الأربعاء 2021/10/27

آخر تحديث: 14:42 (بيروت)

قرداحي يورّط لبنان بأزمة ديبلوماسية مع الخليج.. ولا يعتذر

الأربعاء 2021/10/27
قرداحي يورّط لبنان بأزمة ديبلوماسية مع الخليج.. ولا يعتذر
امتعاض خليجي من تصريحات وزير الإعلام اللبناني (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
فجّرت تصريحات وزير الإعلام، جورج قرداحي، سلسلة ردود محلية، وامتعاضاً دبلوماسياً في دول الخليج العربي، عكستها أجواء المصادر العربية التي تحدثت عن أزمة دبلوماسية مع لبنان. وقد برزت حركة للسفير السعودي وليد البخاري باتجاه سفير دولة الكويت عبد العال القناعي، والسفير اليمني عبد الله الدعيس لتنسيق المواقف.

الخارجية السعودية
الخارجية السعودية استدعت السفير اللبناني وسلمته مذكرة احتجاج رسمية. وأسفت الخارجية السعودية في بيان، "للتصريحات المسيئة الصادرة من وزير الإعلام اللبناني، حيال جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن التي تقودها المملكة العربية السعودية، وما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن، والتي تعد تحيزا واضحا لمليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة".

وجددت التأكيد أن "تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، معلنة أنها "نظرا لما قد يترتب على تلك التصريحات المسيئة من تبعات على العلاقات بين البلدين، فقد استدعت وزارة الخارجية اليوم سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة العربية السعودية وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".



وكان السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري أكد "على موقف المملكة بشأن دعم الشرعية في اليمن، لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي، وفقا للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، بما يحفظ لليمن الشقيق وحدته وسلامته واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية"، كما أكّد "مواصلة الحوثييين المدعومين من إيران للأعمال العدائية والعمليات الإرهابية بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، ومخالفة القانون الدولي والإنساني باستخدام السكان المدنيين في المناطق المدنية اليمنية دروعاً بشرية، وإطلاق القوارب المفخخة والمسيّرة عن بعد، يمثل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي".

وشدّد البخاري في تصريح له، "على الحق المشروع لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن لاتخاذ وتنفيذ الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذه الأعمال العدائية والإرهابية، وعلى ضرورة منع تهريب الأسلحة إلى هذه الميليشيات، مما يشكل تهديداً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر"، مشيداً "بكفاءة قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي في اعتراض تلك الصواريخ، والطائرات، والتصدي لها والتي بلغت أكثر من 404 صاروخا باليستياً، 791 طائرة مسيّرة، وأكثر من 205 ألغام بحرية".

الإمارات استنكرت التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام جورج قرداحي، ضد تحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية، استنكارها واستهجانها الشديدين إزاء هذه "التصريحات المشينة والمتحيزة"، التي أدلى بها قرداحي، والتي أساءت إلى دول التحالف في اليمن. واستدعت وزارة الخارجية السفير اللبناني في الإمارات، وأبلغته احتجاجها واستنكارها على هذه التصريحات، التي تعد "مهاترات تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية"، وتاريخ علاقات لبنان مع دول التحالف العربي في اليمن، وتنم عن الابتعاد المتزايد للبنان عن أشقائه العرب.



الكويت بدورها استدعت القائم بالأعمال اللبناني وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، معلنة: "نرفض تصريحاته واتهاماته باطلة لا تعكس الوضع في اليمن".

الخارجية ​البحرين​ية استدعت السفير ال​لبنان​ي لديها، وسلمته مذكرة احتجاج عبرت فيها عن "استنكار البحرين الشديد للتصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني تجاه ​السعودية​ و​الإمارات​، وما ساقه تجاه مجريات الحرب في ​اليمن​ من ادعاءات باطلة تنفيها الحقائق الموثقة والبراهين المثبتة دوليًا".

وأكدت الوزارة، في بيان، أن "الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي الإرهابية، بحق اليمن وشعبه الشقيق، واعتداءاتها المستمرة على السعودية، منذ انقلابها غير الشرعي على الحكومة، تدحض هذه التصريحات غير المسؤولة التي خالفت الأعراف الدبلوماسية، ومثلت إساءة مقصودة لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتجاهلت المبادئ والقيم التي تحكم العلاقات الأخوية بين الدول العربية"



وزارة الخارجية والمغتربين
وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين، بياناً علّقت فيه على الكلام المتداول لوزير الإعلام، جورج قرداحي، في إحدى مقابلاته عن حرب اليمن، فأشارت إلى أنّه "صدر كلام شخصي سابقاً عن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، قبل تعيينه وزيراً ونشر بالأمس، وهو لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبر عنه رئيسها في البيان الصادر بالأمس، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب". وأضافت الخارجية: "كما وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أدانت مراراً وتكراراً الهجمات الإرهابية التي استهدفت المملكة العربية السعودية، وهي لا زالت عند موقفها في المدافعة عن أمن وسلامة اشقائها الخليجيين التي تكن لهم كل محبة واحترام وتقدير، وتنأى عن التدخل في سياساتهم الداخلية والخارجية".

المسؤولية والمحاسبة
وعلق وزير البيئة ناصر ياسين، في تغريدة له عبر حسابه على تويتر، على تصريحات قرداحي، بتأكيد "حرصه على استقرار الدول العربية الشقيقة، التي لم تتأخر يوماً عن احتضان لبنان واللبنانيين في أزماتهم". وأضاف ياسين: "علاقة ⁧‫لبنان⁩ مع أشقائه العرب لن تغتابها هفوة من هنا وتعرضٌ من هناك. نقولها بلسان عربي مبين".

رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أشار في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى انه "لكلّ رأيه السياسي وهذا بلد التنوّع والحرية، أما المحاسبة فتكون حين يتولّى الانسان مسؤولية وهذا ما حدث مع وزير الاعلام جورج قرداحي، الذي عبّر عن رأيه وعن قراءته للأحداث حين كان خارج المسؤولية، والتزم لغة الدولة رسمياً حين تولّى المسؤولية مع احترام كافة الدول العربية وخاصة السعودية والامارات". 

استنكار يمني
وأشار السفير اليمني في لبنان عبد الله الدعيس، خلال استقباله السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، إلى أنه "سأتوجه إلى وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم احتجاجنا على ما صدر عن وزير الإعلام ونحن نستنكر هذا الكلام وتصريحه بالأمس زاد الطين بلّة. إذ لم يقدّم أي اعتذار بل أكّد على ما أدلى به".

وفي السياق أصدر وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، اليوم توجيهات إلى السفير اليمني في بيروت، بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار بشأن تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي. واعتبر ابن مبارك، أن "هذه التصريحات تعد خروجاً عن الموقف اللبناني الواضح تجاه ‫اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة".

بالتزامن، أدانت وزارة الخارجية اليمنية، تصريحات قرداحي في أحد البرامج التلفزيونية والتي تعد خروجًا عن الموقف اللبناني تجاه الانقلاب الحوثي وإدانته.
في سياق متصل، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن التصريحات الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والتي تعكس جهلًا فاضحًا بالشأن اليمني، وانحيازًا أعمى لمليشيا الحوثي الإرهابية، وتجاهلًا لدور نظام إيران وأجندته التوسعية باليمن والمنطقة، في إدارة الانقلاب وتفجير الحرب وتقويض جهود التهدئة ووقف إطلاق النار وإحلال السلام. وأضاف الإرياني عبر سلسلة تغريدات له عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: "نذكّر وزير الإعلام اللبناني أن مليشيا الحوثي وبإيعاز وتخطيط إيراني هي من فجرت الحرب بانقلابها على الدولة والإجماع الوطني المتمثل بمخرجات مؤتمر الحوار الذي شاركت فيه كل الأطراف السياسية والمكونات الوطنية بما فيها الحوثيين، وهي تواصل رفض كل المبادرات وإفشال كل الحلول السلمية للأزمة".

وتابع: "نأسف لتجاهل تلك التصريحات عمليات القتل الحوثي الممنهج لليمنيين منذ انقلابها، واستهدافها للتجمعات السكنية بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وزراعتها الألغام والعبوات الناسفة، وهجماتها الإرهابية على الأعيان المدنية في السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية".

مجلس التعاون الخليجي
إلى ذلك، عبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف عن رفضه التام جملة وتفصيلا لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والتي تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن. واستنكر الأمين العام تعرض الوزير اللبناني لكلاً من المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال حديثه متهماً إياهم بالاعتداء على اليمن، في الوقت الذي يعمل التحالف العربي لدعم الشرعية على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية في ايلول 2014.

وطالب الأمين العام وزير الإعلام اللبناني بعدم قلب الحقائق، كما طالبه بالاعتذار عما صدر منه من تصريحات مرفوضة، مؤكداً بأن على الدولة اللبنانية أن توضح موقفها تجاه تلك التصريحات. وطالب الأمين العام وزير الإعلام اللبناني بالرجوع إلى الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية للشعب اليمني في كافة المجالات والميادين، وذلك بهدف الوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

واستنكر الفالح دفاع وزير الإعلام اللبناني عن جماعة الحوثي الانقلابية، في الوقت الذي يتجاهل فيه تعنت الحوثي ضد كل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الأزمة اليمنية، وفي الوقت الذي تستهدف جماعة الحوثي السعودية بالصواريخ والمسيرات، وفي الوقت الذي تستهدف جماعة الحوثي أبناء الشعب اليمني الأعزل وتمنع وصول المساعدات الإغاثية للمناطق المنكوبة.

بيان قرداحي
وفي وقت لاحق، صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي البيان الآتي: "أود التأكيد مجدداً على ما قلته في مؤتمري الصحافي اليوم، بأنني ملتزم تماماً بالبيان الوزاري للحكومة، الذي كنت مشاركاً في إعداده، وبسياسة الحكومة الخارجية، خاصة لجهة الحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، لا سيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج واليمن، التي أكن لهم ولشعوبهم عاطفة خاصة. أما بالنسبة للحديث الذي أجرته معي محطة الجزيرة أونلاين، وبثته منذ يومين، فيعود تاريخه إلى الخامس من شهر آب، في اسطنبول، أي قبل أسابيع من تشكيل الحكومة وكنت أدليت به بصفة خاصة. تبقى مسألة الاعتذار، فأنا لدي الشجاعة الأدبية لأن أعتذر عن خطأ ارتكبته أثناء وجودي في الوزارة بصفة رسمية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها