسيادة القانون تحقيقًا لمصالح كل الناس، وهدفنا رفع الظلم". وتابعت إن "العدالة المتأخرة ليست بعدالة، ونحن مع تعجيل عجلة القضاء وتسريعها وأن يخضع كل مواطن لمحاكمة عادلة".  

ولدى سؤالها عن خطتها لجهة إفلاس النقابة ماليًا وعجزها عن توفير نفقات التأمين الصحي للمحامين بالدولار النقدي، اكتفت بالقول أنها تسعى للتواصل مع جهات ممولة خارجيًا، وكذلك مع بعض الجهات للمحلية، لتمويل صناديق التعاونية.  

نتائج الليل  
إذن، وبعد تمكن المردة بدعم المستقبل من تسجيل نقطة بمرمى التيار الوطني الحر، تلقى المحامون المستقلون هزيمة مدوية بنقابة المحامين في الشمال، وكشفت الانتخابات هشاشة تماسكهم ووجودهم.  

وفي السياق، يعتبر المحامي أحمد البياع، وهو يصف نفسه مستقلًا، أن الانتخابات النقابية للمحامين هذا العام كان لها نكهة خاصة، لكنه يعتبر أن النقابة تعيش حالة خطف ممنهج من قِبل أحزاب السلطة، وأن النتائج صبت لصالحها، معترفًا أن المحامين المستقلين عجزوا عن صوغ تحالف متين لخوض المعركة، نتيجة الشخصنة وتضارب الحسابات الضيقة.  

إذن، فازت ماري تيريز القوال بمنصب نقيبة في الدورة الثانية، ونالت 624 صوتًا، فيما نال منافسها بطرس فضول 328 صوتًا.  

وعلى إثر إعلان النتيجة ليلًا، بعد انتهاء انتخابات الدورة الثانية، عمت الاحتفالات داخل النقابة والهتافات الداعمة للقوال، وكان إلى جانبها يقف النائب هادي حبيش الذي أعلن دعمه المطلق لها، سياسيًا وانتخابيًا.  

وبدأت الأحزاب الداعمة للقوال تتقاسم الفوز، وغرد النائب فيصل كرامي فور إعلان النتيجة "مبروك للنقيبة ومبروك لتيار المردة، وشكرًا للرفاق في قطاع المحامين في تيار الكرامة الذي التزموا بالتحالف وصاروا شركاء في هذا الفوز". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها